:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/18525

استعدادات اخيرة – في القدس ورام الله قبيل نشر صفقة القرن-يديعوت

2019-04-22

بعد الاعياد ستكون هنا تقريباً: في الوقت الذي تنهي فيه الإدارة الأمريكية الاعداد لخطتها للسلام، والتي من المتوقع أن تنشر مع نهاية شهر رمضان في غضون نحو شهر ونصف فان محافل رفيعة المستوى في محيط الرئيس ترامب يهيئون التربة منذ الان لليوم التالي.
فقد قال المبعوث الامريكي الى الشرق الأوسط جيسون غرينبلت في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" في نهاية الاسبوع ان "الاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء سيكونون راضين عن قسم من الخطة". واضاف: "ولكن الطرفين أيضاً لن يكونا راضيين عن قسم منها".
دعا غرينبلت الطرفين الى الدخول في مفاوضات مباشرة: "نحن نطلب من الاسرائيليين ومن الفلسطينيين على حد سواء النظر في الخطة قبل أن يطرحوا مخاوفهم منها والا يرفضوها بشكل فوري".
وكان مبعوث ترامب اطلق تحذيراً لابو مازن وأشار إلى أنه "على الطرف الفلسطيني أن يحذر بشكل خاص بانهم يهددون الا ينظروا حتى في الخطة التي يمكنها أن تؤثر جدا، أيجابا، على مستقبلهم". واضاف مدعياً بانه "لا يوجد سبب يدعونا لان نستخدم اصطلاح حل الدولتين لان كل طرف يفهم هذا المصطلح بشكل مختلف". قبل وقت قصير من ذلك رد غرينبلت الشائعات بان تكون الخطة قد تتضمن توسيعاً لقطاع غزة إلى داخل سيناء.
وبخلاف غرينبلت، فان السفير الفرنسي المنصرف في الولايات المتحدة جيرال آرو تناول في نهاية الاسبوع خطة السلام، ولكنه عرضها بشكل عاطف على اسرائيل. ففي مقابلة مع مجلة "اطلنتيك" قال آرو الذي كان سفيراً لاسرائيل في الماضي أن "الخطة تقع في 50 صفحة وهي قريبة جدا من ارادات الاسرائيليين". وعلى حد قوله فان جارد كوشنير الصهر والمستشار الكبير للرئيس "يدعي بان هذه ستكون الفرصة الاخيرة للفلسطينيين للحصول على سيادة محدودة". واضاف متسائلاً: "هل ستبوء بالفشل؟ كنت سأقول انها كذلك 99 في المئة. ولكن محظور أن ننسى الـ 1 في المئة". وقال "لدى الرئيس قدرة مميزة على الضغط على الاسرائيليين لقبول الخطة لانه حتى أكثر شعبية من نتنياهو في اسرائيل".
آرو، المقرب من كوشنير قال انه "ذكي جداً ولكنه ليس شجاعاً وحذر من أنه "عقلاني جداً ومؤيد جداً لاسرائيل بحيث أنه من شأنه ان ينسى من أنك حين تقترح على الفلسطينيين الخيار بين الاستسلام والانتحار فان من شأنهم أن يختاروا الانتحار".
والى ذلك انكشف النقاب عن بريد الكتروني سري بعث به كوشنير في السنة الماضية الى مسؤولي الادارة ناشدهم فيه لوقف التمويل الامريكي بمئات ملايين الدولارات لوكالة الغوث الاونروا. وكشفت مجلة "فورين بوليسي" عن البريد الالكتروني من كانون الثاني 2018 والذي لفت فيه كوشنير انتباه المسؤولين لمقال دعا الى تجنيد التمويل للوكالة. وكتب كوشنير يقول: "من الاهمية بمكان بذل جهد حقيقي وصادق للتشويش على عمل الوكالة. فهي تحفظ الوضع الراهن، فاسدة، غير ناجعة ولا تساعد في السلام. هدفنا لا يمكن ان يكون الحفاظ على وضع مستقر كما هو، هدفنا يجب أن يكون تحسين الوضع بشكل كبير! احيانا يجب أخذ مخاطرة استراتيجية لتحطيم الأدوات من أجل الوصول إلى ذلك".
وكان المعارض الاساس في الادارة لوقف التمويل للوكالة هو وزير الخارجية الأسبق ريكس تلرسون الذي خاف من آثار الخطوة على استقرار المنطقة. ولكن تلرسون اقيل قبل شهرين من ذلك واستبدل بمايك موباو الذي يقترب موقفه أكثر من كوشنير وترامب.
وتسمح الرسالة الالكترونية باطلالة نادرة على رؤيا الادارة الاستراتيجية وعلى الشكل الذي يغلقون فيها الحساب مع الدول التي لا تتعاون معهم. فهكذا مثلاً غضب كوشنير على أن معظم أعضاء الأمم المتحدة صوتوا ضد القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل – وبالتالي اقترح ان تتحمل هذه الدول العبء الاقتصادي بدل الولايات المتحدة في تمويل الوكالة.
والى ذلك علم أنه يتبلور في الكونغرس مشروع قانون من الحزبين يطلب من وزارة الخارجية نشر تقرير سنوي علني عن مضامين الكتب التعليمية في السلطة الفلسطينية. والهدف هو ممارسة الضغط على السلطة وعلى الوكالة لادخال مضامين تدفع السلام إلى الأمام وتمنع التحريض ضد إسرائيل.