مع تجاوز الثلث الثاني من شهر شباط في كل عام، تتناثر الأعلام الفلسطينية ، وصور الشهداء، والرايات الحمراء، التي تتوسطها النجمة الخماسية وألوان العلم الفلسطيني في الميادين العامة بمختلف المحافظات الفلسطينية، وأماكن اللجوء والشتات لتعلن عن انطلاق فعاليات احياء الذكرى السنوية لإنطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وتتعمد الجبهة في كل عام ان تنطلق شرارة فعالياتها من قلب القدس بصفتها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، بالتزامن مع دول اللجوء والشتات، لتؤكد على مسارها السياسي الذي رسم بالدم والمعنون بالدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس والعودة وتقرير المصير.
وتنخرط جميع تشكيلاتها الحزبية ومنظماتها الجماهيرية في فعاليات الانطلاقة، لكي تستثمر الجهد المبذول من أجل المصلحة الوطنية العامة، وهذا ما يؤكده الشعار المركزي الذي يحمله رفاق وأنصار الجبهة الديمقراطية في ذكراهم الثامنة والأربعين، المطالب بإنهاء الانقسام كطريق للانتفاضة الشاملة، ومن هنا تؤكد الجبهة الديمقراطية على تمسكها بخطها الوحدوي وعدم حيادها عنه، فقناعاتها راسخة أن فلسطين للجميع، ويتوجب على الكل الفلسطيني تفويت الفرصة على الطامعين، والتوحد على أرضية نضالية تقدمية تلبي احتياجات وتطلعات شعبنا وتعجل من دحر المحتلين.
فهذا ما نلحظه من الفعل النضالي لكافة تشكيلات الجبهة الديمقراطية بدءاً من إطارها العمالي الذي يناضل بكل زخمه في الفترة الاخيرة من أجل اقرار قانون الضمان الاجتماعي، وتطبيق قوانين الصحة والسلامة المهنية للعمال، ومعالجة ثغرات قانون التأمين الصحي، والعودة عن قرارات الحكومة القاضية بتقليص الخدمات الصحية عن العمال، ويتبعها الخط النقابي النضالي الطلابي المتمثل باتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، بذراعيه لجان الطلبة الثانويين، وكتلة الوحدة الطلابية، التي تناضل من أجل اقرار قانون الصندوق الوطني للتعليم العالي، واجتثاث مظاهر الانقسام من داخل الجامعات الفلسطينية، والشروع بحملات المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية، عدا عن فعلها المقاوم في تنظيم المسيرات والمظاهرات على نقاط التماس مع الاحتلال.
ولفعاليتها النضالية وتزاحم رفاقها في ساحات النضال والمقاومة خلال الهبة الجماهيرية، سجل رفاق الجبهة الديمقراطية عمليات نوعية في مختلف المواقع ومنها محافظة جنين ورام الله والخليل ونابلس، والقدس وطولكرم وغزة وبيت لحم ، كان اخرها عملية اطلاق النار على جيب عسكري صهيوني متمركز على مدخل بلدة يعبد قضاء جنين، في شهر كانون ثاني الماضي، وتخريج العديد من الدورات العسكرية لكتائب المقاومة الوطنية الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية في مدينة غزة، وفي داخل الاسر كانت المواجهة التي قادها الرفيقين القادة سامر العيساوي ومنذر صنوبر، تحديا لجبروت السجان وبحثا عن الكرامة الانسانية، والانتصار للأسرى المرضى والأطفال والنساء.
وعن فعلها السياسي ونضالها لا تزال الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تدافع بكل شراسة عن وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وتعمل من اجل انخراط كافة تشكيلات شعبنا تحت لواء المنظمة، لنبذ الإنقسام والخروج من المأزق الحالي وتصليب قواعد الصمود والنضال من أجل الوصول للانتفاضة الفلسطينية الشاملة لدحر الاحتلال.
وفي بنيتها الداخلية تبرهن الجبهة الديمقراطية في كل محفل ديمقراطي تمر فيه، على اهمية تمثيل الشباب والمرأة، ومناقشة كافة الامور السياسية والتنظيمية، وهذا ما رشح عن اختتام أعمال المؤتمر الوطني الخامس الذي عقد مطلع العام المنصرم، والذي انتخب قيادة مركزية جديدة لمنظماتها، تميزت بزيادة نسبة التجديد الشبابي إلى 35% من عضويتها، كما بلغت نسبة تمثيل المرأة 30% من بين المنتخبين.
ففي عامها الثامن والأربعين لا يسعنا إلا ان نبرق أجمل معاني الشكر والعرفان، الممزوج بالعهد والوفاء باستمرار النضال، لكافة كوادر وقادة هذا الحزب العملاق ونخص بالذكر، شهداء الجبهة الديمقراطية العظماء، ولمناضليها القابعين في سجون الاحتلال، ولكل المرابطين على ثرى أرضنا الفلسطينية الى ان يتحقق الحلم في دولة فلسطينية تقدمية ميزانها العدل والمساواة وقاعدتها الوحدة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف