احتفلت مؤسسة فلسطين الدولية وجمعية البيارة الثقافية تحت رعاية وزير الثقافة الأردني الدكتور بركات عوجان في المركز الثقافي الملكي في عمّان بإعلان أسماء الفائزين في الدورة الثانية لجوائز فلسطين الثقافية.
وقد اشتمل الحفل، عدا عن توزيع الجوائز على الفائزين، على عرض لفيلم قصير بعنوان "اسماعيل" يتحدث عن يوم واحد من حياة الفنان التشكيلي الفلسطيني الراحل اسماعيل شموط يعود إلى العام 1949، وهو من إخراج نورا الشريف، كتب نصّه د. حاتم الشريف.
كما أدى الفنان د. أيمن تيسير ثلاثة قصائد وطنية. ومع الحفل، افتتح معرض اشتمل على الأعمال الفائزة في المسابقات بالإضافة إلى أبرز المشاركات.
اللافت كان التنوع الكبير في جنسيات المشاركين والفائزين في المسابقات. ففي جائزة فدوى طوقان للشعر فاز بالمركز الأول مناصفة كلا من المصري محمد اسماعيل السيد، وعادل المعيزي من تونس، من بين 54 مشاركا. وألقى كل منهما كلمة عقب إعلان فوزه، حيث تمنى السيد اليوم الذي يزور فيه نابلس، مسقط رأس طوقان، موجها شكره من مصر للأردن وفلسطين، فيما ركز التونسي المعيزي على مسألة إعادة دفق الحياة بشعوره بحيوية المشهد العربي بعد أن كان قد نوى حرق كتبه ومخطوطاته في ميدان عام.
أكثر المسابقات التي لقيت إقبالا كانت جائزة وليد الخطيب للتصوير الفوتوغرافي التي تقدم لها 158 مشاركاً، حيث فازت بها الشابة بلقيس البلوشي، من سلطنة عمان، في حين فاز بجائزة غسان كنفاني للسرد القصصي علاء محمود حليحل من فلسطين، من ضمن 84 مشاركاً تقدموا للجائزة. أما جائزة إدوارد سعيد في نقد الخطاب الاستشراقي فقد فاز فيها أحمد سمير العاقور من مصر من بين ثمانية مشاركين. وكانت جائزة ناجي العلي لفن الكاريكاتير من نصيب أنس اللقيس من لبنان من بين 15 مشاركا، فيما جرى حجب جائزة اسماعيل شموط للفن التشكيلي، حيث اعتبرت اللجنة المختصة أن الأعمال المشاركة لم ترق إلى المستوى المطلوب.
وبحسب ما اوضح د. أسعد عبدالرحمن عضو مجلس الأمناء الرئيس التنفيذي لمؤسسة فلسطين الدولية، فقد احتلت مصر الموقع الأول من حيث عدد المشاركات بواقع 87 مشاركة، يليها الأردن بواقع 66 مشاركة، ثم فلسطين 55 عملا، فالعراق 16 عملا. وتحدث عبدالرحمن في كلمته في الاحتفال، مرحبا بمعالي السيدة ليلى شرف رئيس مجلس أمناء مؤسسة فلسطين الدولية، وبمعالي وزير الثقافة الأردني د. بركات عوجان. وأشاد بالتعاون الاستراتيجي القائم مع "جمعية البيارة الثقافية" ورئيسها عمار الكردي. وتقدم بالشكر للرعاة أهل الكرم الذين سددوا قيمة الجوائز (محمد أبو عيسى، عبد القادر أبو نبعة، سعيد أبو عودة، محمد جابر، عبد الله تركي، وجمال الخطيب). وأيضا للجان التحكيم المختلفة للجوائز التي ضمت أكاديميين وأدباء وفنانين بارزين، وأوضح كيف كان الاعتقاد أن التثقيف المطلوب بالقضية الفلسطينية خاص بغير العرب، وخصوصا في الغرب، ولكن الزّمن أثبت أهمية الجهد الكبير المطلوب لأجل تثقيف الأجيال العربية الصاعدة، وهو ما تعكف "فلسطين الدولية" عليه سواءا بإعداد ودعم المراجع العلمية والكتب، والأعمال الفنية والمخيمات الصيفية، وبرامج تعليم اللغة العربية والجوائز، وبرامج التدريب المهني، والدراسات الخاصة بالتجمعات الفلسطينية حول العالم. وقال إنّ الهدف من الجوائز المعلن عنها ليس تكريم من خصصت باسمهم من الرواد، فهم قامات معروفة ومتميزة ولكن الأمل أن تتعاقب حركة الاجيال على درب هؤلاء فكرا والتزاما بالحقوق الأساسية للشعب العربي الفلسطيني.
أمّا وزير الثقافة الدكتور بركات عوجان فأكد على الاهمية الكبرى للبعد الثقافي والحضاري في القضية الفلسطينية، وأكد على العلاقة الأردنية الفلسطينية الراسخة، مستذكرا خصوصية علاقة الأردن بالقدس وفلسطين، ودور الهاشميين في حمل لواء الدفاع عن فلسطين. وأبدى الدعم والإعجاب بنشاطات مؤسسة فلسطين الدولية، التي تحتضنها عمّان.
بدوره أكد عمار الكردي، رئيس جمعية البيارة الثقافية، على الوجه العربي والجذور الإنسانية لقضية فلسطين، شاكرا الأردن خصوصا وزارة الثقافة على جهودها في دعم مشروع جوائز فلسطين الثقافية، وقال إنّ الفائز الأول من هذه الجوائز هو فلسطين. وأوضح أن نشاطات "البيارة" سواء أخذت شكل حملات الحقائب المدرسية، أو فتح وتطوير المكتبات العامة ومختبرات الحاسوب، أو تكريم المبدعين والموهوبين، أو إعداد المراجع العلمية والكتب، وتنظيم المهرجانات والندوات فإن كلها تصب في تأكيد الوجه الثقافي والحضاري لقضية فلسطين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف