:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/9318

محمد عبد الكريم من الهندسة الوراثية إلى السياسة لصناعة القرارات التي تهم الناس

2016-03-15

وصل محمد عبد الكريم إلى السويد، من إحدى المخيمات الفلسطينية في لبنان وهو في مرحلة حاسمة من عمره، ليس صغيراً بما يضمن سهولة الانخراط في المدرسة والمجتمع، وليس كبيراً بما يكفي ليواجه مصاعب الغربة والانتقال إلى مجتمع جديد، في العشرين عاماً من عمره اكتشف أن ” الدراسة والتعلم، هما مفتاح النجاح، وسر الصعود في المجتمع الجديد”، محمد عاش رحلة كفاح متواصلة من العمل في المزارع، وتوزيع الجرائد إلى تطوير أبحاث الصناعات الدوائية، مروراً بالدور الفاعل له في السياسة والثقافة والمجتمع، فهو الآن عضو مجلس بلدي منتخب في لاندسكرونا

يقول محمد "منذ قدمت إلى السويد بعمر 20 سنة، وجدت الحياة في معسكر اللجوء صعبة ومملة، قررت ألا أجلس دون فعل شيء، كان طموحي قبل المجيء إلى السويد دراسة الطب، قررت أن أسير على نفس الهدف. بانتظار فرصة تعلم اللغة وضعت هدف الخروج إلى المجتمع كوسيلة للتعلم أمام عيني، ذهبت إلى مزرعة لتربية الأبقار وانتاج الحليب، طلبت العمل فرحبوا بي، عملت وعشت معهم وكنت أذهب إلى المعسكر، عرفت هناك اللهجات والفرق بين لهجة المزارعين وأبناء المدن، وتعلمت أن اللغة تحتاج إلى جرأة”.
بعد مختبر لوند انتقلت محمد للعمل في صيدلية مشفى المدينة، عمل على تركيب الأدوية الخاصة بمرضى السرطان، تعرض لنوع من التمييز بسبب الغيرة من نشاطه الزائد، خصوصا من العاملين الكبار في السن والقدامى، لكن لم يكن هذا السبب وراء تركه للعمل في الصيدلية، وإنما عملية الخصخصة التي بدأت في السويد، من الصيدلية انتقل إلى عمل ثالث في مجال المختبرات وتصنيع كواشف الحساسية، استمر في هذا العمل حتى عام 2011 ، بعدها فكر بتحسين وضعه المادي فذهب إلى أبو ظبي وتقدم للعمل مع الشرطة في المختبرات الجنائية، هناك اكتشف أنه تنقصه بعض المؤهلات، فعاد إلى السويد لدراسة كورس في هذا المجال، عاد إلى المختبر في السويد وهو يبحث عن كورس وجد فرصة لدراسة ماجستير في اختصاص الطب الشرعي، الشركة التي تمتلك المخبر، وافقت له على الدراسة، لم يكونوا يرفضوا له طلب لأنه متميز في عمله، وكان مديرا، لكن عمل الإدارة لا يستهويه وقبله من باب التحدي أنه يستطيع أن يكون مديرا لمؤسسة سويدية وهوعربي، لكنه دائما كان يهرب من الإدارة إلى البحث العلمي والمختبر.
  • محمد عبد الكريم في سطور:
    فلسطيني من قرية الشجرة جاء إلى السويد عام 1990.
    بكالوريوس في الهندسة الوراثية جامعة لوند عام 1999.
    عمل في تركيب مضادات مرض السرطان، وفي تطوير أبحاث الصناعات الدوائية وكواشف الحساسية، كمدير وباحث.
    يعمل في مدارس تعليم الكبار في لاند سكرونا كمدرس لمادة المجتمع.
    عمل كاستشاري في لجنة المحلفين في المحكمة الإدارية في قضايا الهجرة، الضرائب، صندوق الضمان الصحي.
    انتخب لعضوية المجلس البلدي في لاندسكرونا لمرتين، من 2006 حتى 2010، ومن 2014 وما زال.
  • له نشاطات ثقافية واجتماعية عديدة في الجمعيات والمنظمات المدنية.