:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/16475

قانون العلم الاسود - هآرتس

2018-07-12

منذ اكثر من ثلاث سنوات يقف بنيامين نتنياهو على رأس حكومة يمينية وائتلاف “ممتاز” كما وصف ذلك بنفسه هذا الاسبوع. طوال الفترة يرفع بين الفينة والاخرى قانون القومية رأسه ويختفي وكأنه لم يكن. الآن قال نتنياهو إن القانون حيوي لمصير الأمة ويجب التسليم بسنه حتى نهاية جلسة الصيف في الاسبوع القادم، بما في ذلك البند العنصري والمميز الذي يسمح لليهود بمنع العرب من العيش في بلدات مختلطة قائمة على “أبناء دين واحد أو أبناء قومية واحدة”. تحذير رجال القانون بأن هذا البند سيؤكد على صورة اسرائيل في العالم ككيان عنصري يقوم بالتمييز والاقصاء – لا يهمه. قبيل الانتخابات هو يحتاج الى علم، في الحقيقة من اجل أن يتمكن من رميه للجمهور.
قانون القومية تحول في العقود الاخيرة الى مسدس مدخن في الفصل الثالث بعد أن كان موضوع في الدرج طوال المسرحية. دائما عندما كان يظهر كانت ترافقه تساؤلات مثل: لماذا الآن؟ لماذا لم يكن قبل ذلك؟ وما الدافع؟.
هو يدفع بممثليه في قائمة الليكود لاستكمال التشريع حتى نهاية جلسة الصيف الاخيرة.
اذا قامت المحكمة العليا بشطب البند الاشكالي فهو لن يندم. ربما حتى بالعكس، حيث أنه سيكسب ثلاث مرات: لقد حاول، حتى أنه تم افشاله مرة اخرى من قبل المحكمة العليا، وحتى اللطخة السوداء النتنة سترفع من كتاب قوانين الدولة “الدستور”. الكراهية “قاعدته”للجهاز القضائي ستزداد وسيركب عليها بفرح وهو يغمز في طريقه الى الولاية الخامسة.
إن الذي لم يحسب حسابه نتنياهو هو أنه في بيت الرئيس يوجد شخص هو رؤوبين ريفلين، تبدو له دولة اسرائيل أهم من الاعتبارات الانتخابية لرئيس الحكومة. أمس في رسالة ارسلها لاعضاء اللجنة التي تعمل على القانون، انتقد ريفلين بشدة “الطابع الواسع” الذي صيغ فيه البند 7 ب. “بدون توازن اخشى من أنه من شأنه أن يمس بالشعب اليهودي، اليهود في ارجاء العالم وبدولة اسرائيل، وحتى يمكن استخدامه كسلاح في أيدي اعدائنا”، كتب ريفلين. لقد توسل لاعضاء الكنيست كي يعيدوا التفكير به من جديد.
أمس جاء أنه في اعقاب الضغط العلني للرئيس ريفلين وموقف المستشارين القضائيين للحكومة والكنيست، فان نتنياهو يفحص تخفيف الصيغة الاشكالية وأن يزيل منها العامل العنصري المبتذل.
لا شك أن ريفلين يمط حدود الصلاحية الغامضة التي تمنحه اياها وظيفته حتى الحد الادنى، وربما ابعد قليلا من ذلك. حتى لو أنه تجاوز أمس الحدود فمن الواضح أن رسالته صاغها بدم قلبه من خلال قلق عميق على مكانة اسرائيل في العالم وليس لأنه متملق و”يساري”، “سياسي” أو “ضد نتنياهو”. هذه الادعاءات السطحية قيلت من قبل من يجلسون على المقاعد الخلفية لليكود، لأنه في ظل غياب سجل كبير في الكنيست باستثناء القيام بأعمال مخجلة، هم يتغذون على تغريدات ساخرة وخبراء في تضخيم الاقوال. ميكي زوهر واورن حزان وامير اوحاني قادوا الهجوم. وأحد منهم لم يحاول أن يواجه الادعاءات التي طرحها ريفلين – الدعوى القانونية والاخلاقية والدعائية، هذا كبير عليهم. طالما أنه يمكنهم المس أو التشكيك فهم يشعرون بأنهم في وضع جيد.
التفكير بأنه لو لم يتم انتخاب ريفلين كرئيس للدولة قبل اربع سنوات، لكان عليه أن يكون الى جانبهم في الكنيست. هذا لو أنه نجح في أن يكون ضمن القائمة، وهو الامر غير المضمون.