:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/65817

الحياة تعود إلى طبيعتها في نابلس إثر اتفاق نزع فتيل الأحداث المؤسفة

2022-09-22

عاد الهدوء إلى نابلس، أمس، في أعقاب الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة، أول من أمس، إثر اعتقال الأمن الفلسطيني للمواطنين مصعب اشتية وعميد طبيلة، ما فجر موجة احتجاجات في الشارع، أدت لمصادمات ومناوشات بين شبان غاضبين وأفراد الأمن، توفي خلالها المواطن فراس يعيش (53 عاماً) جراء إصابته بعيار ناري، بينما أصيب آخرون، ما اقترن بتنفيذ أعمال تخريب طالت ممتلكات عامة وخاصة، وتعطيل دوام عدد من المؤسسات، والمرافق التعليمية والتجارية.
وجاءت عودة العودة الهدوء للمدينة، نتيجة جهود مكثفة، واجتماعات متواصلة بين شتى مكونات نابلس، شارك في بعضها وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح، علاوة على ممثلي الفصائل ومدراء الأجهزة الأمنية، ومحافظ نابلس، ما توج باتفاق نص على التكفّل بجرحى الأحداث الأخيرة، والعمل على إنهاء ملف اشتية بصورة مرضية وتشكيل لجنة من المؤسسات والفعاليات وشخصيات نابلس للعمل على زيارته ومتابعة ظروف احتجازه والعمل على سقف زمني للإفراج عنه.
كما تضمن الاتفاق، اعتبار حالة المطاردين حالة وطنية دون العمل على ملاحقتها بدواعٍ أمنية إلا في حالة الخروج عن القانون، والإفراج عن الأشخاص الذين تم اعتقالهم على خلفية الأحداث الأخيرة، عدا المعتدين على الأملاك الخاصة والسرقة، مشيراً في الوقت ذاته، إلى عدم ملاحقة أي شخص إثر هذا الحدث على مستوى الوطن.
وعبر نصر أبو جيش منسق العمل الفصائلي في نابلس، عن ارتياحه لعودة الأمور إلى سابق عهدها في نابلس بدءا من ساعات الفجر، حيث قامت طواقم البلدية بتنظيف الشوارع.
وقال في حديث لـ"الأيام": الأمور اليوم (أمس) طبيعية، وقد سررنا بانتظام عمل المدارس، والبنوك والمؤسسات وعودتها إلى حالتها الطبيعية، لتعود نابلس كما عهدناها.
وتابع: كان هناك أكثر من 10 اجتماعات، وقد شارك فيها وزير الداخلية ومدراء الأجهزة الأمنية، وشبان البلدة القديمة، والمحافظة، حيث برز إجماع على ضرورة طي صفحة الخلاف، وصولاً إلى الاجتماع الأخير، الذي شارك فيه أيضاً المحافظ وعدد كبير من فعاليات نابلس، وتبلور فيه الاتفاق الذي نشر للعموم.
وأردف: بذلت جهود كبيرة من قبل شتى الأطراف لإنهاء الأزمة، ولعودة نابلس إلى وضعها الطبيعي، بالتالي تم الخروج بالاتفاق، الذي لم يحدد سقفاً زمنياً لإنهاء توقيف اشتية، لكن اللجنة التي أعلن عنها ستأخذ على عاتقها إنهاء هذا الملف، وتطويقه، وقريباً سيتم الإفراج عن اشتية.
واستدرك: اتفقنا على اعتماد يعيش شهيداً، ومعالجة الجرحى، وإدانة أعمال التخريب والسرقة التي تمت، ومحاكمة كل من تورط فيها.
وأوضح أن الفصائل اجتمعت بوزير الداخلية لمدة وصلت إلى نحو ثلاث ساعات، حيث تم بحث عدة مسائل، من ضمنها ضرورة وقف الاعتقالات السياسية، مضيفاً: "أكدنا أهمية اللجوء إلى الحوار، ووقف الاعتقالات السياسية".
وقال: ليس هناك ضمانة بألا تتكرر مثل هذه الأحداث مستقبلاً، لذا لا بد من الحوار، وتكريس حق التعبير السلمي، لكن ليس بالطريقة التي شهدناها، من هنا أرى أن الحوار والتفاهم هما السبيل والضمانة لتحقيق ما نصبو إليه على صعيد ساحتنا الداخلية.