:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/16436

المفوض العام للأونروا بيير كرينبول يزور مخيم اليرموك اليوم

2018-07-04

زار المفوض العام للأونروا بيير كرينبول مخيم اليرموك اليوم في أول زيارة لمسؤول أممي رفيع المستوى منذ سنوات حيث يمثل هذا المخيم رمزاً ثابتاً للشتات الذي يعاني منه لاجئو فلسطين كما ويمثل الخسارات البشرية المتزايدة بسبب الصراع المدمر في البلاد. وقال السيد كرينبول "إن حجم الدمار في مخيم اليرموك لا يوازيه إلا القليل جداً مما رأيت في سنوات عديدة من العمل الإنساني في مختلف مناطق النزاعات".
ويقبع هذا المخيم، والذي كان فيما مضى مصدر فخر لسكانه والذين قارب عددهم على 160,000 لاجئ فلسطيني، في دمار كامل. فحيثما تنظر فإن الرعب الذي عايشه سكان مخيم اليرموك واضح للجميع. ومرة أخرى يتعرض لاجئو فلسطين إلى صدمة التشرد وفقدان الأقارب والمنازل وسبل العيش. قال المفوض العام مؤكداً "في كل زيارة إلى سوريا خلال السنوات الماضية، ومرة أخرى خلال هذه الزيارة، تحدث لاجئو فلسطين عن الفخر الذي يمثله مخيم اليرموك في تاريخ هذا المجتمع"، وأضاف "واليوم فهم يعبرون عن القلق العميق حول ما يخبئه المستقبل القريب والبعيد وحيال احتمالات العودة وإعادة الإعمار".
زار المفوض العام إقليم سوريا لمدة ثلاثة أيام من 1 - 3 تموز 2018 كما والتقى خلال هذه الزيارة مع اللاجئين الفلسطينيين وطلاب الأونروا وموظفيها بالإضافة إلى عقد لقاءات مع مسؤولين من الحكومة وعدد من الدبلوماسيين.
وزار السيد كرينبول منطقة يلدا للقاء اللاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيم اليرموك، بما في ذلك خلال الجولة الأخيرة من القتال في الحي، لاحقاً لاستعادة القوات الحكومية السيطرة على المنطقة. واثناء حديثه مع اللاجئين خلال توزيع المساعدات في يلدا، فقد استمع المفوض العام لقصص يغلفها اليأس ولا يمكن تصورها، من أشخاصٍ واجهوا الظروف القاسية والمعاناة والألم داخل مخيم اليرموك على مر السنين: "لقد كان مهماً جداً للأونروا أن تتمكن من الوصول إلى اللاجئين الفلسطينيين مرة أخرى في يلدا. إن تقديم المساعدة الضرورية لأشخاص تعرضوا لمثل هذه الظروف الصعبة والقاسية لهو من صلب مهمتنا".
كما زار السيد كرينبول أيضا مخيم سبينة إلى الجنوب من دمشق والذي شهد الصراع فيما مضى وحيث تم السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إليه. قامت الأونروا بإعادة تأهيل المنشآت الرئيسة: المدارس والعيادات والمراكز المجتمعية وتوفير الخدمات الحيوية لما يقارب 10،000 لاجئ فلسطيني والمساعدة على إعادة تأسيس نمط الحياة الطبيعية لمجتمع عانى من صدمات عميقة. وقال المفوض العام "إن الأثر الذي يتولد من الأشخاص العائدين إلى ديارهم، غالبا بعد سنوات من النزوح الداخلي، لهو مهم جدا وإن الخبرة الطويلة للأونروا في سوريا قد سمحت لنا بأن نلعب دورا داعما ومهما لمجتمع اللاجئين في سبينة."
وفي دمشق فقد شارك السيد كرينبول في حفل لتكريم مجموعة من الطلبة الذين أحرزوا المراتب الأولى في الامتحانات السنوية على مستوى سوريا لمرحلة الصف التاسع، وكانت غالبيتهم من الفتيات. وشمل ذلك اجتماع مع آية عباس، والتي ولدت وترعرعت في مخيم اليرموك، قبل ان تضطر الى الفرار من المخيم في أواخر عام 2012 عندما اجتاح الصراع مخيم اليرموك. وعلى الرغم من المحن الهائلة فقد تمكنت من احراز أعلى العلامات في جميع الامتحانات النهائية. وقد هنأ السيد كرينبول آية والطلبة الآخرين لشجاعتهم وإنجازاتهم قائلاً: "أنتم مصدر إلهام لجميع اللاجئين الفلسطينيين وللعالم".
وعقد المفوض العام لقاءات مع موظفي الأونروا في دمشق ويلدا وسبينة، وكذلك مع الموظفين من حلب ودرعا وحمص، حيث كان الهدف من تلك اللقاءات أولاً وقبل كل شيء للتعبير عن احترامه العميق وتقديره لإرادتهم الرائعة ولشجاعتهم خلال سنوات الصراع. وفي الوقت الذي تواجه فيه الوكالة أزمة مالية غير مسبوقة، فقد أعرب الموظفون عن مخاوف عميقة بشأن تأثير الأزمة على استمرارية الخدمات. وقد أطلعهم المفوض العام على آخر التطورات في الجهود المبذولة لحشد التمويل الإضافي اللازم مشيراً إلى أن الأونروا ستطرق جميع الأبواب وتتواصل مع كل الجهات المانحة الحالية والمحتملة قائلاً: "لا أستطيع أن أتخيل نفسي وأنا أقول لطلابنا الفخورين بانفسهم بأننا فشلنا في الإبقاء على المدارس، المهمة جداً في حياتهم، مفتوحة ومتاحة لهم."
والتقى المفوض العام في دمشق مع معالي الدكتور فيصل مقداد، نائب وزير خارجية والمغتربين ومع معالي السيد حسين مخلوف، وزير الإدارة المحلية والبيئة، والسيد علي مصطفى المدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب.
وكانت هذه الاجتماعات فرصة مهمة لمناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، والحاجة إلى الخطوات المتواصلة لضمان أمنهم وحمايتهم، وكذلك الوصول إلى بعض المناطق الحساسة حيث يتواجد اللاجئين الفلسطينيين. ركزت هذه الاجتماعات بشكل خاص على مخيم اليرموك واحتمالات العودة للاجئين الفلسطينيين. وأكد المفوض العام الإرادة القوية للأونروا لدعم مجتمع اللاجئين الفلسطينيين، كما وأكد على استعداد الوكالة لإجراء تقييم أوسع للأوضاع في اليرموك عندما تسمح بذلك الظروف الأمنية وتوفر سبل الوصول العامة.
وأعرب السيد كرينبول عن تقديره لدعم الحكومة فيما يتعلق بالموافقات الممنوحة مؤخراً لإتاحة الوصول إلى يلدا وعبر عن استعداد الأونروا لتقديم دعم إضافي للاجئين الفلسطينيين في درعا وحولها، والذين يعانون حاليا من مشقة ومخاطر كبيرة في ضوء تصاعد العنف في جنوب سوريا.
كما وكرر المفوض العام مناشدته لاستمرار توفير الحماية واحترام موظفي الأونروا خلال تأديتهم لأعمالهم ومهامهم اليومية. إن هذه المسألة لهي في غاية الأهمية وقد اتخذت الأونروا نفسها عدة مبادرات لتعزيز قدرتها على دعم الموظفين الذين يواجهون مخاوف أمنية متنوعة.
وأثناء تواجده في سوريا فقد دعا المفوض العام العالم للحفاظ على التزامه ودعمه للاجئين الفلسطينيين قائلاً "إذا كنا جادين في عدم التخلي عن أي شخص فيجب علينا أن نوازي شجاعة طلاب الأونروا التي لا مثيل لها وعلينا الاحتفال بمهاراتهم. يجب الإبقاء على برنامج الأونروا للتعليم وعلى الخدمات الأخرى فهذه مسألة حقوق وكرامة."
- انتهى-
الأونروا
تواجه الأونروا طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات. ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير. وتدعو الأونروا كافة الدول الأعضاء للعمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل. ويتم تمويل برامج الأونروا الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.
تأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين وأربعمائة ألف لاجئ من فلسطين مسجلين لديها. وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم. وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.