:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/21969

حركة المقاطعة في المغرب تدعو لمقاطعة الدورة الخامسة لمنتدى القادة الشباب في مدينة الصويرة

2019-11-06

الرباط، 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2019-- تدعو الحملة المغربية لمقاطعة إسرائيل (BDS المغرب) الشباب المغاربة لمقاطعة الدورة الخامسة لمنتدى القادة الشباب (5ème Forum des jeunes leaders) في مدينة الصويرة بالمغرب من 15 إلى 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وذلك بسبب مشاركة إسرائيل فيه مما يشكّل تطبيعاً واضحاً ومحاولة لإظهار دولة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي وكأنها شريكاً طبيعياً في منتدى يعقد في المغرب، حيث غالبية شعبنا ترفض التطبيع بالمطلق.

ستكون هذه المرة الخامسة التي يعقد فيها المنتدى في مدينة الصويرة، برعاية السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي بالمغرب، غير أنّها المرة الأولى التي تدعو فيها سفارة فرنسا إلى إشراك إسرائيل في هذا المنتدى. وقد جاء ذلك في النّداء الذي أطلقته سفارة فرنسا في تل أبيب بقصد تشجيع الإسرائيليين من الناطقين بالفرنسية للتسجيل والانضمام، والذي ينص على التالي:

"ندعو الشباب الإسرائيلي ممّن يتراوح سِنُّهم بين 18 و 25 سنة ويفهمون اللغة الفرنسية جيدا لتقديم ترشّحاتهم من أجل المشاركة في الدورة الخامسة لمنتدى القادة الشباب، وموضوعها ’الالتزام والشّراكة من أجل مواطنة جديدة‘، وهي من تنظيم سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي بالمغرب".

بهذه الدعوة، تمنح السفارة الفرنسية نفسها الحق، رغم أنها ضيفة على المغرب، بأن تدعو إلى الأراضي المغربية شباب إسرائيليين في سن الخدمة العسكرية ضمن جيش احتلال يمارس يوميّاً جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، بالذات في غزة والقدس، أي أشخاص عملوا بالأمس القريب أو سيعملون قريباً على الخطوط الأمامية لحرب استعمارية وإحلالية مستمرّة ضدّ الشعب الفلسطيني. للتذكير، اعتبرت لجنة تقصي الحقائق المستقلة للأمم المتحدة أنّ إطلاق النار من قِبَلِ جنود وقنّاصة جيش الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة العودة في غزة، المطالبة بفك الحصار الإجرامي وبحق عودة اللاجئين، يمثّل خرقا سافرا للقانون الإنساني الدولي ويرقى إلى "جرائم حربٍ بل إلى جرائم ضد الإنسانية".

إننا نستنكر أن تقوم السفارة الفرنسية باستضافة شبان إسرائيليين على أرض المغرب، حيث أن موقف الشعوب المغاربية عامة والشعب المغربي خاصة ثابت تجاه القضية الفلسطينية منذ عقود، كما أننا نرفض قطعاً أن تتعامل السفارة الفرنسية مع نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي كدولة "أمر واقع" وتقوم بفرضها على الشباب المغاربة للتعامل معها. يبدو أن السفارة الفرنسية في المغرب بحاجة للتذكير بأن عهد الاستعمار قد ولّى.

إننا ندين تغاضي السفارة الفرنسية عن إبلاغ المشاركين وبعض الممولين والمكلفين بالتأطير للمنتدى بدعوة الإسرائيليين للمشاركة فيه. لا شكّ أنّ في ذلك تجاوزٌ خطير للأعراف من قِبَلِ الجهة المنظمة، حيث أنّ الشعب المغربي ما فتئ يُعبِّرُ عن استنكاره لاحتلال فلسطين وإدانته لما يقترفه نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي من جرائم في حقّ الشعب الفلسطيني؛ وأقلّ ما تفرضه اللّياقة أن يحترم الضّيف مشاعر من يستضيفه، هذا بالإضافة إلى أنّ دعوة هذا الوفد للمنتدى إنّما هي خدمة تُقَدَّمُ لأعداء الديمقراطية والمواطنة في المنطقة المتوسطية.

ومن جهة أخرى، تعتبر الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (وهي جزء من أكبر تجمع يمثل المجتمع المدني الفلسطيني ويقود حركة المقاطعة BDS عالمياً) أنشطة مثل هذا المنتدى تطبيعاً فاضحاً مع نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي وغضّ طرفٍ عن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

وبناءً عليه، إذ نغتنم هذه الفرصة للتعبير عن تضامننا التّام مع الشعب الفلسطيني الصّامد فوق أرضه، ندين بأقصى القوّة ما يُقْتَرَفُ ضده من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ونستنكر إقدام سفارة أجنبية على دعوة إسرائيليين إلى المغرب. وندعو جميع الأطراف المعنية للضغط السلمي من أجل إلغاء دعوة الإسرائيليين ومقاطعة المنتدى إذا لم يتم التجاوب مع هذا الطلب. كما ندعو السلطات المغربية الرسمية إلى منع الإسرائيليين من الدخول إلى التّراب الوطني.

الحملة المغربية لمقاطعة إسرائيل (BDS المغرب)