:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/16962

الأطفال في الضفة يحتاجون منذ 14 سنة إلى مرافقة الجيش لحمايتهم من المستوطنين-هآرتس

2018-09-23

للأطفال من قرية المغر مبرر حقيقي لتأخرهم، الجيب العسكري الذي يقوم بمرافقتهم تأخر في الوصول من أجل مرافقتهم في الطريق التي تمر عبر البؤرة الاستيطانية حفات ماعون.
طريق ترابية تم استبدالها بطريق معبدة، بنات وأولاد في جيل المدرسة يسيرون عليها وخلفهم جيب عسكري يسير ببطء. المنظر الغريب هو جزء من مشهد قرية التواني في جنوب يطا، لكن في صباح 9 أيلول كان المشهد مختلفًا. بدل الجيب العسكري الذي تأخر في الوصول ظهرت سيارة مدنية بيضاء، سائقها حاول منع الطلاب والمرافقتين لهما، المتطوعتان من «اوبريشن دوف»، وهي منظمة سلام كاثوليكية إيطالية تؤيد عدم العنف، التي يعيش متطوعوها وعاملوها في أوساط السكان المدنيين في مناطق النزاع.
الرجل الذي كان يلبس قميصًا رماديًا ويعتمر قبعة منسوجة ويحمل مسدسًا يظهر من تحت قميصه، خرج من السيارة وصرخ بالعبرية: «محظور عليكم المرور وحدكم». وأضاف بالإنجليزية: «من غير المسموح لكم المرور قبل مجيء الجنود». المرافقة الإيطالية إجابت: «هذا غير صحيح. الجنود تأخروا ساعة»، فأجابها بالإنجليزية: «محظور على الأطفال، وأنت من المحظور أن تكوني هنا بصورة قطعية».
المجموعة واصلت سيرها. الإسرائيلي قال لشخص عبر هاتفه المحمول «هل أنت قادم؟ إنهم يتجولون هنا، اليساريون والأوروبيون». وبترنح وعناد واصل الأطفال السير لأنهم تأخروا عن الحصة الأولى ودخل وقت الحصة الثانية. «أنت سائحة، غير مسموح لك أن تكوني هنا كسائحة»، قال الرجل، «انتظروا القوة»، أمرها. ثم صورته، وهو كذلك صورها. «هل تشعر بالسعادة عند تخويف الأطفال؟» سألت المرافقة.
الرجل الذي يحمل المسدس ويعتمر القبعة سارع في السير واقترب من الأطفال بصورة تهديدية وواصل تحذير شخص ما عبر هاتفه المحمول: «يساريون وعرب يسيرون هنا وحدهم». وبعد ذلك ركض عائدًا ودخل سيارته البيضاء التي كان يجلس فيها بنتان وولد في جيل المدرسة. وهم في السيارة عاد الرجل لقيادة سيارته ووصل إلى مجموعة المشاة وحاول ثانية وقفهم.
هجوم بالسلاسل
مرتين في اليوم منذ 14 سنة، يرافق جيب عسكري حوالي 10 طلاب من قرى المغر، وطوبا، ومغير العبيد، في طريقهم إلى المدرسة في التواني وفي عودتهم منها. لقد تم اتخاذ قرار بشأن المرافقة العسكرية في تشرين الثاني 2014 من قبل اللجنة الخاصة لتحسين مكانة الطفل في الكنيست الإسرائيلية، بعد أن وضع أمامها شهادات حول إسرائيليين ينكلون بالطلاب ويهاجمونهم هم ومرافقوهم.
أعضاء اللجنة عرفوا أن الطريق القصيرة والعادية للمدرسة «2 كم» تمر قرب البؤرة الاستيطانية حفات ماعون. خلال ثلاث سنوات شوهد إسرائيليون وهم يخرجون منها ويقطعون الطريق على الفلسطينيين من سكان المنطقة، بمن فيهم الطلاب. ودون مناص ذهب الطلاب عبر طرق ملتوية وطويلة، 7.5 كم، الأمر الذي اقتضى الذهاب مبكرًا والعودة المتأخرة.
إلى أن قررت العائلات المطالبة بحقوق أطفالها في السير عبر الطريق القصيرة. أعضاء اللجنة، وممثلو الجيش والشرطة الذين حضروا النقاش، سمعوا عن ملثمين كانوا يظهرون الحرج الذي فيه البؤرة الاستيطانية والذين هاجموا مرافقي الأطفال، وعن هجمات بالسلاسل، وعن تسرب من التعليم بسبب الخوف من المهاجمين، وسمعوا أيضًا عن صدمات وكوابيس ومكالمات للشرطة لم تثمر.
أعضاء اللجنة (ميخال ملكئور، واوري اريئيل، وافشالوم فيلم الذي طرح الموضوع، وران كوهين، ويعقوب مارغي) لم يتخيلوا أن سنة تلو الأخرى وأفواج جديدة من الجنود سيواصلون مرافقة أفواج جديدة من الطلاب، لأن الشرطة والجيش لا يوقفون عنف الإسرائيليين ضد الأطفال. أعضاء اللجنة خصصوا للسلطات ثلاثة في حينه أسابيع من أجل استكمال التحقيق (لتشخيص المشتبه بهم في الهجوم). من محاضر النقاش يمكن الاستنتاج بأنهم افترضوا أنهم بهذا سيتم وضع حد للتنكيل.
«يوجد اتفاق بين الجميع على أن هذا الأمر يجب أن يتوقف»، قال رئيس اللجنة ملكئور، «هذا أمر غير محتمل. زعران يهاجمون أطفالاصغارًا بالسلاسل، وحسب ما سمعنا، مع كلاب. هذا ببساطة أمر ليس فقط غير أخلاقي، بل أيضًا يعارض اليهودية والدين، وضد كل ما يجب أن يكون جميلافي عالمنا. هذا الأمر يجب أن يتوقف، نحن نسمع أن الشرطة تأخذ الأمر بكل الجدية». مرت 14 سنة، وفي 9 أيلول قام جنديان وصلا متأخرين بخمسين دقيقة تقريبًا (الساعة 8:19 بدلامن 7:30)، ركضًا نحو الإسرائيلي الذي يمنع الطلاب، وتجاه الطلاب المذهولين الذين أصبحوا قريبين من القرية. «لحظة»، قال جندي لسائق السيارة البيضاء الذي أجابه بصوت عال «ماذا يعني لحظة، أولادي يعيشون هنا». وخلال إشارته إلى الأطفال الفلسطينيين واصل الصراخ «هؤلاء السارقين، القتلة، لماذا يتجولون هنا؟»، وأمر الجندي «قم بايقافهم، لماذا تسمح بتجولهم هنا؟ في البداية اعتقلهم». حينها أمر الجنود بأخذ جواز السفر الإيطالي. «هم لم يستجيبوا له». بعد مرور ثلاثة أيام في 12 أيلول، تأخر الجيب العسكري المرافق أربعين دقيقة تقريبًا. (للأسف، التأخير غير نادر، قال المتطوعون الإيطاليون). هذه المرة الأطفال لم يتجرأوا على السير وحدهم في الطريق وانتظروا قرب أقنان الدواجن التي تمتلكها مستوطنة ماعون.
لإسرائيلية التي كانت في المكان بدأت تصرخ عليهم، وبعدها دخلت سيارة مرت توقفت لها. بعد فترة قصيرة ظهر إسرائيلي بالسيارة، أوقف سيارته وخرج واقترب من الأطفال وهو يصرخ عليهم. ابتعد الأطفال الخائفون قليلاوتوقفوا. بعد 10 دقائق عندما شاهدوا أن الإسرائيلي الذي يصرخ غادر، اقتربوا مرة أخرى من أقنان الدجاج، عندها جاء الجيب العسكري الذي رافقهم إلى البوابة التي في طرف الشارع.
من الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي جاء ردًا على ذلك «الجيش الإسرائيلي يؤمن حركة الطلاب من طوبا إلى المدرسة في التواني منذ بضع سنوات. في أعقاب أحداث تعرض فيها الطلاب في طريقهم إلى المدرسة لعنف لفظي وجسدي في الطريق المحاذية لحفات ماعون. في يوم الأحد 9 أيلول ويوم الأربعاء 12 أيلول، قوة من الجيش الإسرائيلي التي وصلت إلى البؤرة قامت بالفصل بين الأطفال والمستوطنين ومكنتهم من المرور بسلام. في هذه الأحداث حدث تأخير معين في وصول المرافقة والجيش الإسرائيلي يبذل الجهود من أجل ملاءمة مواعيد المرافقة لراحة الطلاب. قوات الجيش الإسرائيلي موضوعة لمنع كل حادثة عنيفة وللحفاظ على النظام وروتين الحياة السليمة.
منطقة عسكرية
هذه الأحداث لم تكن العنيفة الوحيدة في التواني في الأيام الأخيرة؛ فحسب شهادات سكان ومتطوعين إيطاليين، وفي ساعات الظهيرة في 6 أيلول، اقترب إسرائيلي خرج من البؤرة الاستيطانية من بيت فلسطيني في التواني ورشق الحجارة على إحدى سكان القرية. سكان آخرون سارعوا في المجيء للدفاع عنها، وهكذا غادر. بعد وقت قصير من ذلك شوهد قرب جدار الموقع الاستيطاني شخص يعرفه السكان كرئيس الأمن اليومي في المستوطنة، وخلفه مباشرة ظهر جيبان عسكريان. الجنود تحدثوا معه، وبعد ذلك قدموا للسكان أمرًا بأن المنطقة هي منطقة عسكرية مغلقة للإسرائيليين والنشطاء الدوليين. في 7 أيلول في الظهيرة، ملثمان وقفا خارج حرج البؤرة الاستيطانية وفي أيديهما مقاليع، رشقوا الحجارة على الناس الذين كانوا يسيرون في الشارع باتجاه طوبا. في مساء يوم السبت 8 أيلول تبين أنه في أراضي سكان القرية في وادي حمرة تم قطع 9 أشجار زيتون وتخريبها بأيدي مجهولين. في 9 أيلول تبين في الموقع نفسه أن هناك 8 أشجار أخرى اقتلعت وقطعت.
في 11 أيلول اقترب إسرائيليان من بيوت قرية التواني، فتجمع سكان القرية لقطع الطريق عليهما. وعلى الفور ظهر الجنود الذين دفعوا الفلسطينيين نحو بيوتهم. 30 جنديًا تقريبًا انتشروا في الحرج وفي البؤرة الاستيطانية ومنعوا إسرائيليين أخرين من دخول القرية. في أعقاب الجنود جاء رجال شرطة من حرس الحدود وفصلوا بين الإسرائيليين وسكان القرية. عشية يوم الغفران، 18 أيلول، تبين أنه في وادي حمرة هناك شجرة زيتون أخرى اقتلعت. وفي يوم الغفران جاءت المرافقة العسكرية للطلاب مرة أخرى يتأخير نصف ساعة تقريبًا. من المتحدثة بلسان الشرطة جاء: «نحن ننظر بخطورة إلى كل عمل عنيف أو زعرنة مهما كانت. ووفقًا لذلك، كلما تلقى للشرطة شكوى يتم علاجها والتحقيق فيها بشكل جذري وبمهنية، بهدف التوصل إلى الحقيقة. في شرطة إسرائيل تم تلقي شكوى بخصوص التسبب بأضرار لأشجار وتم فتح تحقيق ما زال جاريًا حتى الآن. وبطبيعة الأمر لا يمكن إعطاء تفاصيل حوله في هذه المرحلة. نحن نشير إلى أن شرطة إسرائيل تعمل طوال الوقت بصورة مكشوفة وسرية مع باقي قوات الأمن في المنطقة وفي نقاط الاحتكاك بهدف منع أحداث كهذه وتقديم المتورطين فيها للمحاكمة».
مع ذلك، أمس مرة أخرى، جاء جيب المرافقة متأخرًا فتأخر الأطفال مرة أخرى عن دروسهم.