:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/15971

انتهاء الجولة القتالية: هذا ليس نجاحاً-

2018-06-03

انتهت الجولة القتالية كما كان متوقعاً، أول من أمس، في الخامسة صباحاً، والآن يتركز جل جهد رئيس الوزراء، وزير الدفاع، والجيش الاسرائيلي على التسويق للجمهور بأن الردع الاسرائيلي لم يتآكل، وان الحديث بالإجمال يدور هنا عن قصة نجاح لا يفهم المواطن البسيط حجومها. ولكن في هذه الاثناء، نجدهم في هذه المهمة أيضا يفشلون.
إذاً، ما الذي حدث هنا هذا الاسبوع؟ خليتان، واحدة تابعة لـ «الجهاد الاسلامي» والأخرى لـ «حماس» حاولتا التسلل عبر الجدار الفاصل؛ هجوم للجيش الاسرائيلي صفي خلاله أربعة «مخربين» رداً على ذلك، وعملية انتقام فاجأ فيها «الجهاد الإسلامي» بصلية غير مسبوقة منذ حملة «الجرف الصامد»، قبل دقيقة من الساعة السابعة صباحاً. هنا يجب ان نسأل اين كانت الاستخبارات الاسرائيلية وهل وفرت إخطاراً بهذا التغيير للسياسة في غزة؟ فاذا كان صحيحا الادعاء بأن الإيرانيين دفعوهم الى هذا، وهو ادعاء يجب أخذه بضمان محدود، فلماذا لم يكن الجيش الاسرائيلي مستعداً لذلك؟ وكيف نعرف بان الجيش لم يكن مستعداً بما يكفي؟ ببساطة لان منظومة الدفاع الجوي لم تكن منتشرة، الأحد الماضي، مثلما هي منتشرة اليوم.
في كل هجمات سلاح الجو لم يكن أي قتيل من «الجهاد الاسلامي» أو «حماس». وحتى خلية اطلاق واحدة لم تهاجم يوم المعركة الأوسع منذ «الجرف الصامد»، حيث تضمن اطلاق اكثر من مئة صاروخ وقذيفة هاون. وتروي محافل الأمن بأنها لم ترغب في تصعيد الأحداث في الجنوب بسبب الساحة الشمالية. إذاً، في هذه النقطة يجدر بالذكر أن هذا الادعاء ربما كان صحيحا في الفترة التي كان فيها مستوى التأهب في الشمال عاليا خوفا من الانتقام الايراني، ولكن منذئذ انخفض مستوى التأهب، بعد أن فشلت «قوة القدس» في الأعمال التي خططتها. بمعنى أن سياسة احتواء كهذه كانت مقبولة قبل شهر، ولكن ليس هذا الاسبوع.
كما أنه لا مكان لإخافة الجمهور حيال تهديد كذاك من «الجهاد الاسلامي» في القطاع، في الوقت الذي يكون فيه الجيش الاسرائيلي اقوى منه عشرات الاضعاف. ولا مكان للإخافة بالحديث عن احتلال القطاع، اذ انه في المساحة التي بين الرد الهزيل والعملية البرية مع ثلاث فرق، هناك مجال مناورة واسع لجملة من الاعمال ضد اهداف نوعية.
تقول اسرائيل إن «حماس» طلبت وقف النار. حتى لو كان هذا صحيحاً فانها فعلت ذلك في نقطة الخروج الأفضل من ناحيتها: فقد أقرت لـ «الجهاد» متى يفتح النار، وهي التي قررت إغلاق الجولة حين كان مريحاً لها، ودون أن تتكبد أي قتيل أو جريح واحد.
إذاً، في هذه الاثناء تعهدت «حماس» بمنع اطلاق الصواريخ من كل التنظيمات. ولكن ماذا سيحصل اذا واصلت صباح غد ارسال الخلايا الى الجدار الفاصل وصفتها قوة غولاني أو مدرعات؟ فـ «الجهاد الاسلامي» نفسه قرر لنا شارة ثمن باهظة جدا. هذا بالضبط هو السبب الذي كان يجعل محظوراً قبول وقف النار إلا فقط في الظروف المريحة لإسرائيل وبعد ان يكون الطرف الآخر فهم ثمن الخسارة.