قبل عدّة أسابيع صرحّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أنّ حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) باتوا يتلّقون الهزيمة تلو الأخرى، وأنّ حكومته في طريقها للقضاء عليها.
صحيفة (معاريف) العبريّة قالت إنّ العديد من المسؤولين في تل أبيب أكّدوا على أنّ تصريح نتنياهو مبالغٌ فيه، لافتةً إلى أنّ الآراء حول مُقاطعة الدولة العبريّة مُتباينة جدًا. سفير إسرائيل الأسبق في المملكة الأردنيّة، عوديد عيران، الذي يعمل اليوم باحثًا في مركز أبحاث الأمن القوميّ التابع لجامعة تل أبيب، قال للصحيفة العبريّة إنّ تصريحات رئيس الوزراء ليست مُتكاملةً وغير دقيقةٍ وصحيحةٍ. وتابع عيران قائلاً إنّ تنظيمات المُقاطعة على اختلافها ما زالت تعمل وبوتيرةٍ عاليةٍ، ولم تُعلن عن وقف نشاطاتها.
ورأى في سياق حديثه بأنّ النجاحات الكبيرة التي تُحققها هذه التنظيمات لم تمسّ بالاقتصاد الإسرائيليّ، مُوضحًا أنّ الحديث لا يدور عن هزيمةٍ، أوْ عن نصرٍ إسرائيليٍّ شاملٍ. ولفت إلى أنّه يُمكن القول بأنّ نشاطات حركات المُقاطعة تمّ تحديدها، بكلمات أخرى، أضاف السفير السابق، البذي شغل أيضًا منصب سفير تل أبيب في الاتحاد الأوروبيّ، أضاف: تمكّنت إسرائيل من وقف انتشار الظاهرة، على حدّ قوله.
ولكن على الرغم من التصريحات الإسرائيليّة المُتفائلة إلى حدٍّ ما، دعا اتحاد نقابات عمال دول الاتحاد في القارّة العجوز، النقابات الأوروبيّة لتتحمل مسؤولياتها وأنْ تقف أمام حكوماتها لمنع الشركات الأوروبيّة من التعامل مع نظيرتها الإسرائيليّة، وأنْ تُوقف التبادل التجاريّ مع الدولة العبريّة.
وجاءت هذه الدعوة ذلك خلال مؤتمر عقده الاتحاد المذكور تحت اسم “المؤتمر النقابيّ الأوروبيّ الفلسطينيّ” بالعاصمة البلجيكية بروكسل، والذي استمرّ ليوم واحد، بمشاركة عددٍ من النقابيين الفلسطينيين.
وانتقد المؤتمر، اتفاق الشراكة الأوروبيّة الإسرائيليّة، لا سيما المادة الثانيّة منه والتي تنص على ضرورة أنْ يحترم الطرفان الموقعان المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية، وهو ما يُشكّل أحد أبرز ركائز اتفاق الشراكة الذي تمّ توقيعه مطلع الألفية الثانية.
بالإضافة إلى ذلك، تنصّ اتفاقية الشراكة الموقعة عام 2000، على إجراء حوارٍ سياسيٍّ وبشكلٍ منتظمٍ بين الطرفين، وحرية تنقل رؤوس الأموال، وتعزيز اتفاقية التجارة الحرّة الموقعة عام 1970.
ويهدف المؤتمر حسب المنظمين، إلى دعم مقاطعة الشركات الأوروبيّة وقطع العلاقات مع مختلف أساليب الشراكة مع المؤسسة الإسرائيليّة ضمن حركة مقاطعة المؤسسة الإسرائيليّة (BDS)، وما يمكن أنْ توفره هذه الشراكة من دعم لسياسة المؤسسة الإسرائيليّة، التي تعتمد على قمع العمال الفلسطينيين وحرمانهم من التمتع بالحقوق نفسها التي يتمتع بها باقي العمال الإسرائيليين.
ومن الجدير بالذكر أنّ حركة مقاطعة المؤسسة الإسرائيليّة، المعروفة اختصارًا بـ(BDS)) تشير إلى الحملة الدوليّة الاقتصاديّة التي بدأت في التاسع من شهر تموز (يوليو) من العام 2005 بنداءٍ من 171 منظمة فلسطينيّة غير حكوميّة للمقاطعة، وسحب الاستثمارات وتطبيق العقوبات ضدّ إسرائيل حتى تنصاع للقانون الدوليّ والمبادئ العربيّة لحقوق الإنسان.
وتشمل أيضًا مقاطعة المؤسسات والنشاطات الأكاديمية والثقافية والرياضية الإسرائيلية، كما تشمل مقاطعة بضائع الشركات الإسرائيلية والشركات العالمية المتواطئة في انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي.
علاوة على ذلك، تشمل بيع الأسهم والامتناع عن الاستثمار في الشركات الإسرائيليّة والشركات الدوليّة المتورطة في جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
أمّا الخطوة الثالثة فهي فرض العقوبات، والتي يُقصد بها الإجراءات العقابية التي تتخذها الحكومات والمؤسسات الرسميّة والأمميّة ضدّ دولةٍ أوْ جهةٍ تنتهك القانون الدوليّ بهدف إجبارها على وقف هذه الانتهاكات، وتشمل العقوبات العسكريّة والتجاريّة والماليّة والاقتصاديّة والأكاديميّة والثقافيّة وغيرها.
ومن الأهميّة بمكان، الإشارة إلى أنّه قبل يومين، أطلقت عشرات الجمعيات والمنظمات الأهلية المتضامنة مع الشعب الفلسطينيّ، نداءً يُطالب الاتحاد الأوروبيّ بتعليق اتفاقية الشراكة مع المؤسسة الإسرائيليّة، وذلك في مقر مجلس النواب الفرنسي، بحضور عدد من النواب الأوروبيين والفرنسيين.
في السياق عينه، ذكر موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” (YNET)، أنّ النادي الفلسطينيّ في العاصمة التشيلية قرر عدم تقديم الدعوة لزوجة السفير الإسرائيليّ في العاصمة التشيلية سنتياغو للمُشاركة في حفلٍ خيريٍّ، شاركت فيه جميع السفارات في تشيلي.
ووفقًا للموقع العبريّ فالنادي الفلسطينيّ استضاف أوّل من أمس، الأحد، المعرض السنويّ الذي تنظمه منظمة “اهاف” من أجل المعونة، وشارك في الحفل أبناء وبنات السفراء الأجانب في تشيلي، ولكنّ منظمي المعرض قرروا إبلاغ ميخال حياط، عقيلة السفير الإسرائيليّ الداد حياط بأنّها غير مدعوة للحفل.
ولفت الموقع، نقلاً عن مصادر سياسيّة في تل أبيب، إلى أنّ السفير الإسرائيليّ في سنتياغو قدّم احتجاجًا للمنظمة قائلاً فيه إنّ الحديث يدور عن خرق الإجراءات الدبلوماسيّة المعروفة، وأنّ المنظمة تكون بذلك تساعد في مقاطعة إسرائيل بمساندة الجالية الفلسطينيّة في تشيلي والتي تُعتبر أكبر جالية في تلك الدولة، على حدّ قوله.
وشدّدّت المصادر عينها على أنّ السفير حياط أبلغ الخارجيّة الإسرائيليّة بالواقعة، وقال في رسالته إنّ ما حدث هو نتيجة قيام قادة السلطة الفلسطينيّة بالتحريض ضدّ الدولة العبريّة في أنحاء العالم، بحسب تعبيره.
يُشار إلى أنّه بالرغم من الاحتجاج الإسرائيليّ، فقد أُقيم المعرض السنويّ بدون حضور عقيلة سفير تل أبيب في سنتياغو، إذْ أبلغ المُنظمون السفارة الإسرائيليّة بأنّهم يتقّبلون الاحتجاج، ولكنّهم غير قادرين على تغيير البرنامج.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف