:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/12954

غضب عارم في إسرائيل من قرار اليونيسكو حول الخليل

2017-07-08

لا يختلف اثنان بأنّ قرار اليونيسكو الأخير هو صفعة مجلجلة للدولة العبريّة، فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) البلدة القديمة في الخليل “منطقة محمية” بصفتها موقعًا “يتمتع بقيمة عالمية استثنائية”، وذلك في أعقاب تصويتٍ سريٍّ أثار جدلاً فلسطينيًا إسرائيليًا جديدًا في المنظمة الدولية.
وصوتت اليونسكو بأغلبية 12 صوتا مقابل ثلاثة وامتناع ستة عن التصويت، على إدراج مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة على لائحة التراث العالمي. وأدانت إسرائيل القرار، وقال المتحدث بلسان خارجيتها عمانوئيل نخشون في بيان إنّ هذه المنظمة غير ذات صلة، العار على اليونسكو.
وجاء قرار اليونسكو خلال اجتماع المنظمة المنعقد حاليا في مدينة كراكوف البولندية. وكانت السلطة الفلسطينية تقدمت بطلب تصنيف المدينة القديمة بالخليل محمية عالمية لحفظها من سياسة الاستيطان الإسرائيلي. ومنعت إسرائيل فريقا تابعا لليونسكو من القيام بجولة ميدانية في الخليل قبيل هذا التصويت.
وفي عام 2010، اعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو قرارا باعتبار الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم جزءً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفض ضم إسرائيل لهما في قائمة التراث اليهودي، وذلك بأغلبية 44 صوتا مع وصوت واحد ضده وامتناع 12 صوتا.
في السياق عينه، أفاد موقع (المصدر) الإسرائيليّ شبه الرسميّ بأنّ وزراء الحكومة الإسرائيلية، وجّهوا انتقاداتٍ لاذعةٍ، أمس الجمعة، لقرار لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة “يونسكو”، منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة، تبنّي الاقتراح الفلسطيني إدراج مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي كمواقع تراثية تابعة لفلسطين. وقد أيد القرار 12 دولة عضو في لجنة التراث العالمي، مقابل 3 دول رفضوا القرار، و6 دول امتنعت.
ولفت الموقع إلى أنّ زعيم حزب “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت، الذي يشغل منصب رئيس المجلس الإسرائيلي لليونسكو، ووزير التربيّة والتعليم، كتب غاضبًا على القرار على صفحته في موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) إنّ قرار اليونسكو مخجل. علاقة اليهود بمدينة الخليل (هبرون حسب التسمية اليهودية) أقوى من أيّ تصويتٍ. وأضاف بينيت أنّ إسرائيل ترفض القرار وستعمل على تعزيز الهوية اليهودية لمدينة الآباء، على حدّ زعمه.
وتابع بينيت قائلاً إنّه أمر مخيب ومخجل أنْ نرى منظمة اليونسكو مرة تلو الأخرى تقوم بإنكار التاريخ وتشويه الحقيقة، داعمة بذلك، وبإدراك تام، أولئك الذين يسعون إلى محو الدولة اليهودية عن الخارطة. إسرائيل لن تتعاون مع اليونسكو ما دامت هذه تعمل كأداة للمقارعة السياسية بدل أن تكون منظمة مهنية، بحسب تعبيره.
ووصف رئيس الدولة العبريّة، رؤوفين ريفلين، في انتقاد لاذع، القرار بأنّه أكاذيب معادية لليهود، وقال في هذا السياق، بحسب الموقع الإسرائيليّ، إنّ قرار اليونسكو يثبت مرة ثانية أنّ هذه المنظمة مصرة على نشر الأكاذيب المعادية لليهود على ضوء صمته إزاء تدمير المواقع في المنطقة على يد متطرفين همجيين، بحسب تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، هاجم وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، من حزب ليكود القرار قائلاً: لا يوجد حدود للنفاق. الفلسطينيون يواصلون في حملة التحريض والتزوير بواسطة اليونسكو، ولفت في سياق تعقيبه إلى أنّه في حين يدمر تنظيم “الدولة الإسلاميّة” مواقع أثرية في حلب وتدمر وموصل، تقرر منظمة اليونسكو تسليط الضوء على الخليل والحرم الإبراهيمي، الذين لم ولن يطلهما أي خطر تحت سيطرة إسرائيل، بحسب مزاعمه.
وأضاف الوزير أردان قائلاً إنّه لا يمكن كتابة التاريخ من جديد ولا يمكن محوه. سيدنا إبراهيم اشترى بنقوده الحرم الإبراهيميّ وهو موقع ضريح الآباء منذ الأزل. ردنا سيكون بتوثيق صلتنا بالمدينة اليهودية في الخليل، كما أكّد في تعقيبه.
أمّا رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، فقال كما أفاد الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) إنّ تل أبيب ستقوم باقتصاص الميزانيّة التي تقوم بدفعها لمنظمة اليونيسكو، والي تصل إلى مليون دولار، ووصف القرار بأنّه هلوسة، وتساءل: هل الخليل ليست مدينة مُقدّسة لليهود؟. وأضاف أنّ الادعاء بأنّ الخليل في خطر لا أساس لها من الصحّة، وأنّ المكان الوحيد في الشرق الأوسط، الذي تتّم فيه المحافظة على حريّة العبادة هو في الخليل، لأنّ إسرائيل هي التي تُسيطر على المنطقة، على حدّ تعبيره.