:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/14900

في عرس جماهيري...الديمقراطية تحيي ذكرى إنطلاقتها ويوم ألأرض في كوبنهاغن

2018-03-25

بروح مفعمة بعبق التضامن الرفاقي بدأت ورشة العمل في تحضير قاعة المهرجان. الجمع يتفاعل، هنا صورة شهيد وهناك علم فلسطين... رايات النجمة الحمراء تزّن الجدران... جدارية كبيرة ترمز ليوم الأرض تتوسط المنصّة، المنظر العام سريعا ما يجذب الزائرين... هذا عمر القاسم وذاك سامر العيساوي، هذه صور الرفيق أحمد سعادات والأخ مروان البرغوثي... نعم الأسرى كما الشهداء هم الأكثر حضورا في المهرجان لأنهم الأكثر حضورا في ضمائر الفلسطينيين... يافطة حمراء كبيرة عاشت ذكرى إنطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين... لنحافظ جميعا على منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبنا... عرس وطني بإمتياز جمع كل أطياف اللون السياسي في كوبنهاغن... شعبيين ورسميين سفراء عرب وأجانب، ناشطين دانمركيين... الجميع يهتف لفلسطين.
المهرجان السياسي والفني يقام بمناسبة الإنطلاقة ال45 وإحياء ليوم الأرض الخالد وذلك يوم الخامس من نيسان في قاعة المركز الثقافي وسط العاصمة الدانمركية كوبنهاغن، وذلك بحضور العديد من السفراء والدبلوماسيين والقوى السياسية والجمعيات الفلسطينية والعربية والمتضامنين الأجانب وحشد كبير من الجماهير المدعوة.
عريف الحفل الرفيق ماهر الخطيب وبكلمات قوية من وحي المناسبتين يعلن عن إفتتاح المهرجان بالنشيد الوطني الفلسطيني ومن ثم الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء، السفير الفلسطيني السيد عمرو حوراني يتقدم الصفوف ويلقي كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، أذ هنأ الرفاق وكوادر الجبهة واشاد فيها بدور الجبهة تاريخيا في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية ودورها في الحفاظ على منظمة التحرير رغم التمايز بالمواقف السياسية مع باقي أطراف وقوى م ت ف. ثم إستعرض الوضع الفلسطيني وتعنت الموقف الإسرائيلي في المفاوضات وعدم اطلاق سراح الدفعة ألأخيرة من الأسرى مما دفع الرئيس إلى التوقيع على الإنضمام إلى ال 15 منظمة ومؤسسة دولية.
سفير فنزويلا وفي كلمة حماسية تفاعل معها الحضور مرارا تصفيقا ووقوفا. قال، أن فلسطين في قلبي، ورغم أنني لا أتكلم ولا أجيد اللغة العربية، لكنني أحسست في قلبي بكل كلمة ذكرها عريف الحفل عند تقديمي لألقي كلمتي. مؤكدا أن فنزويلا وفلسطين في خندق واحد في صراعهما مع الإمبريالية المتوحشة الممثلة بأمريكا وحلفائها وأن ما يحدث في فنزويلا الآن ما هو إلاّ من تدبير الولايات المتحدة، لأنهم لا يريدون لفنزويلا سلاما أو إستقراراً طلما تمثل مصالح الفقراء والعمال وتحمل راية الإشتراكية. مذكرا أن هوغو تشافيز وأثناء حملته الإنتخابية وقف متوسطا العلمين الفنزويلي والفلسطيني وأضاف أن تشافيز أحب فلسطين ونحن على طريقه سائرون في حب ودعم فلسطين.
ثم ألقى الرئيس السابق لجمعية الصداقة الدانماركية الفلسطينية والناشط الدانماركي أولي أولسن كلمة أكد خلالها على مناصرته لقضية الشعب الفلسطيني في حقه بدولة مستقلة مستقرة يعيش فيها مواطنيها بأمان وسلام وذكر أنه زار فلسطين عدة مرات وشاهد كيف أن الإحتلال يسمح ببناء المستوطنات للمستوطنين على الأراض الفلسطينية وبالمقابل يعيق الحياة اليومية للفلسطينيين من خلال الجدار العازل والطرق الإلتفافية التي ترهق المواطنين أثناء التنقل إلى مراكز عملهم أو إلى مدارسهم وغيره وهذه السياسة الإسرائيلية لا تؤدي إلى سلام عادل.
كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين القاها الرفيق عاطف فرح، مؤكدا بأن الإنطلاقة شكلّت إضافة نوعية للحركة الوطنية الفلسطينية وقوة فكرية وضرورة وطنية كان شعبنا بحاجة إليها ولا زال، وأن الجبهة تميزت برؤية وطنية وحدوية وناضلت بشراسة من أجل الحفاظ على الجامع الوطني الممثل بمنظمة التحرير الفلسطينية.
وشدد الرفيق عاطف الى أهمية أن تحتفل الجبهة بنطلاقتها بإحياء يوم الأرض الخالد الذي يمثل يوما وطنيا شاملا لكل الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم ويجسد وحدة الفلسطينيين في التمسك بالأرض .

ثم إستعرض الوضع الفلسطيني وصعوبته وموقف الجبهة الرافض للمفاوضات العقيمة، التي تزيد الوضع الفلسطيني تعقيدا وأن المفاوضات ومنذ عشرين عاما لم تأتي بإنجازات وطنية حقيقية تؤدي إلى إقامة الدولة المستقلة والعودة. ودعا إلى رفض إتفاق الإطار الذي جاء به كيري مؤكدا أن المدخل الحقيقي لتعزيز الموقف الفلسطيني يتمثل في وأد الإنقسام وإعادة الوحدة الوطنية ومن أجل ذلك تقدمت الجبهة مؤخرا بمبادرة لتنفيذ المصالحة.
وتم التأكيد على الخطوة التي أقدم عليها الرئيس محمود عباس في التوقيع على الإنضمام الى 15 مؤسسة دولية بإعتبارها خطوة متقدمة تستدعي إستكمال الإنضمام إلى كافة المؤسسات الدولية الأخرى.
هذا وشهد المهرجان لوحات فنية متميزة من الرقص الشعبي قدمته فرقة القدس للبنات، وعلى أنغام الأغاني التراثية تم عرض العديد من وصلات الدبكة الفلسطينية تفاعل معها الجمهور بحرارة.
الاغنية الملتزمة كانت الأكثر حضورا في المهرجان حين صدحت حنجرة الفنان نسيم الدقم وفرقته الفنية بأغنيات أبو عرب، مارسيل خليفة والشيخ إمام، والتي قابلها الحضور بحماس، مشاركين الفرقة الغناء، لتتشابك بعد ذلك الأيادي شبابا وصبايا وتنصب حلقات الدبكة فيما ثلّة من النساء شاركنّ بالزغاريد.