:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/16147

فوزي المجادي... نموذج مختلف لالتحاق الشباب الكويتي بالمقاومة الفلسطينية-محمد صباح

2018-06-07

أقام ملتقى الشباب الديموقراطي تكريماً رمزياً للشهيد فوزي المجادي في ديوان عمار العجمي مساء أول أمس، بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لاستشهاده، خلال عملية فدائية نفذتها قوات «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، حيث قدم نموذجاً مختلفاً لالتحاق الكويتيين بفصائل المقاومة، بإصراره على القيام بعملية فدائية على أرض فلسطين المحتلة.
واستهل عبدالنبي أخ الشهيد، الحديث عن مراحل إعادة رفاته من لبنان، وصولا إلى أرض الوطن، وكيف تلقى خبر إعادة الرفات بعد صفقة تبادل تمت بين المقاومة واسرائيل، معربا عن أسفه لغياب الأجهزة الرسمية عن استقبال الرفات وعدم السماح بدفنه في مقابر الشهداء وعدم تسجيله في مكتب الشهيد.
واستغرب رفض مكتب الشهيد تسجيل اسم الشهيد فوزي، ضمن قائمة الشهداء المسجلين لديه، معللين ذلك بأن المكتب لا يعنى إلا بالشهداء الذين سقطوا على أرض الوطن.
وقال «عندما أخذنا جثمان الشهيد إلى المقبرة لدفنه مع الشهداء أبلغونا بوجوب أخذ موافقة من مجلس الوزراء، فارتأينا أن ندفنه في المقبرة العامة، وعدم تأخير الدفن إلى حين أخذ الموافقة التي لا نعلم طريقة إجراءاتها».
من جانبه اعتبر ممثل عائلة المجادي، عبدالله المجادي التكريم «دليلا على ترابط المجتمع الكويتي بدمه ومصيره مع الشعب الفلسطيني المحتل من الكيان الصهيوني»، معربا عن فخره واعتزازه بالشهيد الذي قدم حياته دفاعا عن عقيدته ومبادئه.
وقال «كنت أول من تلقى نبأ قرب استعادة جثمان الشهيد من قبل أحد الإعلاميين، الذي كشف عن مفاوضات تجري بين المقاومة والكيان الصهيوني حول تبادل أسرى الصهاينة ورفات بعض الشهداء، ومن بينهم جثمان الشهيد فوزي، فقمت بإبلاغ أخ الشهيد الذي قام بدوره بالسفر إلى لبنان لتسلم الرفات».
وأضاف ان «هذا الملتقى يؤكد أن روح الشهيد باقية وان النضال والفكر موجود في ضمير الشعب الكويتي حتى تتحرر فلسطين من براثن الاحتلال الصهيوني»، مؤكدا أن «الكويت قيادة وحكومة وشعبا كانت دائما وأبدا داعما قويا للقضية الفلسطينية».
بدوره، قال أحمد الديين إن «الشباب الكويتي كان له دور فاعل في المشاركة مع حركات المقاومة منذ بداية نشأتها»، مضيفا «إلا أن المؤسف في هذا الجانب يتمثل في غياب التغطية الإعلامية عن هذه المشاركة، التي لا يسمع منها إلا اليسير، كمشاركة الشهيد البطل الشيخ فهد الأحمد في معركة الكرامة على ارض الأردن».
واستعرض الديين أسماء بعض الشباب الكويتي الذين شاركوا في حركات المقاومة، مثل عدنان المسلم الذي التحق في منظمة الجبهة الديموقراطية عام 1969 ومحمد عيسى القديري الذي قاتل في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكذلك مشاركة نوال دعيج العون والتحاقها بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1982، التي أمضت 6 أشهر في لبنان تقاتل الاحتلال الصهيوني، بالإضافة إلى عبدالرحمن الرميح وعمار العجمي واحمد الربعي ونهار المكراد.
وقال «إلا أن الشهيد المجادي كان نموذجا مختلفا، حيث لم يلتحق فقط بالمقاومة، بل كان مصرا على أن يقوم بعملية فدائية على ارض فلسطين المحتلة».
بدوره، أكد ممثل حركة مقاطعة الكيان الصهيوني مشاري الإبراهيم، استحالة أن يفصل الشباب الكويتي عن محيطه العربي والإنساني وقضاياه المصيرية، معتبرا «الشهيد فوزي المجادي خير من يمثل الكويت وشبابها الوطني، الذي يعتبر الكويت وفلسطين أرضا واحدة لا تتجزأ».
وقال «نحن نعتقد بأن المقاطعة كعمل تمثل جزءا من المقاومة ولها فاعليتها وإن كانت أقل ما يمكن تقديمه في الوقت الحالي»، مشداد على «اهمية المقاطعة بشكل منظم، من خلال التأثير على الشركات التي تعمل وتدعم الكيان الصهيوني، من خلال استهداف الشركات التي تعمل مع هذا الكيان».
وأسف الإبراهيم لـ«تعاقد الحكومة مع إحدى الشركات العاملة في المطار وهي من الشركات الداعمه للكيان الصهيوني، كما انها من الشركات المدانة بأعمال منافية للأخلاق في اوروبا»، لافتا إلى أن «الحركة» عملت على صياغة قانون قدم للجنة التشريعية، يهدف إلى منع عمل مثل هذه الشركات في الكويت.
من جانبه، اعتبر ممثل جمعية المحامين المحامي حمد الصراف، أن «المجادي أعطى باستشهاده أبلغ مفهوم للتضامن ووحدة المصير المشترك»، مؤكدا أن «من غير المستغرب على الكويت أن تقدم أبناءها قرابين للقضية الفلسطينية، والتي كانت منذ البداية تواكب القضية بمواقف شيدت بالعزة والكرامة».
وقال «إن مثل هذه الفعاليات تمثل خطوة لوأد كل الأصوات التي تنادي بالتطبيع مع الكيان الصهيوني»، مؤكدا أن «الإدانة الاجتماعية أهم من الإدانة القانونية».