:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/16854

أمريكا تُعلِن الحرب على المرضى وتقطع المُساعدات عن مُستشفيات بالقدس المُحتلّة

2018-09-08

في ظلّ الصمت العربيّ والإسلاميّ المُهين والمُعيب والمُشين، تُواصِل الإدارة الأمريكيّة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، “تجفيف” المعونات للشعب العربيّ الفلسطينيّ في محاولةٍ بائسةٍ ويائسةٍ لإخضاعه، وإلزامه قبول خطّة السلام الأمريكيّة، التي باتت تُعرَف إعلاميًا بـ”صفقة القرن”.
وبعد إعلان الإدارة في واشنطن عن وقف تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والترحيب الإسرائيليّ بهذه الخطوة، التي تهدف إلى شطب حقّ العودة عن الأجندة، كشف صباح اليوم السبت، الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ مُتطابقةٍ في كلّ من واشنطن وتل أبيب، كشف النقاب عن أنّ الإدارة الأمريكيّة أوقفتْ تحويل مبلغ 20 مليون دولار لمستشفيات تقع في القدس المحتلّة، وذلك ضمن سياسة واشنطن المتواصلة في تجفيف تمويل العديد من المؤسسات والقطاعات العاملة في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة.
وبحسب المصادر عينها، أضاف الموقع الإسرائيليّ، فقد صادق الكونغرس على تمرير مبلغ 20 مليونًا لمستشفيات القدس المحتلّة، إلّا أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت، يوم أوّل من أمس الخميس، وقف تحويلها، زاعمةً أنّها ستقوم بتحويل هذا المبلغ عينه لمناطق أخرى في منطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبيرها.
وتابع الموقع العبريّ قائلاً إنّ هذا القرار يُهدد استمرار عمل قسمٍ من المستشفيات، التي تُعاني أصلاً من ضائقةٍ ماليّةٍ، ويستهدف على نحوٍ خاصٍّ، مشفيي “أوغوستا فيكتوريا”، وهو مشفى كنسي عريق يقع بالقرب من جبل المشارف، والثاني هو “سانت جون”، الذي يُعتبَر من أهّم المُستشفيات المُتخصّصّة في علاج أمراض الأعين في القدس المُحتلّة والضفّة الغربيّة المُحتلّة وأيضًا قطاع غزّة.
ويشغل مستشفى (اوغستا فكتوريا)، المبنى الذي بناه القيصر الألماني وليم الثاني تكريمًا لزوجته اوغستا فكتوريا حيث انتهى العمل فيه عام 1910. والجدير بالذكر أنّ المبنى كان احدث مبنى في المنطقة بعد انتهاء العمل فيه، وكان مزودًا بأوّل شبكةٍ كهربائيّةٍ في فلسطين تعمل على مولد خاص بالمبنى. تمّ استعماله كمنزل ومنتجع للحجاج لأربع سنوات فقط، ومن ثم تحول إلى مقّرٍ للجيش التركيّ بقيادة جمال باشا إبّان الحرب العالمية الأولى، وقد خدم هذا البناء الكثير من الأهداف فقد كان مقرّ للحكم البريطانيّ لفترةٍ قصيرةٍ.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر موقع “هآرتس” أنّ أوساطًا مسيحيّةً، تدعم هذه المُستشفيات الأهليّة، في القدس الشرقيّة، قامت خلال الفترة الأخيرة بمُمارسة ضغوطاتٍ لمنع المسّ بهذه المشافي من خلال الإجراءات الأمريكيّة، وذلك لتوجسّها من أيّة تأثيراتٍ على الأوضاع الإنسانيّة، إلّا أنّ جهودها لم تُثمِر وباءت بالفشل.
ونقل الموقع العبريّ، عن شخصياتً نعتها بالمُراقبين، إنّ من شأن القرار التسبّب بانهيار شبكة المستشفيات في القدس المحتلّة، كما أنّه سيُلحِق الأضرار الفوريّة بمرضى السرطان في الضفّة الغربيّة وقطاع غزة، الذين يعتمدون على مشافي القدس للعلاج.
ومن الجدير بالذكر أنّ واشنطن كانت قد أعلنت الأسبوع الماضي، الوقف الكامل لتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمّم المُتحدّة والتي تعمل في خمس مناطق: غزة والضفّة والأردن وسوريّة ولبنان، بعد أيامٍ على قرارها وقف تحويل 200 مليون دولار لمشاريع حيويّةٍ في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة.
يُشار إلى أنّ مصادر إسرائيليّة، وُصفت بأنّها واسعة الاطلاع، كانت قد قالت مؤخرًا إنّ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب سيُواصِل سياسة قطع المساعدات الماليّة عن الفلسطينيين ما لم تُوافِق القيادة الفلسطينيّة على مناقشة خطته للسلام التي تهدف إلى تسوية القضية الفلسطينيّة والمعروفة إعلاميًا بـ صفقة القرن”، كما صرّح ترامب بأنّ الولايات المتحدة ستُواصِل حماية إسرائيل في المنظمات والمحافل الدوليّة.
وجاء هذا الكلام خلال مداخلةٍ هاتفيّةٍ بين الرئيس الأمريكيّ وصهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنير، وهو يهوديّ، والسفير الأمريكيّ لدى كيان الاحتلال، ديفيد فريدمان، وهو الآخر يهوديّ، خلال مؤتمر عقده الحاخات في إسرائيل بمُناسبة حلول عيد رأس السنّة حسب التقويم العبريّ. ويُعّد السفير فريدمان من أكثر السياسيين الأمريكيين دعمًا للاستيطان والأحزاب اليمنيّة المتطرّفة في إسرائيل، وكان من أكبر الداعمين للاستيطان والمستوطنات، حيث ساهم بمبلغٍ ماليٍّ لإقامة مستوطنة “بيت إيل”، وكان من أكثر الداعمين والمُروّجين لنقل السفارة الأمريكيّة إلى القدس.
وتضمّنت المداخلة دعوةً من ترامب لسحب ملّف القدس من المفاوضات، باعتبار أنّ هذا سيُسهل التوصل إلى اتفاقٍ مع الفلسطينيين، على حدّ زعمه. ولفت الموقع العبريّ إلى أنّ ترامب عاد وكرّرّ موقفه السابق خلال المُداخلة الهاتفيّة والتي أكّد من خلاله على أنّ الفلسطينيين سيحصلون على “شيءٍ سياسيٍّ ما” مُقابل قيام واشنطن بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل سفارتها إليها من تل أبيب، مُشدّدًا على أنّ إسرائيل سـ”تفعل شيئًا ما” لصالح الفلسطينيين.
علاوةً على ذلك، شدّدّ الموقع العبريّ على أنّه كما في مرّاتٍ سابقةٍ والتي أسمع فيها الموقف عينه، لم يقُم الرئيس الأمريكيّ بتوضيح موقفه، مُضيفًا أنّه يؤمن، إيمانًا مُطلقًا، بأنّ قراره في قضية القدس سيُساهِم في التوصّل لحلٍّ سياسيٍّ، “لأننا شطبنا القدس من طاولة المُفاوضات”، على حدّ قوله.