:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/16777

المرشح الديمقراطي للكونغرس«عمار كامبا» حفيد المؤسس التاريخي لـ«فتح» محمد يوسف النجار

2018-08-27

نيويورك ـ وكالات -
صعد سريعاً عمار كامبا نجار، المرشح الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي لدائرة الكونغرس الـ50 في كاليفورنيا، إلى دائرة الضوء، وأصبح المتقدم في السباق الانتخابي ليلة الثلاثاء 21 آب الجاري بعد إدانة خصمه الجمهوري، النائب دنكان هانتر.
فقد أُدين هانتر وزوجته مارغريت باستعمال تمويل الحملة بانتظام للانفاق على أمورٍ شخصية، بما في ذلك عدد من الإجازات الفاخرة، ودروس خاصة لأبنائهم، وباب مرآب لمنزلهما، ورسوم نقل الحيوان الأليف للأسرة بالطائرة إلى واشنطن، ووجبات تناولاها في كل المطاعم من Spago وحتى Taco Bell، ومشروبات تِكيلا، وجراحات أسنان.
وتشير الادانة إلى انتهاكاتٍ فاضحةٍ على وجه الخصوص؛ كشراء ملابس في أحد متاجر مسلتزمات الغولف والإبلاغ عنها كذباً إلى أمين الصندوق باعتبارها كرات غولف لمصابي الحرب.
هانتر نفسه من قدامى حرب العراق وأفغانستان، ووصف اتهامات وزارة العدل بأنها «مدفوعة سياسياً» وتعهَّد بمواجهتها في المحكمة.
يخضع هانتر لتحقيقٍ فيدرالي منذ فترةٍ، وكان الجمهوريون المحليون يأملون سراً في حالة إدانته أن يحدث ذلك قبل الانتخابات الأولية، كي يستطيع الحزب ترشيح شخصٍ آخر بدلاً منه.
ووفقاً لقوانين الانتخابات في كاليفورنيا، لا يمكن شطب اسم هانتر من الاقتراع ما لم يَطلُب شطبه من أحد قضاة الولاية، وهي خطوةٌ استثنائيةٌ لا يبدو مُقدِماً على اتخاذها.
بجانب أنه حتى لو شُطِب المرشح فمن الممنوع تدشين حملاتٍ للمُرَشَّحين غير المُدرجة أسماؤهم على ورقة الاقتراع يوم الانتخابات العامة في كاليفورنيا بحسب قانون «صاحِبَي أعلى أصواتٍ».
فإما يُدرج في تصويت تشرين الثاني اسما هانتر وكامبا نجار، الحائزين على أعلى نسبة أصواتٍ في انتخابات حزيران الأولية، وإما يُدرَج اسم كامبا نجار وحده. وفي الغالب سيتحقق الاحتمال الأول.
وصرَّح إريك باومان، زعيم الحزب الديمقراطي بكاليفورنيا، الثلاثاء الماضي، إلى صحيفة "رول كول" قائلاً: «أعتقد أن الجمهوريين قد خسروا مقعداً آخر في مجلس النواب.. فبالتأكيد لن ينتخب مصوِّتو سان دييغو رجلاً محتالاً أُدين بجرائمه».
هذه الدراما تعيد إلى الأذهان الانتخابات النصفية في العام 2006، وهي آخر مرة تفوَّق فيها الديمقراطيون على الجمهوريين.
في ذلك السباق، عجز الجمهوريون عن استبدال توم ديلاي في تكساس ومارك فولي في فلوريدا بعد أن ابتُليا بفضائح، ما أحال الدوائر الجمهورية إلى ديمقراطية.
ومع ذلك، فإنَّ التقدُّميين لا يحتفلون بعدُ، نظراً إلى النزعة المُحافِظة في الدائرة، التي انتخبت والد هانتر عضواً في مجلس النواب قبل ما يقرب من ثلاثة عقودٍ من حلول هانتر الابن محلَّه.
يملك كامبا نجار خلفيةً غير اعتياديةٍ على أقل تقدير بالنسبة إلى مرشحي الكونغرس، ما يرجع كفته في الفوز . فهو نجل أمٍّ مكسيكية أميركية وأبٍ فلسطيني أميركي، وأمضى ثلاثة أعوامٍ من طفولته في قطاع غزة.وعمل بوَّاباً لمساعدة أسرته في سنوات المراهقة. وفي أيار الماضي: «لقد ربَّتني أمي بمفردها تقريباً في معظم حياتي. ولم تملك المال الكافي لشراء منزل، إذ كانت أماً وحيدة من الطبقة العاملة تعمل موظَّفَة استقبالٍ في مكتب أحد الأطباء، ولم تكن تكسب الكثير».
وأضاف: «لذا انتقلنا للعيش مع خالتي، ثم عِشنا مع جَدِّي، والدِ أمي». ثم عمل كامبا نجار لاحقاً في السياسة والحكومة، وحصل على وظائف في حملة أوباما الانتخابية للفترة الثانية، العام 2012، والغرفة التجارية اللاتينية الأميركية، والبيت الأبيض، ووزارة العمل.
وقد كان جده لأبيه، محمد يوسف النجار، أحد العقول المدبرة لهجوم ميونيخ، ضد الرياضيين الإسرائيليين.
وقد جرت تغطية هذا الرابط الأسري على نطاقٍ واسعٍ في الصحافة الأميركية والدولية.
ولقي تم اغتياله على يد القوات الإسرائيلية انتقاماً لهجوم العام 1972، قبل مولِد كامبا نجار بزمنٍ طويلٍ.
تنافس كامبا نجار، المناصر للحملات الداعية لتوفير الرعاية الصحية للجميع والمدعوم من منظماتٍ تقدُّمية في الانتخابات الأولية ضد جوش بوتنر، وهو سياسي معتدل من جنود فرق العمليات الخاصة في البحرية الأميركية.
وحظي بوتنر بدعم النائب سيث مولتون من دائرة ماساتشوستس، الذي يدعم قدامى الحرب في جميع أنحاء البلاد، ومعظمهم معتدلون أو محافظون، وحظي كذلك بدعم النائب جو كراولي من نيويورك، رئيس التكتل الديمقراطي، والنائب ستيني هوير، القيادي الديمقراطي في مجلس النواب، والائتلاف الديمقراطي الجديد ذاته.
وفي نيسان كتب موقع "انترسبت" تقريراً عن زعم بوتنر أنه قد تقدَّم للترشح مستقلّاً، لكن بيَّنت السجلات أنَّه في الحقيقة جمهوري.
اكتسح كامبا نجار، وحصل على تأييد الحزب المحلي بالكامل، لكن قبل اجتماع مؤتمر كاليفورنيا لحسم القرار بشأن التأييدات الحزبية على مستوى الولاية، ظهرت أخبارٌ عن هوية جدِّه القتيل، في إسرائيل.
وبدعمٍ من الحاخامات المحليين، ورسالة انتخابية عن السلام والتصالح، تغلَّب كامبا نجار بسهولةٍ على هذا الرابط الأسري، حائزاً على تأييد الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا باكتساح.
وفي ليلة الانتخابات، حصل على المركز الثاني، بنسبة 18% من الأصوات مقابل 47% لهانتر، ما كان كافياً ليصل إلى الانتخابات العامة.
وحصل الجمهوري بيل ويلز على المركز الثالث، متقدماً على بوتنر بسبعة أصواتٍ فحسب، وكانت نسبة كليهما 13%.
ومؤخراً منح باراك أوباما، الزعيم السابق، كامبا نجار تأييده، وأرسلت السيناتور إليزابيث وارين من دائرة ماساتشوستس بريداً إلكترونياً إلى مناصريها يوم الثلاثاء داعيةً إياهم لمنح التبرعات إلى كامبا نجار، وربطت بين سباقه ضد هانتر وحملتها ضد الفساد.
وأليكساندريا أوكاسيو كورتيز، التي هزمت كراولي في حزيران تجمع كذلك التبرعات لكامبا نجار، وذكرت في تغريدتها عن دعمه أنَّه لا يتلقى تبرعات الشركات ويدعم توفير الرعاية الصحية للجميع.
وقد كتبت أليكساندريا في تغريدةٍ على موقع Twitter يوم 22 آب الجاري: "في حال فاتكم الخبر في خضم جنون الحزب الجمهوري بالأمس، فقد أُدين النائب الجمهوري الحالي هانتر كذلك. وأخي التقدُّمي عمار كامبا نجار مترشحٌ ضده".
ولا يتقاضى عمار أموالاً من المؤسسات، ويؤيد الرعاية الصحية للجميع.
وجاء في تصريحات كامبا نجار أنَّ ويلز، الجمهوري صاحب المركز الثالث، قد اتصل به بعد إعلان الإدانة وتمنى له التوفيق، وقال له: «ينبغي أن نعطي الأولوية للوطن قبل الحزب» (ولم يستجب ويلز حتى الآن لطلبنا بالتعليق).
وقال كامبا نجار إنَّ فضيحة هانتر هي شاهدٌ بائسٌ على إفساد واشنطن لرجلٍ كان صالحاً ذات مرة. إذ تابع في تصريحاته، الأربعاء الماضي،: «الرجل الذي خدمنا وقاتل لأجلنا في الخارج، ذلك الرجل لم يَعُد إلى الوطن قط. بل استحوذت عليه أساليب واشنطن، وضلَّ طريقه».
وأردف أنَّه مع عدم رغبة الحزب الديمقراطي ولجنة حملات الكونغرس الديمقراطية في فوزه بالانتخابات الأولية، فالآن حان وقت الاتحاد وقد صار المرشح الوحيد القادر على مجابهة هانتر.
إذ قال: «ربما لا أكون الرجل الذي أرادوه، لكنَّني الرجل الذي يملكونه، وأنا الرجل الذي يحتاجون إليه. لستُ مضطراً إلى الإذعان لقواعد أحد. لقد بلغ الأمر بنا هذه المرحلة. أنا أفضل ما لديكم، فالأحرى أن تُجرِّبوني». ولم تُضف اللجنة كامبا نجار بعدُ إلى قائمة مرشحيها، حتى بعد إدانة هانتر.
لكنَّه لا يأخذ عدم اهتمام الحزب بحملته على محملٍ شخصيّ. إذ أضاف في تصريحاته: «جزءٌ من الأمر متعمَّدٌ، لكنَّ معظمه غير مقصود».
وقال: «لا أملك الصورة التي يبحث عنها الناس في المرشحين للفوز، ولا ألوم من يعيشون خارج هذه الدائرة، فهم لا يملكون أدنى فكرةٍ عما يجري داخلها. ففي أية مؤسسةٍ، لا يدري أصحاب المناصب العليا ما يحصل في المستويات الدنيا».
قد يهب كامبا نجار الديمقراطيين مقعداً آخر في مسعاهم نحو استعادة مجلس النواب، لكن إذا حدث ذلك، فلن يُصوِّت لصالح نانسي بيلوسي لمنصب رئيسة المجلس.
إذ قال: «أرى أنَّ التغيير مطلوب، وإذا كنت لا تراه مطلوباً، فهو محتوم». وأضاف أنَّه يودُّ أن يرى امرأةً تحل محلها، مثل نائبة كاليفورنيا ليندا سانشيز، لمكافحة «الذكورية السامة» التي ما زالت لها اليد العليا في الحزب.
وبالنسبة للسؤال حول ما إذا كان يعتبر نفسه اشتراكياً ديمقراطياً مثل زميلته الديمقراطية أليكساندريا أوكاسيو كورتيز عضوة مؤسسة Justice Democrats، احتجَّ كامبا نجار على السؤال قائلاً: «لا أهوى التصنيف حقاً. فقد تعرضتُ للتصنيف طوال عمري، لذا أملك نفوراً طبيعياً تجاه التصنيف. وهذه الأفكار ليست متطرفةً إلى هذا الحد».
وترديداً للمقولة التي أعلنتها أليكساندريا كورتيز، قال: «لا ينبغي لأحد في هذه الدولة أن يموت لأنَّ فقره يمنعه من العيش».