ي نهاية الاسبوع بدأت حملة تخويف تعتمد ببساطة على حقائق غير صحيحة. فقد تم اقتباس جملة باللغة العربية "قريبا سنكون الاكثرية". وخلافا للانطباع بأن هذه حملة لحماس أو لـ م.ت.ف، يتبين أن هذه هي رسالة لحركة "قادة من اجل أمن اسرائيل". وقد قال داني يتوم في وسائل الاعلام "إن الحملة تهدف الى خلق الوعي بأنه اذا لم ننفصل عن الفلسطينيين فانهم قريبا سيكونون أكثرية بين البحر والنهر، وستكف اسرائيل عن أن تكون دولة يهودية وديمقراطية".
هذه الحملة تعتمد على اكاذيب مكتب الاحصاء الفلسطيني، التي يجب علينا الرد عليها بالمثل العربي المعروف "بكرة في المشمش". الميزان الديمغرافي الذي يحاول يتوم واصدقاءه بواسطته اخافة الجمهور في اسرائيل يخدم الآن اليهود وليس العرب. وفي السابق ايضا تم التحذير من المستقبل الذي سيجعلنا أقلية في بلادنا. وفي العام 1898 عارض دوفانوف موقف هرتسل لاقامة الدولة، مدعيا أنه حتى العام 2000 لن يكون في البلاد أكثر من نصف مليون يهودي. وبن غوريون ايضا وقف أمام عدد من الخبراء برئاسة روبرتو باكي، الذين حذروا من الاعلان عن اقامة الدولة بذريعة أنه في بداية الستينيات ستكون في اسرائيل اغلبية عربية.
ونظرا لأن معطيات العام 2016 غير متفق عليها بعد، سنتطرق الى أرقام نهاية 2015، التي تفيد بأنه يوجد في يهودا والسامرة 1.750 ألف عربي، وعدد مشابه داخل الخط الاخضر، أي ما مجموعه 3.5 مليون مقابل 6 ملايين و700 ألف يهودي، أي اغلبية واضحة لليهود. وفي المقابل وصل في ذلك العام لاول مرة معدل التكاثر الطبيعي لليهود في ارض اسرائيل الغربية الى معدل يضاهي تكاثر العرب داخل الخط الاخضر وفي يهودا والسامرة. نحن الآن نوجد في عملية تراجع التكاثر لدى العرب، وليس فقط في اسرائيل، بل في معظم الدول الاسلامية. وفي المقابل، هناك زيادة متواصلة في نسبة التكاثر في اوساط السكان اليهود، وهذا بفضل زيادة نسبة التكاثر في اوساط السكان العلمانيين.
الوضع الديمغرافي يخالف ما يحذر منه يتوم وزملاءه. فقد تحول التوجه منذ أكثر من سنة، حيث أن الاغلبية اليهودية ستزداد، ايضا اذا لم نأخذ الهجرة في الحسبان. ميزان الهجرة يؤكد على الاغلبية اليهودية. ففي الوقت الذي يخرج فيه من يهودا والسامرة 15 ألف عربي في كل سنة، يدخل الى اسرائيل 20 ألف مهاجر جديد من اليهود.
لقد نجحت م.ت.ف عن طريق الحرب النفسية في ردع المواطنين في اسرائيل عن طريق نشر الاكاذيب حول ارقام غير منطقية للسكان العرب في يهودا والسامرة. ومن المحزن رؤية اشخاص جيدين كانوا مسؤولين عن مرافق حيوية في السابق، يستخدمون الآن معطيات م.ت.ف، وهم بذلك يشكلون البوق لهذه الحرب النفسية ضدنا، ويمنحون المعطيات الكاذبة المصداقية التي لا تستحقها. ويبدو أن ذلك يتم لاسباب سياسية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف