:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/2554

الجالية الفلسطينية في هولندا

2014-02-11

البدايات:

يعود تاريخ الجالية الفلسطينية في هولندا الى الخمسينات، حين بدأت أعداد قليلة من الطلاب بالقدوم الى هولندا طلباً للعلم والعمل معاً، بعد نكبة فلسطين في العام 1948. وقد واجهت هذه المجموعة من الطلاب واقعاً صعباً ومجتمعاً كان في الغالب متعاطفاً مع اسرائيل وغير متفهم للقضية الفلسطينية. فحتى اليسار الهولندي ومنهم الشيوعيين، الذين كانوا أقوى بكثير مما هم عليه الآن، تعاطفوا آنذاك مع اسرائيل. لكن الوجود الفلسطيني في هولندا تغيَّر في مطلع الستينات، وبالتحديد في العامين 1961 و 1963 ، من خلال قدوم مجموعة من العمال الفلسطينيين مكونة من 120 فلسطينياً عن طريق احدى شركات السَّمنة التي كانت تمتلك فرعاً في مدينة نابلس. وقد تشكلت هذه المجموعة من فلسطينيين من نابلس والقرى والمخيمات المحيطة بها. تطور الوجود الفلسطيني هولندا: يعود تاريخ وجود الجالية الفلسطينية في هولندا إلى سنوات الخمسينات على أثر نكبة عام 1948م، وقد بدأ هذا الوجود بالظهور من خلال وصول أعداد بسيطة من الطلاب للدراسة، بالإضافة إلى عدد آخر كان وصوله بهدف العمل. وقد واجه الفلسطينيون في ذلك الوقت أحوالاً صعبة بسبب تأييد السلطات والأحزاب الهولندية لإسرائيل.
وفي مطلع الستينيات وصل فريق من العمال الفلسطينيون من مدينة نابلس إلى هولندا للعمل في شركة تصنيع "السمنة"، وكان عددهم 120 شخصًا سكنوا في بلدة فلاردينجن. وعلى الرغم من انعزال هؤلاء العمال عن المجتمع الهولندي؛ بسبب انشغالهم بعملهم المتواصل في الليل والنهار، إلا أنهم نجحوا في عام 1966م، وبالتنسيق مع الطلاب في تأسيس رابطة للفلسطينيين في هولندا، التي عملت بنشاط لصالح القضية الفلسطينية، لا سيما في مجال الإعلام ودعم منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أن هذه الرابطة لم تعمر؛ بسبب ضعف قدراتها المالية.
بعد عام 1967م أسست مجموعة من اليساريين الهولنديين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية لجنة فلسطين الهولندية، وبالرغم من نشاطها، إلا أنها لم تكن مؤثرة كثيرا في الرأي العام الهولندي.
وفي سنة 1980م أسس أبناء الجالية الفلسطينية، الاتحاد الفلسطيني في هولندا، وبعد أن حقق الاتحاد نجاحات على صعيد العمل لصالح القضية الفلسطينية في هولندا؛ تأسس اتحاد طلبة فلسطين واتحاد المرأة واتحاد العمال، وفي عام 1982م تم افتتاح مقر للجالية الفلسطينية في هولندا.
في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982م ارتفعت وتيرة هجرة الفلسطينيين إلى هولندا، وشهدت هذه الفترة افتتاح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في هولندا، وبدأ الوجود الفلسطيني يتزايد لكنه ظل مشتتاً وغير منظم.


تعداد الجالية الفلسطينية في هولندا

لا توجد احصائيات دقيقة حول تعداد الجالية الفلسطينية في هولندا، فالآراء تتضارب في هذا المجال. لكن من المؤكد أن عدد الفلسطينيين في مدينة فلاردينجن يزيد عن الألف فلسطيني، معظمهم من مدينة نابلس ومحيطها. ومعظم هؤلاء من الوافدين القدامى الذين ازدادت أعدادهم من خلال التكاثر والتزاوج ولم الشمل، وانضمام بعض الوافدين الجدد اليهم.

ولا يقتصر التواجد الفلسطيني على هذه المدينة فقط وانما يعم تقريباً غالبية المدن الهولندية. كما أن انتقال المنظمة في العام 94 الى داخل فلسطيني ادى الى هجرة عدد لا بأس به من العاملين في أجهزة المنظمة في تونس باتجاه اوروبا. ولا بد من الاشارة الى أن هناك أيضاً أعداد من الفلسطينيين من الضفة والقطاع والاردن قدموا كمهاجرين لهولندا.

لقد كان كافة الوافدين الجدد يتقدمون بطلبات للجوء السياسي للإقامة في هولندا، فمنهم من يُقبل ومنهم من يُرفض، وقد كان يُطلب ممن يرفضون حق الاقامة مغادرة البلاد.

أما العدد الاجمالي للفلسطينيين في هولندا فهو غير معروف، وهناك تقديرات بأنه يضاهي العشرة آلاف فلسطيني. ويصعب اجراء احصائية لكون الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا تحمل جوازات سفر فلسطينية فهم يُسجلون دائماً تحت جنسيات أخرى.

ومع ذلك، تُقدر مصادر عدة أن عدد الجالية الفلسطينية الموجودة في هولندا منذ العام 1967 تقريباً، وصل الى حوالي 7000 فلسطيني من مختلف المدن والقرى الفلسطينية،منهم حوالي 1000 في مدينة فلاردينجن، ومن كل شرائح الشعب العربي الفلسطيني، عمالاً وفلاحين وطلاب، ومهندسين وأطباء، وفنانين وكتاب وصحفيين ورسامين.

أماكن وجود الجالية الفلسطينية في هولندا: يتركزالوجود الفلسطيني في هولندا في مدينة فلاردينجن، بينما يتوزع الفلسطينيين على شكل أفراد ومجموعات صغيرة في بقية المدن الهولندية.

اندماج الجالية الفلسطينية في مجتمع هولندا: لا شك أن أبناء الجالية الفلسطينية عاشوا في البداية حالة من العزلة عن المجتمع الهولندي؛ بسبب الموقف الهولندي الداعم لإسرائيل في ذلك الوقت، إلا أن هذا الوضع تغير إلى نحو أفضل.

نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في هولندا: عمل الفلسطينيون في البداية عمالاً في أحد مصانع السمنة "romi"، أما البقية فكانوا طلاباً، وبعد توالي وصولهم اتسعت دائرة نطاق عملهم، فمنهم من اشتغل في مجال الزراعة، وآخرون أصبحوا مهندسين، وأطباء، وفنانين، وصحفيين، ورسامين.

منظمات فلسطينية في هولندا: شهدت نهاية سنوات التسعينيات نشاطاً ملحوظاً من أبناء الجالية الفلسطينية في هولندا؛ فأنشأوا عددًا المؤسسات وفي مقدمتها:

• رابطة الجالية الفلسطينية: تأسست إثر اجتماع في مدينة روتردام لأبناء الجالية الفلسطينية في هولندا، نشطت في مجال توثيق العلاقات بين أبناء الجالية الفلسطينية في هولندا، وتنظيم فعاليات داعمة للقضية الفلسطينية، وعملت على تطوير العلاقات مع المجتمع الهولندي، وإحياء المناسبات الوطنية والدينية، وتنظيم الفعاليات الثقافية لأبناء الجالية الفلسطينية.

• المجلس الفلسطيني: تأسس في مدينة أوترخيت الهولندية، ويشارك رابطة الجالية في نشاطاتها، أو ينظم نشاطات مشابهة لتلك التي تنظمها رابطة الجالية.

• البيت الفلسطيني: أسسه أحد رجال الأعمال الفلسطينيين، ناشط في تنظيم الندوات والمحاضرات بدعوة عدد من المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين، بالإضافة إلى بعض الهولنديين المساندين للقضية الفلسطينية.

• لجنة فلسطين الهولندية: أسستها مجموعة من الهولنديين الداعمين للقضية الفلسطينية، بعد عام 1967م، تنشر اللجنة كتيبات عن القضية الفلسطينية، وتصدر مجلة دورية كل ثلاث شهور، اسمها "صمود"، بالاشتراك مع لجنة فلسطين البلجيكية.

مؤسسة الحوار اليهودي الفلسطيني: أسسها عدد من الفلسطينيين والإسرائيليين. وتدعو للسلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

• مؤسسة اعرف عدوك: تأسست عام 2003م، وهي مؤسسة شبيهة بمؤسسة الحوار اليهودي الفلسطيني.
البيت الفلسطيني في هولندا:وهو تجمع أنشأه نشطاء فلسطينيون من كافة التوجهات والأطياف، حيث قام بإنشاء عدة لجان متخصصة لتنظيم عمله وأنشطته .

النشاط السياسي لأبناء الجالية الفلسطينية في هولندا: ما زال أبناء الجالية الفلسطينية محدودي التأثير في النشاط السياسي، غير قادرين على استقطاب أصحاب اتخاذ القرار في هولندا لصالح القضية الفلسطينية؛ فالأحزاب السياسية الرئيسية الهولندية تعلن صراحة تأييدها ودعمها للمواقف الإسرائيلية، وفي مقدمة هذه الأحزاب: حزب النداء الديمقراطي المسيحي، وحزب العمل الهولندي، والحزب الليبرالي (وهو الحزب الأكثر تشدد في تأييد إسرائيل). إلا أن هذا لا يعني غياب الأحزاب التي تدعم المواقف الفلسطينية، فهناك حزب اليسار الأخضر، والحزب الاشتراكي، أما بقية الأحزاب الصغيرة؛ فمعظمها تدور في فلك الأحزاب المؤيدة لإسرائيل في مواقفها.