:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/15277

نــداء مــن دائــرة شــؤون الـمـغـتـربـيـن فـي الــذكـرى الـ70 لـلـنـكـبـة

2018-05-12


الأخوات والأخوة، الرفيقات والرفاق
رؤساء وأعضاء وممثلي الهيئات الادارية للجاليات والمؤسسات الفلسطينية
تحية الوطن،،،
يحيي شعبنا الفلسطيني في هذه الأيام ، الذكرى السبعون للنكبة، وهو يواصل نضاله البطولي لاستعادة حقوقه الوطنية الثابتة، ومحو آثار هذه النكبة ونتائجها التي لا تزال حاضرة في كافة تفاصيل حياة شعبنا، من احتلالٍ لكامل أرض فلسطين التاريخية، إلى تشريد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني خارج وطنه، وهو على يقين أن نضاله الوطني التحرري سيحقق أهدافه مهما طال الزمن، رغم استمرار عدوان الاحتلال وجرائمه المتواصلة، ورغم الدعم غير المحدود التي تقدمه الإدارة الأمريكية بقيادة رئيسها دونالد ترامب لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة قرارها المشؤوم بإعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، بما يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وبما يجعل الولايات المتحدة تقف في صف الاحتلال والعدوان على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
وكما في كل عام، يحيي شعبنا في شتى أماكن تواجده، وبقواه الوطنية ومؤسساته وكل أفراده هذه الذكرى الأليمة عبر سلسلة من النشاطات والفعاليات ، إلاّ أن هذا العام يشهد تحولا كبيرا وهاما في إحياء هذه المناسبة، حيث تتزامن مع مسيرة العودة الكبرى التي بدأت قبل عدة أسابيع على حدود فلسطين التاريخية مع قطاع غزة، وسقط خلالها عشرات الشهداء وألاف الجرحى، وستصل ذروتها في الرابع والخامس عشر من أيار الجاري، تأكيدا على تمسك شعبنا بأهدافه وحقوقه الوطنية وفي مقدمتها حقه في العودة إلى دياره وممتلكاته، وحقه في تجسيد قيام دولته المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس، ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة المحاصر.
إن موقف الإدارة الأمريكية والخطوة التي أقدمت عليها في شهر (يناير/ كانون ثاني) من هذا العام بتخفيض دعم الأونروا بـ ٦٥ مليون دولار من أصل حزمة الدعم المقررة للأونروا، وردة فعل شعبنا تجاه هذا القرار لما تعكسه من تخوفات تجاه قضية اللاجئين ومحاولة تصفيتها في تساوق خطير وإنعكاس تام لموقف الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تسعى بشكل محموم لتصفية قضية اللاجئين جوهر القضية الفلسطينية، عبر تجفيف منابع دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا ، وصولا إلى إنهاء عملها بشكل كامل.
الأخوة والأخوات / الرفاق والرفيقات
في الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية، تتضاعف مسؤوليتنا جميعا تجاه قضيتنا العادلة، في ضرورة التصدي ومواجهة الرواية الصهيونية والإسرائيلية للنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني، والتي أدت إلى تهجير مئات آلاف الفلسطينيين، وخاصة ما تضمنته « الخطة دالت » التي أقرتها الوكالة الصهيونية في بداية العام 48 وأوكلت تنفيذها للهجاناه بتوجيهات تفصيلية مثل القتل ودب الرعب ومحاصرة المدن والقرى الفلسطينية وحرق البيوت والممتلكات وزرع الألغام وسط الأنقاض لمنع الأهالي من العودة الى بيوتهم، وارتكبت الهاجناه وغيرها من منظمات الارهاب الصهيوني في ضوء تلك الخطة 28 مجزرة كان اشدها هولا في دير ياسين، الى جانب هدم وتدمير 531 بلدة وقرية وتهجير 800 الف فلسطيني وتحويلهم الى لاجئين ولاجئين في وطنهم سواء كانوا في داخل اراضي ال 48 أم في الضفة أو غزة.
كما ومن المفيد ونحن نحيي ذكرى النكبة أن نشير دائما إلى الوثائق والدراسات العلمية والأدلة الدامغة التي تؤكد مصداقية الرواية الفلسطينية وكذب الرواية الإسرائيلية، ونخص بالذكر هنا الوثائق الإسرائيلية الرسمية التي كشفت ما قاله رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، زعيم حركة حيروت وحزب الليكود لاحقا، الإرهابي مناحيم بيغن الذي قال " لولا دير ياسين (المجزرة التي راح ضحيتها نحو 320 فلسطينيا على مشارف القدس) لما كان ممكنا أن تظهر إسرائيل إلى الوجود، كما يمكن الاسترشاد بما كتبه عدد من أبرز المؤرخين الإسرائيليين مثل ايلان بابيه حول التطهير العرقي في فلسطين، وبيني موريس حول الخطة دالت وأكذوبة المغادرة الطوعية للفلسطينيين.
الرفاق والأخوة
إن استذكار هذه الحقائق وكشف جرائم العصابات الصهيونية ودولة إسرائيل وعرضها للعالم أجمع، لا يهدف فقط إلى توثيق الحقائق التاريخية لأغراض معرفية ونظرية، بل هو عمل يصب في خدمة مشروعنا الوطني وأهداف نضالنا الراهنة، في المطالبة بالعدالة ورفع الظلم لشعب فلسطين، وفي إدانة الفاشية والعنصرية الصهيونية، وإبراز مسؤولية دولة الاحتلال عن الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني، وتأكيد مسؤولية المجتمع الدولي عن رفع هذا الظلم، وإنصاف شعبنا بالوصول إلى حل سياسي متوازن مستند إلى مبادىء العدالة وقرارات الشرعية الدولية.
إن دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، وهي تحيي مع شعبنا هذه الذكرى الأليمة، لتحييّ وتشيد بمسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة الحبيب، داعية الى أوسع مشاركة جماهيرية في هذه المسيرات، والعمل على إمتدادها الى كافة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، وداخل فلسطين التاريخية، وفي شتى أماكن تواجد شعبنا، وتجسيد وحدتنا النضالية ورص الصفوف تماما كما جسدتها وحدة المعاناة والمصير، لأنها أقصر الطرق لتحرر شعبنا وخلاصه من الإحتلال ومن أثار جريمة العصر ( النكبة ) .
توجه دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية إلى كل جالياتنا ومؤسساتها وأطرها واتحاداتها في بلدان المهجر والاغتراب بدعوة حارة للمشاركة الفاعلة لإحياء هذه المناسبة، ونقترح عليكم في هذا المجال المهام التالية :
· المبادرة إلى تنظيم أوسع الفعاليات والانشطة في العواصم والمدن الرئيسية، وتحشيد اوسع مشاركة من أبناء الجاليات العربية والمسلمة والمناصرين.
· إدانة سياسة الإدارة الامريكية تجاه القدس واللاجئين، وإن أمكن تنظيم إعتصامات إحتجاجية واسعة أمام السفارات الامريكية في الدول التي تقيمون فيها.
· إدامة وإستمرار الفعاليات والانشطة لاحياء المناسبة وصولا ليومي الذروة في الرابع والخامس عشر من ايار الجاري.
· تنسيق العمل والتعاون مع لجان التضامن، وحركات المقاطعة، والاحزاب الصديقة، واعضاء البرلمانات المحلية والاوروبية المناصرين، ودعوتهم للمشاركة في الفعاليات والانشطة.
· الحرص على تقديم الرواية الفلسطينية حول النكبة ( أسبابها، نتائجها ) الى الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، ونشرها في الصحافة ووسائل الإعلام.
· ضرورة مخاطبة الهيئات الدولية المناسبة ( الأمم المتحدة، مجلس حقوق الإنسان، البرلمان الأوروبي، البرلمانات المحلية) وايصال رسائل بلغات متعددة لتقديم الرواية الفلسطينية حول النكبة، وفضح الرواية الإسرائيلية، ودعوتهم لتحمل مسؤولياتهم التاريخية عن الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني.
· الحرص على أوسع تغطية في وسائل الإعلام الوطنية والعالمية، وبعدة لغات، إلى جانب تكثيف الحملات التضامنية والهاشتغات على وسائل التواصل الإجتماعي كافة.
كلنا ثقة بقدرة جالياتنا على إحياء ذكرى النكبة الـ70 بما يخدم نضال شعبنا الموحد، والتعاون الوثيق مع كافة المؤسسات والأحزاب والمنظمات الحقوقية وحركات السلم والتضامن والمقاطعة، لإستقطاب المزيد من التأييد لقضية شعبنا العادلة وحقوقنا الوطنية المشروعة.
دائرة شؤون المغتربين
منظمة التحرير الفلسطينية