:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/17037

حصاد الكراهية في القدس-هآرتس

2018-10-06

في عشية عيد فرحة التوراة هاجم مئات المصلين اليهود محلات للفلسطينيين، قرب باب العامود في القدس. فأصيب خمسة فلسطينيين بجراح طفيفة. تلوح هذه الظاهرة البشعة في السنوات الاخيرة كجزء من تقاليد العيد في العاصمة. فقد قال اياد كاستيرو، صاحب محل تجاري تعرض للاعتداء، إنه "في كل سنة في هذا المساء تقع مشاكل. نحن ضحايا عيدكم. في عيد الأضحى عندنا توجد أكباش، وفي عيدكم الضحايا هم الفلسطينيون". قبل بضعة أيام من ذلك هاجم عشرات اليهود اربعة طلاب فلسطينيين في حديقة سكة الحديد في العاصمة، وتعرض أحدهم حتى إلى صعقة كهربائية بجهاز كهربائي، وضُرب حتى فقد وعيه.
لقد درج الوزير زئيف الكين، الذي يتنافس على رئاسة البلدية في الانتخابات القريبة القادمة، على أن يقول إن القدس هي "مختبر المستقبل" لإسرائيل. والمعنى هو أن ظواهر ديمغرافية، اجتماعية وسياسية ستبرز في القدس لتميز إسرائيل كلها بعد بضع سنوات. إذا كان هذا صحيحا، فإن العنصرية المقدسية ضد العرب ستعم الدولة. هذه الظاهرة الخطيرة يجب أن تقلق القيادة، ولكن حتى الآن لم ينطلق أي شجب من السياسيين الإسرائيليين.
وقف بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي، أمام منصة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ونفى العنصرية التي تعزى للصهيونية بشكل عام، ولقانون القومية بشكل خاص. غير أنه من الصعب الفصل بين جرائم كراهية في القدس والروح السيئة التي تهب من جهة حكومة اليمين، التي تعيش انتخابيا من التحريض ضد العرب وتؤسس للتفوق اليهودي بالقانون.
بخلاف القيادة المعيبة لإسرائيل، ثمة في الدولة من يتصرف بشكل مختلف. فقد حظي فيلم "طاهرة إلى الأبد" أمس للمخرجة مايا زينشتاين بجائزة "آمي" الفاخرة. فالفيلم يصف كفاح اعضاء نادي المؤيدين العنصري لبيتار يروشاليم، "لافاميليا"، ضد ادخال لاعبين مسلمين إلى الفريق في 2013.
فقرر موشيه حوغيغ، المالك الجديد لبيتار كسر الحظر المفروض على اللاعبين المسلمين في الفريق، وهو يعمل بتصميم في الاسابيع الاخيرة كي يضعف الجانب العنصري في النادي. وقد بدأ بحملة شعارها "بيتار يروشاليم ينطلق في طريق جديد"، وفي المباراة الاخيرة أمام سخنين صعد لاعبو بيتار بقمصان كتب عليها "وأحب لغيرك ما تحبه لنفسك". وفي شرطة القدس أيضا يبرز تغيير ايجابي: تحقيق حثيث أدى إلى اعتقال خمسة مشبوهين في الاعتداء الذي جرى في حديقة السكة، وروى المتعرضون للاعتداء عن معاملة طيبة من جانب افراد الشرطة.
إن مظاهر العنف العنصرية هي نتيجة تحريض الحاخامات والسياسيين. واحساس بالقوة والحماية لدى المعتدين. وبالتالي فإن التحقيقات والعقوبات ذات المغزى من جانب الشرطة والنيابة العامة هي حيوية، ولكن إلى أن تنتقل حكومة إسرائيل إلى جانب المكافحين ضد العنصرية وليس المروجين لها، لن يكون ممكنا القضاء عليها.