:مصدر المقال
https://ajalia.com/article/9510

الخان الأحمر .. صمود في مواجهة التهجير والاستيطان

2016-04-09

يواجه أهالي تجمعات "الخان الأحمر" البدوية، الممتدة من أقصى الشمال الشرقي للقدس، وصولاً إلى مدينة أريحا الواقعة شرقيها، حملة صهيونية ممنهجة تستهدف اقتلاعهم من أراضيهم وكسر صمودهم، من خلال ملاحقتهم وتدمير مساكنهم والدفع باتجاه تهجيرهم قسراً. ويؤكد الناشط في مجال توثيق انتهاكات الاحتلال في المضارب البدوية، جميل حمادين، أن تنفيذ المخطط الصهيوني القاضي بتهجير أهالي تجمعات "الخان الأحمر" إلى منطقة "النويعمة" لغايات استكمال بناء الجدار الفاصل، من شأنه أن يشكل خطراً على نمو الفلسطينيين وتطورهم في مدينتي القدس وأريحا. التهجير القسري وتضم المنطقة، الواقعة على الطريق (رقم 1)، 14 تجمعا بدويا، تقطنها أكثر من 300 عائلة فلسطينية؛ غالبيتهم من عشيرتيْ "عرب الجهالين" و"الكعابنة"، يتّخذون من الخيام والبركسات الحديدية مساكن لهم ويرفضون أي بديل لها على غير أراضيهم وأرض أجدادهم. وتحيط بهذه التجمعات مجموعة من المستوطنات الإسرائيلية، هي "كفار أدوميم"، و"ميشيل أدوميم"، و"متسبي يريحو"، و"ألون"، لتطبق الخناق عليها وتزيد من معاناة أهاليها الذين تمنع السلطات الإسرائيلية عنهم الخدمات الأساسية، ضمن مخطط احتلالي لنقلهم إلى منطقة "النويعمة" شمالي أريحا. ونقلت "قدس برس" عن حمادين، أن التواصل الاستيطاني سيقطع التواصل الجغرافي بين الضفة الغربية والقدس، مضيفا "كل بناء استيطاني جديد أو توسيع المستوطنات القائمة يعني طرد المزيد من البدو واقتلاعهم وتهجيرهم". التعليم وأوضح حمادين أن تجمعات "الخان الأحمر" تفتقر لوجود المؤسسات التعليمية؛ حيث لا يوجد سوى مدرسة واحدة، ويدرس فيها من الصف الأول ولغاية السادس، ويستفيد من المدرسة خمسة تجمعات بدوية من أصل 14 تجمعاً. ونوه إلى أن مدارس مدينة أريحا بالإضافة إلى بلدتي "العيزرية" و"عناتا" المقدسيتين ملاذ طلبة "الخان الأحمر" ممّن يكملون دراسة المرحلة الإبتدائية؛ فيقبلون عليها لإنهاء تعليمهم، مشيراً إلى الخطوة التي تنطوي على تنقل الطلبة إلى تلك المناطق التي يحيط بها كمٌّ كبيرٌ من المستوطنات اليهودية، وتشهد الطرق المؤدية إليها اعتداءات متكررة من المستوطنين. حصار ويرى الناشط الحقوقي الفلسطيني، أن التجمعات الفلسطينية البدوية في القدس وأريحا باتت "منطقة عسكرية واسعة" تخضع لرقابة إسرائيلية كاملة؛ حيث انتشار كاميرات المراقبة ودوريات الاحتلال، وأبراج المراقبة العسكرية في كل أجزائها. ويقول حمادين "كل شيء يدخل هذه التجمعات يراه جنود الاحتلال بكاميراتهم، أي محاولة لبناء خيمة أصبح مصيرها الهدم وعدد من المنشآت، إضافة لمصادرة أي مساعدات قد تدخل للتجمعات (...)، وكل ذلك في سبيل التوسع الاستيطاني". الخدمات الصحية تنعدم مظاهر الرعاية الصحية في التجمعات البدوية الـ 14 الواقعة في المنطقة الفاصلة بين مدينتي القدس وأريحا؛ فلا وجود للعيادات أو المراكز الصحية في منطقة تقطنها 300 عائلة فلسطينية على الأقل. وفي هذا السياق، يقول حمادين: "يلجأ سكان الخان الأحمر إلى العيادات المتنقلة التي هي سبيلهم الأوحد لتلقي الرعاية الطبية في مناطقهم، وتلك العيادات تقوم بزيارة واحدة شهرياً مدتها 6 ساعات فقط". وأشار إلى إغلاق الاحتلال كافة الطرق الفرعية المؤدية من التجمعات البدوية إلى المدن والبلدات الفلسطينية، فلا يُبقي لأهاليها سبيلاً إلا الوديان والطرق الجبلية الوعرة والمنحدرات ليصلوا إلى مساكنهم، عادًّا أن هذا الحصار يرمي إلى تشديد الخناق على أهالي "الخان الأحمر" لحملهم على الرحيل عن أراضيهم. المياه والكهرباء وتعد مشكلة المياه من أبرز المشاكل التي تواجه أهالي تجمعات "الخان الأحمر"؛ حيث إن جلّهم يعملون في رعي الأغنام، وحاجتهم إلى المياه مضاعفة بسبب طبيعة عملهم، في ظل سيطرة الاحتلال على المياه ومنابعها. ويعتمد المواطنون عادة على الصهاريج في نقل المياه، ويشترونها بأثمان عالية جدًّا، مع وجود عدد قليل من الآبار لتجميع لمياه الأمطار، والتي عادة ما تعتمد على موسم الشتاء. وأضاف حمادين "كل الأغوار تحت سيطرة الاحتلال، وبسبب إغلاق قواته لكافة الطرق الفرعية في المنطقة؛ فإن الأهالي يُضطرون لسلوك عدة كيلومترات سيراً على الأقدام لبلوغ آبار المياه، في حين يُمنع رعاة المواشي من الوصول لعيون الماء الطبيعية ويُحظر عليهم استخدامها". أما في مجال الكهرباء، فقد ذكر حمادين، أنه في عام 2015 حصلت التجمعات البدوية في بعض المناطق على خلايا شمسية لأغراض الإنارة فقط، دون أن تتمكن الغالبية من الحصول على الكهرباء حتى الآن". مخالفات ومخلّفات ولفت حمادين إلى أن المساحة الكبرى من التجمعات البدوية خاصة من الجهة الجنوبية، هي إما مناطق عسكرية، أو مناطق تدريب، ويتعرض الكثير من الرعاة لمخالفات وغرامات مالية، وأحيانا للسجن بتهمة مخالفة النظام، أو الرعي، أو حتى بناء خيمة. أما بالنسبة لمخلفات الاحتلال فيكاد لا يخلو تجمع وإلا قد عانى منها، من إصابة وتأثر بالقنابل ومخلفات التدريب. هدم وإخطارات وأما الهدم فهو مسلسل مرتبط بالإخطارات وأوامر الإخلاء، وكثير من المناطق تعرضت للهدم أو المصادرة، فيما أن كل التجمعات البدوية الآن مهدد ومخطر بالهدم والترحيل، وتحاول قانونيا لدى محاكم الاحتلال استرداد حقوقها، "وهو ما لم ينصفهم يوما"، فمنها ما صدر بحقه أمر الهدم والجزء الآخر تفاوضه المحاكم والإدارة المدنية على إيجاد بديل للسكان البدو وترحيلهم إليه. ورغم كل هذه المعيقات التي تواجه التجمعات البدوية، في الخان الأحمر، إلا أن الصمود على هذه الأرض ما يزال الهوية الأبرز لهؤلاء البدو، حتى إن الكثير منهم تخلى عن التنقل من المكان في سبيل الحفاظ على الأرض. المركز الفلسطيني للإعلام