أفاد شهود عيان من سلفيت وبلدة بروقين أن مستوطنين؛ قاموا بوضع علامات مساحة وترقيم على صخور أثرية تقع في قرية "قرقش" الواقعة بجانب مصنع حديد ضخم،

تابع للمنطقة الصناعية "اريئيل".

ولفت الشهود أن الزحف الاستيطاني قد يطال القرية الأثرية التي هي عبارة عن كهوف وزخارف ورسومات وغرف وبرك وممرات منحوتة بالصخر .

بدوره أكد الباحث في شؤون الاستيطان د. خالد معالي أن المنطقة الصناعية التي تتبع مستوطة"اريئيل" قامت في وقت سابق بتجريف آثار قديمة وبناء المصانع فوقها، وهي

عبارة عن برك صغيرة "مقر" وكهوف صغيرة ومعاصر عنب وزيتون كانت منحوتة فوق الصخر، وكذلك بيوت من الحجارة ؛ يطلق عليها المزارعون اسم "قصر".

وطالب معالي لجنة مواقع التراث العالمي في اليونسكو لحمايتها عبر الموافقة على إدراج منطقة خربة او قرية "قرقش" أو مغر الشمس والقمر ، وهي من أجمل مناطق محافظة

سلفيت الأثرية ،في لائحة التراث العالمي داعيا إلى إصدار نشرات تعريفية بها.

وأكد معالي أن القانون الدولي لا يجيز عمليات التجريف حول القرية الاثرية "قرقش"؛ وان النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ينص على أن التدمير المتعمد للمباني

التاريخية يشكل جريمة حرب.

وأضاف بان منظمة اليونسكو تعتبر أن حماية الأرواح وحماية الثقافة أمران أساسيان ومترابطان في فترات النزاع، وفي الحالات التي يكون فيها التراث الثقافي معرضاً للخطر.

ورصد الباحث معالي وجود 400 موقع أثري في محافظة سلفيت، منها ما جرفه الاحتلال، ومنها ما عزله، ومنها ما يدعي انه يعود لأنبيائهم من بني "اسرائيل" مثل مقامات

كفل حارس التي تعود لحقبة صلاح الدين الأيوبي، وكان أهالي كفل حارس يقومون بمهرجان سنوي في ساحة المقامات، وتوقفت المهرجانات مع ادعاء ومزاعم المستوطنين

أنها تعود لأنبيائهم وتكرار تدنيسها من قبلهم بحماية جيش الاحتلال.

ويضيف معالي: ما يميز خربة قرقش أنها عبارة عن لوحة فنية نحتت في الصخر بصبر وتأني؛ فخرجت لوحة غاية في الجمال خاصة مع ساعات الصباح الباكر

، حيث تقابلها أشعة مباشرة.

وعن تاريخ خربة قرقش يقول معالي:" هي من العصر الروماني المسيحي القديم، وتقريبا تعود للقرن الرابع بعد الميلاد".

ودعا معالي إلى أهمية ترسيخ الوعي بأهمية التاريخ الآثار لدى الجمهور الفلسطيني، وإحداث نقلة نوعية في نظرة الناس للتراث من خلال إبراز قيمته التاريخية،

وسرعة الحفاظ على المواقع الأثرية خاصة قرب المستوطنات، قبل نهبها من قبلهم؛ وفضح انتهاكات الاحتلال بحق المواقع الأثرية والحضارة والتاريخ الفلسطيني

وتسيير رحلات مدرسية جماعية اليها.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف