من يقوم لتحريض ضد المسلمين المكسيكيين والنساء، فانه عاجلا أو آجلا، سيقوم لتحريض ضد اليهود. الساذج فقط سيعتقد أنه بسبب اموال مليارديرات اليهود العنصريين سيكون اليهود في امريكا في أمان، أو بسبب حفيدة الجد دونالد، فانه لن يتحدث عنهم أبدا. لا يوجد شيء أجمل لنسبة للعنصريين – في الشرق أو في الغرب – من التحريض ضد اليهود. لم تمر سوى اشهر منذ صعد نجم دونالد ترامب، النموذج الاعلى للعنصري الابيض، لتظهر بسرعة تعبيرات عنصرية ضد كل يهودي يتجرأ على انتقاد افكاره. للحظة واحدة ينسون الحفيدة اليهودية والسخي اليهودي وايضا الاستقبال الحار الذي حظي به ترامب قبل بضعة أشهر في مؤتمر الايباك. في الشبكات الاجتماعية وضعت اسماء اليهود في داخل أقواس – شيء يشبه الاشارة للتمييز في اقتراح قانون الجمعيات عندنا هنا، وعندها حينما يتم النقاش في القانون، لم تتحرك، حسب ما أعرف، أي عضلة من عضلات وجوه اعضاء الايباك. في الوقت الحالي، الهجمات ضد شخصيات يهودية في وسائل الاعلام الامريكية آخذة في التزايد. يبدو ذلك مثل بداية موجة لاسامية. واذا لم يستقيم اليهود هناك مع ترامب، فانه لتأكيد سيتحول الى التسونامي التالي: إما أن تؤيدوا ترامب أو أن نخرج مخزون التحريض واللاانسانية ضد اليهود – نعم هذا ما حدث في اوروبا في ايامها السيئة. ولكن لماذا نشتكي من اللاساميين في حين أن الماكينة المزيتة للايباك استخدمت نفس الاساليب ضد كل من تجرأ على انتقاد الاحتلال وسياسة اليمين المتطرف في اسرائيل. يالولايا ت المتحدة – يسارعون الواحد وراء الآخر الى بيت شلدون ادلسون من اجل الحصول على مباركته والحصول على امواله فيما بعد. الاستمرارية كانت اصعب من ذلك: أحد المرشحين كانت له زلة لسان وذكر الكلمة المحظورة "احتلال". وفي اليوم التالي اعتذر أمام البطل عن خطئه الفظيع. ألا يصاب الاحترام القومي الامريكي عندما يقوم نتنياهو بأهانة الرئيس براك اوباما، الشخص الاقوى في العالم، ورغم أنفه ذهب لالقاء خطاب في الكونغرس؟ أليست هذه المهزلة ظاهرة أمام ناظري الامريكي العادي: الرئيس معزول في البيت، وقائد غريب يفعل لكونغرس ما يحلو له؟. عموما، كيف يمكن أن نشتكي من ترامب الذي يؤجج الكراهية ضد المواطنين الامريكيين، في حين أنه هنا في اسرائيل "اليهودية الديمقراطية" يوجد لنا ترامب آخر – إنه ليس مرشحا فقط، بل رئيس حكومة فعلي – الذي يؤجج في كل مناسبة الكراهية ضد المواطنين العرب الذين من المفروض أن يكونوا متساوين في الحقوق. لذلك، وقبل أن نصرخ بسبب الاجواء المسممة التي ينشرها ترامب، يجب تذكير اعضاء الايباك ϥن أحدا منهم لم يتفوه على ضوء الاقوال العنصرية لترامب الاسرائيلي. بل العكس، لقد استقبلوه استقبال الملوك. أشعر با لتضامن مع اخواني اليهود في امريكا، فنحن العرب مواطنو اسرائيل، الذين نعيش تحت سلطة اخونهم هنا، نعرف الذي يمر عليهم جيدا. في الوقت الحالي آمل أن يكون اليهود هناك يستمتعون بعيد نزول التوراة. وهنا، الحمد لله، تم وضع عدة ملايين من الفلسطينيين وراء القضبان من اجل أن يستمتع جيرانهم با لعيد.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف