:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/11985

لاحكومة بديلة في الكنيست الحالية- معاريف

2017-03-20

الازمة السياسية في داخل الائتلاف بين رئيس الوزراء نتنياهو وبين وزير المالية كحلون هي أزمة حقيقية تماما. هكذا ايضا امكانية التوجه الى انتخابات جديدة وحل الائتلاف. وان لم يحسم
الامر بعد وتجرى محاولات لمنع الانتخابات، بل وستبذل المزيد منها. ولكن ما لا يوجد على الاطلاق رغم العناوين التي لا تنتهي حولها في اليوم الاخير، فهي امكانية اقامة حكومة بديلة في الكنيست الحالية، والتي يزعم أنها ستعفي من الحاجة الى التوجه الى الانتخابات. ان السبيل الوحيد لمنع انتخابات مبكرة هو من خلال حل الازمة بين كحلون ونتنياهو. لا يوجد سبيل آخر. كل حديث أو تقرير عن اتصالات تجرى خلف الكواليس لاقامة حكومة أخرى هي نوع من الانباء الزائفة بصيغة اسرائيلية.
حين تطرح هذه الامكانية على رئيس الوزراء وعلى وزراء كبار آخرين في الليكود، يضحكون في ضوء الاحاديث عن حكومة بديلة. ويقولون مقترحين بابتسامة: "تفضلوا فليشكل لبيد وكحلون حكومة مع العرب. هذا سيجلبنا الى الانتخابات التالية والتي ستأتي بسرعة شديدة حتى في هذا الوضع ولكن من نقطة الانطلاق الافضل التي يمكن الامل فيها أو توقعها". ولكن دعكم من نتنياهو والليكود. تعالوا نجري فحصا قصيرا للارقام والبدائل، وسرعان ما سيتبين بان خيار اقامة ائتلاف آخر اقل واقعية من امكانية أن يعين ترامب هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية لديه.
لنفترض أن هرتسوغ والمعسكر الصهيوني ضما اليهما كحلون ولبيد، وحتى ليبرمان – هنا، الى هذا الحد أو ذاك تنتهي امكانياتهم. 50 مقعد يوجد لهذا الائتلاف. وحتى لو افترضنا بانه يمكن أن يضم الى هذه المجموعة آريه درعي وشاس (رغم أن لبيد فيه) فلا يزال لا يوجد له 61 مقعدا. أما يهدوت هتوراة فلا يمكن ضمه الى هذه الخلطة كونه غير مستعد باي حال أو شكل بان يجلس مع لبيد. وحتى 5 مقاعد ميرتس ليست جزء من القصة (لان ليبرمان في هذه الحالة سيخرج من المعادلة). وهكذا تتبدد امكانية حكومة بديلة حتى قبل أن تبدأ على الاطلاق.
للحقيقة، حتى السيناريو الذي وصف في السطور السابقة (ولا يصل الى 61 مقعدا) يفترض افتراضات متفائلة جدا. احدها هو أن يكون لبيد يوافق على الاطلاق على الانضمام الى مثل هذه الخطوة. في الواقع هو غير مستعد. وللحقيقة لا يوجد له ما يدعوه الى التفكير في هذا الاتجاه وعن حق. فاي سبب يوجد لرئيس يوجد مستقبل، الذي يصل في الاستطلاعات الى 25 مقعدا كي يوافق على أن يبقى مع 11 مقعد، ان يعين وزيرا للخارجية وان يتوج بكلتي يديه مرشحا آخر من كتلة الوسط – اليسار لمنصب رئيس الوزراء؟ وبدلا من الموافقة على هذه الخطوة الانتحارية يمكنه ببساطة أن يعلن منذ الان عن انسحابه من السياسة إذ أن ارتباطه بحكومة بديلة في الكنيست الحالية سيؤدي لاحقا الى انهاء طريق لبيد السياسي. وبالتالي اذا كان لا بد فلماذا لا تقصر الخطى.
ان الاحاديث عن اتصالات لتشكيل ائتلاف آخر، يزعم انها ستمنع التوجه الى الانتخابات تذكرنا قليلا بالحسابات التي تمت في بعض من استديوهات التلفزيون بعد لحظة من نشر نتائج العينة في الانتخابات الاخيرة. في الساعات الاولى كان لا يزال بعض المحللين يحاولون تشكيل حكومة أخرى، بلا نتنياهو والليكود، في ما ظهر كنوع من الامنية اكثر مما هو تحليل سياسي حقيقي. كما أنه يمكن قول الحقيقة للجمهور بين الحين والاخر – كل تقرير أو خبر يعنى باتصالات لحكومة بديلا مضلل، غير مصداق ويشكل نبأ ملفقا بكل معنى الكلمة. وبالتالي تعالوا نتوقف عن ذلك.