:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/63811

استهداف الرعاة .. حلقة جديدة في مسلسل التهجير العنصري

2022-06-23

لم يكن هناك من ذنب ارتكبه المواطن محمد سليمان مليحات (65 عاماً) من منطقة عرب المليحات شمال غربي أريحا، سوى أنه كان يتواجد برفقة عدد من رعاة المواشي في منطقة المعرجات التي اعتادوا رعي قطعان مواشيهم فيها منذ عشرات السنين، عندما كان هؤلاء هدفاً للاعتداء من مجموعة من مستوطنين ينتمون إلى منظمة "فتيان التلال" الاستيطانية المتطرفة.
وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إن مليحات خرج إلى منطقة المعرجات ليرعى قطيع أغنامه مع آخرين في منطقة اعتادوا إطلاق قطعان مواشيهم للرعي فيها منذ سنوات طويلة، السبت الماضي.
وأضاف دراغمة، إن مليحات ومن معه فوجئوا بمجموعة من المستوطنين المتطرفين تحت حماية قوات الاحتلال وقد انهالوا عليهم ضرباً، وعندما حاول الأهالي التدخل، أقدمت قوات الاحتلال على الاعتداء عليهم وتفريقهم بالقوة، فيما تم نقل مليحات إلى مستشفى أريحا وقد أصيب في أنحاء متفرقة من جسده.
وأشار إلى أن أقارب مليحات تلقوا اتصالات من مواطنين تفيد بتعرضه وآخرين من رعاة المواشي للاعتداء من مستوطنين كانوا مدججين بالسلاح، وعندما وصل الأقارب إلى المكان وجدوا بضعة شبان كبلهم المستوطنون بمساندة جيش الاحتلال واعتدوا عليهم، في اعتداء وصفه دراغمة بأنه وحشي وأسفر عنه إصابة أربعة مواطنين على الأقل، وعدد من المعتقلين ممن أوقفتهم قوات وشرطة الاحتلال، ليلتقي في المكان القاضي والجلاد، وليعلن الاحتلال أن الحق على الفلسطيني صاحب الأرض والمكان.
وتابع لـ "الأيام": "لم يكن للحق هناك أي مكان، فالمستوطنون أطلقوا الرصاص واعتدوا على مواطنين عزل، والطغاة يساندهم طغاة من جيش الاحتلال الذي وفر الحماية للمعتدي".
من جهتها، حذرت منظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، من أبعاد السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد التجمعات البدوية المنتشرة في الضفة، وذلك في أعقاب الهجوم الذي نفذه مستوطنون من منظمة "فتيان التلال" على الأهالي في منطقة عرب المليحات شمال غربي أريحا.
وأكدت أن هذا الاعتداء يأتي في إطار سياسة مبرمجة لتهجير السكان من تلك المنطقة سعيا لإفراغها من الوجود الفلسطيني، حيث يقوم المستوطنون بدور مكمل لدور حكومة الاحتلال في تفريغ المنطقة من أصحابها الشرعيين.
وقال المشرف العام على منظمة "البيدر" المحامي حسن مليحات، إن الاحتلال يهدف من تهجير التجمعات البدوية إلى تحويل المستوطنات إلى كتل استيطانية مترابطة، من خلال زيادة البناء الاستيطاني في محيطها وبناء مستوطنات جديدة تربط بينها، تضاف إليها شبكة من الطرق السريعة ما بين هذه الكتل الاستيطانية من جهة وبين مناطق عام 1948 من جهة ثانية، بأقصر مسافة وأقل وقت، ويكون مسار هذه الطرق بعيد عن التجمعات الفلسطينية لتفادي الاحتكاك بين العرب واليهود، ولإعطاء شعور بالأمان للمستوطن لتشجيعه على العيش في هذه المستوطنات من قبل حكومة الاحتلال.
واضاف مليحات: كما يهدف الاحتلال من وراء ذلك إلى فصل الضفة عن محيطها العربي والعالمي، والذي يشكل غور الأردن الممر الوحيد لها نحو العالم، فبذلك تصبح دولة فلسطين إن ولدت معزولة من الناحية الخارجية، ومن جهة أخرى لا يمكن لهذه الدولة أن تتحقق بها التنمية والتطور الاقتصادي بمعزل عن مجالها الحيوي المنحدرات الشرقية والأغوار والتي تمثل الاحتياطي الضخم من الأرض والمياه، وأساس التطور الاقتصادي والنمو العمراني للدولة العتيدة.