:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/18489

الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال: انتصرنا ولكنّ المعركة لم تنتهِ بعد فالسجّان ليس محلّ ثقةٍ وسنُراقِب تنفيذه للاتفاق

2019-04-16

أصدرت الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة داخل سجون الاحتلال، بيانًا جاء فيه إننا في الحركة الوطنية الأسيرة تداعينا لصياغةِ خطةٍ نضاليةٍ تتصدى للهجمة غيرُ المسبوقةِ، التي أُريدَ من خلالها مصادرةُ كلِ حقوقنا وكافةُ مُكتسباتنا التي دفعنا ثمنَها الدمَ على مدارِ سنوات، وأكّدنا من خلالِ بياننا الأول لعام 2019 أننا أمامَ حربٍ حقيقيةٍ ومنظمةٍ تقودُها دولةُ الاحتلالِ بكافةِ أركانِها.
فبدأت مصادرةُ الحقوقِ والمكتسبات واقتحامُ الأقسامِ وقمعُ الأسرى، وهنا أبلغنا السجانَ أنّ هذا الفعل الإجراميّ سيغيرُ طبيعةَ التعامل مع المرحلة وأنّ الدمَ الذي نزفَ من إخواننا سيتم الردُ عليه من نفس جنس العمل، فكان الفدائيُ إسلام وشاحي هو السباقُ لردِ الضيم وصونِ الكرامة ورسمِ ملامح مرحلةٍ جديدةٍ في فرض صراع الإرادات، وهنا أدرك عدونا أنه أخطأ تقديرَ الموقف تجاهنا وأيقنَ أن شعارنا الذي حملناه صار واقعًا، لا تفاوض على نسبة الكرامة فهي لا تتجزأ، كما جاء في البيان.
وفي موازاة هذه الأحداث، تابع البيان، كنّا قد أعددنا الخطة الشاملة لخطوة الإضراب المفتوح عن الطعام، معركة الكرامة 2، والذي بدأَ في يوم 8/4/2019 بدخول رؤساءِ وممثلي لجانِ الحوارِ للهيئات القيادية المعلومة لديكم، وقد بدأ الحوارُ مع السجان منذُ الأحد الماضي 7/4/2019 وأمامَ صلفه ومراوغته أعلنَا بدءَ معركة الكرامة 2 يوم الاثنين 8/4.
وفي خطوةٍ تكتيكيةٍ، أوضح البيان، سرنا من خلالها في مسارين، الأول، الحوار لنيل حقوقنا، الثاني، توسيع دائرة الإضراب كلما تعنت السجان إنْ اقتضت الحاجة، واستأنف الحوارُ يوم الثلاثاء 9/4 على القاعدة أنفة الذكر وكانت الشورى الداخلية شعارُنا حيثُ شارك الكلُ الاعتقاليُ في القرارات وأجواءِ الحوار الداخليّ.
وإننا في هذا السياق نؤكّد على ما يلي: نُسّجلُ كلمةَ وفاء وعرفان للدماءِ الزكيةِ التي طيّبتْ صحراءَ وطننا السليب في سجنِ النقب لإخواننا في قسم 4، وقسم 1 في سجن رامون، فقد علّمتنا هذه التضحيات العظيمة أنّ الحريةَ والكرامةَ هي أساسُ الفضيلة وحقٌ إنساني لا يمكن التفريط به.
نثمنُ عاليًا الموقف الأصيل لغزة، شعبًا وقيادةً، على وحدة المصير التي ظهرت بأفعالهم وربطهم لكلّ تفاهمات المرحلة بقضيتنا العادلة، فلن ينسى التاريخُ مواقفَ الحياةِ في لحظات الموت، وقد عجزت الحروفُ عن وفاء هذا الدين لهم. وشكرُنا موصولٌ لأهلنا في الضفة المحتلة والداخل المحتل ولأهلنا في الشتات ولأحرار العالم الذين أردفونا مساندةً ودعمًا قل نظيرُها في زمن التراجع.
وتابع البيان: إننا في الحركة الأسيرة تحركنا ونحن نعلمُ أنّ لنا سندًا ودرعًا يحمينا بعد الله، وهو مقاومتُنا الباسلة وغرفتُها المشتركة، وإننّا نُوصي كلَ شعبنا وأمتنا أن احرصوا على هذه المقاومة التي ضربنا بسيفها عندما وقعَ علينا صلفُ عدونا وجبروته في ليلة المجزرة في سجن النقب، فقد جاء الردُ واضحًا من غزة العزة في قلب الكيان، وإننّا باسم كلّ الأسرى نحيي مقاومتنا الباسلة حامية مشروعنا الوطنيّ الفلسطينيّ وحامية المظلومين والمقهورين والضعفاء، ونُقدمُ عظيمَ شكرنا للأشقاءَ المصريين على دورهم الرائد في نصرة قضايا شعبنا الفلسطينيّ، والعمل على رفع الظلم عنا، فهي لمسة وفاء سَتُحفظُ في تاريخنا.
وأكّد البيان: نُعلِنُ التوصلَ إلى اتفاق مع السجان يُحقَقُ من خلاله ما انتفضنا من أجله وهو إزالةُ أجهزةِ التشويش المسرطنة وتحييدها، والموافقة لأوّل مرّةٍ في تاريخ الحركة الأسيرة والسجون على تركيب هاتفٍ عموميٍّ في كافة أقسام السجون أينما تواجد أسير فلسطيني يحملُ قضية وطنه.
إعادةُ الأوضاع الحياتية في كافة أقسام السجون إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 16/2/2019، وهي بدايةُ الأحداث التي رافقت تركيبَ أجهزةِ التشويشِ المسرطنة وما تلاها من إجراءاتٍ عقابية واسعة، تحقيقُ جملةٍ من المطالب الإنسانية التي تلامسُ حياة الأسرى وعلى رأسها ما يخص الأسرى المعزولين و خروجهم من العزل.
وشدّدّ البيان: سوف نراقبُ ونحن في وضع الاستعداد تنفيذَ ما تمّ الاتفاق عليه، فالسجانُ ليس محلَ ثقة ولا موضع حسن ظن، وإنْ تنكر السجانُ لما تم الاتفاق عليه، فردنا ما سيراه وما سيلمسه واقعًا، مؤكّدًا أنّ المعركةُ لم تنته بعد، فالمرحلة الأصعب هي تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه، فلا تنزلوا عن جبل النصرة وتتركوا ثغر المساندة لنا، وهذه ثقتُنا بكم.
واختتم البيان: “إننا نتوجهُ بالتحيةِ لمؤسساتنا العاملة في خدمة قضايا الأسرى وجميع المؤسسات الإعلاميّة المحليّة والدوليّة على دورها الطليعيّ والمُتقدّم في حمل همّنا وتخفيف آلامنا وفضح جرائم المحتل بحقنا،أبناء شعبنا العظيم، من حقّنا أنْ نفخرَ بانتمائنا لكم، ومن واجبنا أنْ نؤدي تحيةَ الوطنِ لوفائِكم، فما قامت البلادُ إلا بأهلها”.