:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/17202

الشاباك يقتحم مكاتب السلطة بعد اعتقالها فلسطيني مشبوه ببيع بيت لليهود

2018-11-06

شرطة حرس الحدود ورجال الشباك اقتحموا صباح يوم الاحد مكاتب السلطة الفلسطينية في حي الرام في شمالي القدس على خلفية قضية بيع بيت في الحي الاسلامي في البلدة القديمة في القدس لليهود. الشرطة صادرت ملفات وحواسيب، وحسب ادعاء العاملين في المكان فقد تصرفوا بعنف حيث أن اربعة من الموظفين احتاجوا الى العلاج. في المكان تواجد ايضا الوزير الفلسطيني لشؤون القدس، عدنان الحسيني.
في الاسبوع الماضي جرى نقاش في لجنة الداخلية والامن التابعة للكنيست في موضوع الخطر الذي يحدق بالفلسطينيين الذين يبيعون عقارات لليهود في شرقي القدس. النقاش جرى في اعقاب اعتقال عصام عقل وهو أحد سكان شرقي القدس ويحمل الجنسية الامريكية. لقد اعتقل قبل اسبوعين في رام الله بعد اتهامه ببيع بيت له في البلدة القديمة لجمعية يمينية.
في النقاش وبخ اعضاء الكنيست من اليمين ممثل الشرطة لأنها تسمح للسلطة الفلسطينية بالعمل في شرقي القدس ولا تبذل ما يكفي من الجهود لاطلاق سراح عقل. “لماذا لا تتصلون مع الجهة المسؤولية في السلطة الفلسطينية والقول إما أن يعود هذا الشخص خلال ساعتين وإما أن هناك مبان ستبدأ بالسقوط؟ ماذا كان سيحدث لو كان هذا يهودي من تل ابيب؟”، قال في النقاش عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش (البيت اليهودي(.
منذ ذلك النقاش ظهر أن الشرطة شددت تعاملها مع محافظ القدس في السلطة الفلسطينية، عدنان غيث، الذي كما يبدو كان متورط في اعتقال عقل من قبل السلطة. في يوم الخميس اقتحم رجال شرطة من شرطة القدس نادي للرياضة في حي سلوان واعتقلوا عدد من الاشخاص وفرقوا اجتماع حاشد عقد هناك برئاسة غيث. غيث الذي اعتقل قبل اسبوعين بتهمة تورطه في اعتقال عقل، واطلق سراحه بعد بضعة ايام، اعتقل خلال الاقتحام مرة اخرى لبضع ساعات وتم اطلاق سراحه.
قبل نحو شهر تم الكشف عن قضية مشابهة اثارت عاصفة في السلطة الفلسطينية. في حينه، سكان فلسطينيون في البلدة القديمة اكتشفوا أن هناك مبنى كبير محاذي لأحد أبواب الحرم، انتقل من أيدي فلسطينية الى أيدي اسرائيلية. في السنوات الاخيرة انتشرت شائعات عن بيع البيت لجمعية للمستوطنين. وأثار دخول سكان يهود الى المبنى في الشهر الماضي تبادل الاتهامات بين شخصيات رفيعة في القدس وبين السلطة الفلسطينية. وبشكل خاص بين مقربي رئيس السلطة محمود عباس وبين مقربي خصمه محمد دحلان.
المبنى كان بملكية عائلة جودة الفلسطينية، وهي من العائلات المعروفة في القدس. رب العائلة أديب جودة يتولى بحكم علاقته العائلية صفة “حامل المفاتيح” لكنيسة القيامة. أبناء العائلة حاولوا بيع البيت قبل سنتين لرجال الاعمال فادي السلامين، وهو فلسطيني يعيش في الولايات المتحدة وهو من المنتقدين للفساد في السلطة الفلسطينية. السلامين يعتبر ايضا أحد مقربي دحلان. السلطة أحبطت عملية البيع عن طريق تجميد الحسابات البنكية للسلامين وجودة.
في اعقاب احباط عملية البيع توجه جودة الى شخص آخر باسم خالد عطاري، الذي يعتبر من المقربين لشخصيات رفيعة في السلطة، وبالاساس لرئيس المخابرات الفلسطيني ماجد فرج. عطاري اشترى مبنى، بمبلغ 2.5 مليون شيكل كما يبدو، وسجله باسم شركة اجنبية مسجلة في جزر الكاريبي والمسجلة باسمه. بعد بضعة اشهر دخل يهود للسكن في البيت.
في الشهر الماضي بدأ عدد من الشخصيات الرفيعة في شرقي القدس وعلى رأسهم الشيخ عبد الله علقم من مخيم شعفاط للاجئين، وهو شخص معروف جدا وله تأثير في شرقي القدس، بنوع من عملية التحكيم بخصوص الشخص الذي يقف من وراء بيع البيت لليهود. وفي اعقاب الاعتقال توقفت عملية التحكيم.

نير حسون، هآرتس ٥-١١-٢٠١٨