سيادة الرئيس) محمود عباس إن المشاركة في جنازة الجزار بيريز هي طعنة في ظهر شعبنا وكل قواه الوطنية وكل القوى الداعمة لحقوق شعبنا في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس العربية وعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها عام 1948
(سيادة الرئيس) محمود عباس لقد تراكمت وتتالت تصرفاتكم وسلوكاتكم المجحفة وغير المبالية بمشاعر أبناء شعبنا، بحق الأسرى الأبطال المضربين عن الطعام، بحق الشهداء الأبرار والجرحى، بحق كل مناضل رفع راية الحرية باسم فلسطين، اليوم ستغضب أرواح الشهداء، سينتفض دمهم قطرةً قطرة، شهداء قانا الضفة وغزة، نعم لقد كنا ننتظر محاسبة مجرمي الحرب والجزارين وإذ برأس الهرم في القيادة الفلسطينية المتنفذة يبكي ويذرف الدموع بحرقة في جنازة السفاح بيريز مهندس أوسلو سيئة الصيت، مبتكر عناقيد الغضب وأول من تولى ملف التطهير العرقي في خمسينات القرن الماضي وأول من أعطى الضوء الاخضر لبناء أول مستوطنة في الضفة الفلسطينية، رئيس لجنة تهويد الجليل.
إن الشعب الفلسطيني برمته يسأل لماذا لم نرى الدموع عندما حرق المستوطنون عائلة الدوابشة، وعندما اختطفوا الطفل محمد أبو خضير وقتلوه وحرقوه ومثلو بجثته، إن الفلسطينين الآن لا يستطيعون إيجاد مبررات مرحلية أو استراتيجية منطقية ووطنية لسلسلة التنازلات التي قدمتوها لدولة الاحتلال المجرمة والتي اعترفتم بها ليس مرة في خطاباتكم المتكررة هذه الخطابات التي باتت موجهة للمحتلين وللمستوطنين أكثر منها ما هي موجهة لأبناء شعبنا ومصالحه، إن هذه السلوكات لا تنم إلا عن اعتقاد مفاده اختصار القضية الوطنية بذاتكم والفئة التي بنت مصالحها على هذه الحال، وطمس معالم القرار الوطني الجماعي، وإلغاء الهيئات الجماعية الفلسطينية التي ينبغي أن تقرر الاستراتيجية الوطنية التي يجب أن نسير عليها، وتكريساً لسياسة شمولية تصادر الشارع الفلسطيني وقواه السياسية على امتداد الوطن ومخيمات اللجوء المر وتجمعات الشتات البعيدة، نعم يا (سيادة الرئيس) لقد خذلتم أبناء شعبنا وقواه الوطنية التي دعت بالإجماع إلى ضرورة التراجع عن المشاركة في جنازة ثعلب وداهية الاحتلال.
كل الإدانة لهذه المشاركة التي تُعبر عن نهج استسلامي، كانت المشاركة في مؤتمر هرتسيليا أحد أهم مظاهره، وبدلاً من ذرف الدموع على روح السفاح، كان حرياً ذرفُ الدموع وتجرعُ الألم على سنوات الانقسام العجاف، لقد كان حرياً المشاركة في صناعة الوحدة وإعادة اللحمة لشطري الوطن بدلاً من استجداء الموافقة على المشاركة في الجنازة من زعماء اليمين المتطرف الصهيوني في دولة الاحتلال.
كما ينبغي أن نقول لكل المطبلين والمزمرين والمبررين لهذه المشاركة كفاكم تلوناً ولتقفوا مرةً واحدةً وقفة عز ترتقي لعذابات شعبنا لنقول جميعاً إن هذه المشاركة هي طعنةٌ في ظهر شعبنا وكل قواه الوطنية وكل القوى الداعمة لحقوق شعبنا في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس العربية وعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها عام 1948.

رئيس الهيئة الإدارية للاتحاد
جورج رشماوي

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف