:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/15297

المستوطنون يستبيحون القدس وبلدتها القديمة و«الأقصى»

2018-05-14

استباح المستوطنون بحماية قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، أمس، مدينة القدس، خاصة بلدتها القديمة والمسجد الأقصى، ومحيطهما، واعتدوا على المواطنين والنساء، وأصابوا عدداً منهم، واعتقلوا عدداً آخر، وسط أجواء متوترة عمّت المدينة المقدسة.
وقال شهود عيان: إن نساء وفتيات مقدسيات وعدداً كبيراً من الشبان المقدسيين أفسدوا احتفالات المستوطنين في باحة باب العامود (أشهر أبواب القدس القديمة)، وتحدوا كل إجراءات الاحتلال غير المسبوقة في المدينة، وتصدوا لعصابات المستوطنين وقوات الاحتلال، مّا أثر على نسبة مشاركة المستوطنين في المسيرة الاستفزازية المركزية "رقصة الأعلام"، في حين اعتدت قوات الاحتلال على النساء والشبان وأصابت عدداً كبيراً منهم، بينهم الزميل الصحافي محمد عبد ربه، واعتقلت عدداً آخر.
وينظم المستوطنون كل عام احتفالات صاخبة ومسيرة مركزية يطلقون عليها تسمية "رقصة الأعلام" في باحة باب العامود، احتفاءً باحتلال ما تبقى من مدينة القدس وضم الشطر الغربي من المدينة وإعلانها عاصمة لدولة الاحتلال.
واستبقت قوات الاحتلال المسيرات الاستفزازية بإغلاق كافة أحياء وشوارع وطرقات القدس القريبة من محيط البلدة القديمة، ودفعت بتعزيزات عسكرية واسعة إلى وسط المدينة، وأخلت بالقوة وبمساعدة كلاب بوليسية منطقة باب العامود، تزامناً مع وصول عددٍ من مسيرات المستوطنين إلى باب العامود، حمل فيها المستوطنون الأعلام الإسرائيلية وشرعوا برقصات وهتافات عنصرية، مع وصول عدد كبير من المقدسيين والنساء للتصدي لهم، ما دفع الاحتلال للاعتداء على النساء والشبان.
ومنعت قوات الاحتلال الطواقم الصحافية من حرية التنقل لتغطية الحدث، وحددت مكاناً لهم في "باب العامود"، وأجبرتهم على الالتزام بذلك.
وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، لـ "الأيام": إن أكثر من 1040 مستوطناً إسرائيلياً اقتحموا المسجد، في ساعات ما قبل ظهر أمس، بحراسة الشرطة الإسرائيلية ووسط استفزازات شملت الاعتداء على حراس المسجد بعد منع الشرطة الإسرائيلية المصلين المسلمين من دخول المسجد.
وكانت جماعات يهودية متطرفة دعت إلى اقتحام 2000 مستوطن للمسجد للاحتفال بذكرى احتلال القدس الشرقية، وفق التقويم العبري، بالتزامن مع المسيرة اليهودية الاستفزازية التقليدية في شوارع البلدة القديمة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: إن 409 مستوطنين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى في ساعات ما بعد صلاة الظهر.
واعتقلت قوات الاحتلال الحارسين في المسجد الأقصى: أحمد الأعور ومحمد الصالحي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الصحافي محمد الفاتح أبو سنينة، وسلمته استدعاء للتحقيق، اليوم الإثنين.
وقال الشيخ الكسواني: "ما جرى اليوم (أمس) هو استباحة بشعة للمسجد الأقصى؛ إذ إنه إضافة إلى الاقتحامات الواسعة للمسجد، فإن عناصر الشرطة الإسرائيلية اعتدوا بالضرب على حراس المسجد الأقصى، فيما قام المتطرفون بأداء طقوس دينية شملت الإلقاء بأجسادهم على الأرض وترديد أقوال بصوت مرتفع، وذلك على مرأى من عناصر الشرطة الإسرائيلية التي لم تحرك ساكناً لوقف هذا الاعتداء الذي أعلنت عنه الجماعات المتطرفة منذ أسبوع".
وأضاف: "سهلت الشرطة الإسرائيلية هذا الاعتداء من خلال منع المصلين منذ صباح أمس وحتى الساعة الحادية عشرة، من دخول المسجد ليتسنى للمتطرفين تنفيذ اعتداءاتهم، في الوقت الذي تم فيه الاعتداء بالضرب على حراس المسجد وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية واعتقالهم لدى محاولتهم وقف هذه الاستفزازات التي شملت أيضاً رفع العلم الإسرائيلي".
وتابع الشيخ الكسواني: "نحن ننظر إلى ما جرى بخطورة بالغة، ولكننا نؤكد تمسكنا بالمسجد ورفضنا التنازل عن أي ذرة من ترابه، ووجوب وقف هذه الاستفزازات ومطالبتنا للدول العربية والإسلامية بسرعة التحرك لوقف ما يجري".
وحذر الشيخ الكسواني من أن "ما جرى هو رسالة بأن اليمين الإسرائيلي المتطرف ماض في مخططاته التي تستهدف المسجد الأقصى، مستغلاً الأجواء المحيطة والدعم الأميركي".
وتابع: "إضافة إلى نقل السفارة الأميركية، فإنه جرى الاعتداء على مقبرة باب الرحمة ويجري الاعتداء على حراس المسجد وإبعادهم واعتقالهم، وأيضاً ما يجري في مدينة القدس المحتلة بشكل عام".
وقال مدير المسجد الأقصى: "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد وتأجيج الأوضاع بما ينذر بانزلاق الأمور نحو حرب دينية".
من جهتها، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس: "في انتهاك لحرمة المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، استباح أكثر من (1040) متطرفاً يهودياً، صباح أمس، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وأدوا الصلوات والطقوس التلمودية الجماعية العلنية بحماية العشرات من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة المدججة بالسلاح، التي اعتدت بالضرب المبرح على حراس المسجد والمواطنين المتواجدين داخل المسجد واعتقلت عدداً منهم".
وأضافت في بيان: "تعتبر دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك أن ما تقوم به مجموعات المتطرفين اليهود بدعم حكومي إسرائيلي استباحة واضحة ومبرمجة بحق المسجد الأقصى المبارك وإسلاميته".
وتابعت: "تؤكد دائرة أوقاف القدس أن هذه المحاولات من قبل حكومة الاحتلال لن تنجح بفرض أمر واقع جديد على المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة (144) دونماً، وسيبقى مسجداً إسلامياً خالصاً يمثل عقيدة جميع مسلمي العالم ".
ودعت دائرة أوقاف القدس "جميع دول العالم للتدخل لوقف ما يجري داخل المسجد الأقصى المبارك والالتزام بقرارات اليونيسكو وجميع القرارات الدولية، كما وتدعو الدائرة جميع المسلمين من جميع أنحاء العالم إلى القدوم للمسجد للرباط والصلاة فيه، لتأكيد إسلاميته في وجه ما يتعرض له من انتهاكات".
في الغضون، فقد أغلقت الشرطة الإسرائيلية، بعد ظهر أمس، العديد من الشوارع في مدينة القدس الشرقية بداعي تأمين مظاهرة للمستوطنين الإسرائيليين في القدس القديمة لمناسبة ذكرى احتلال القدس.
وتنظم الجماعات اليهودية المتطرفة، بدعم من بلدية الاحتلال والحكومة الإسرائيلية، مسيرة استفزازية في مدينة القدس لهذه المناسبة تسمى "مسيرة الإعلام".
ومرت المسيرة من باب العامود، في وقت منعت فيه محكمة إسرائيلية شرطة الاحتلال من إجبار المحال التجارية في حي الواد بالبلدة القديمة على إغلاق أبوابها بسبب هذه المسيرة.
وتخلل المسيرة استفزازات واسعة لسكان البلدة القديمة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في جلسة للحكومة الإسرائيلية، أمس: "سنُبارَك، هذا الأسبوع، بحدث تاريخي حقاً، وهو قرار أكبر دولة عظمى في العالم، وهي صديقتنا الولايات المتحدة، بنقل سفارتها إلى هنا. الرئيس ترامب وعد بأنه سيعترف بالقدس كعاصمة إسرائيل وهو أوفى بذلك. إنه وعد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس وهو يفي بذلك. وبالطبع سنحتفل بهذا اليوم وغداً وهذا هو احتفال حقيقي. ثم سيتم نقل سفارتين أخريين إلى القدس، وهما سفارتا غواتيمالا وباراغواي، وستكون هناك دول أخرى ستقوم بمثل هذه الخطوة".
واعتبر نتنياهو أن "القدس هي عاصمة شعبنا، وشعبنا فقط، منذ 3000 عام. حلمنا بالعودة إليها وبإعمارها، هذه المدينة التي تم توحيد شطريها.. وهذا بالضبط ما نفعله اليوم".
وأضاف: "نتخذ سلسلة من القرارات من شأنها إعمار القدس وتطويرها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، في جميع الاتجاهات؛ بهدف الكشف عن ماضيها وبناء مستقبلها. أعلم أنه توجد صعوبات على الطريق وهناك صعوبات منذ 70 عاماً. صمدنا أمامها منذ 1948 وحتى السنوات الأخيرة وسنواصل الصمود أمامها لاحقاً".
وتابع نتنياهو: "نحن ملتزمون بالقدس فهي جزء من روحنا ووجودنا ومن عملنا الدنيوي والروحي على حد سواء".