في 22 شباط، تدخل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بكل عنفوان، عاماً جديداً من أعوام مسيرتها النضالية والكفاحية، دفاعاً عن الثورة والوطن والشعب، حزباً يسارياً جديداً، يرفع راية المقاومة بيد، والبرنامج الوطني باليد الأخرى، على طريق العودة وتقرير المصير والدولة السيدة المستقلة بعاصمتها القدس.
قدمت الجبهة الديمقراطية في خضم هذا النضال التضحيات الغالية، آلافاً من المناضلين والمناضلات إنضموا كوكبة وراء كوكبة إلى قافلة الشهداء البررة، وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والمعاقين، ما زالوا على العهد، رغم الآلام والعذابات، وآلاف الأسرى، عرفوا زنازين العدو، وصنعوا خلف القضبان مأثرة نضالية مشرفة، ما زال الشهيد القائد عمر القاسم يمثل رمزها المضيء.
48 عاماً، في الكفاح المسلح، داخل فلسطين وعلى تخومها، وفي الإنتفاضة المجيدة، للفوز بالإستقلال، وطرد الإحتلال، ورحيل المستوطنين.
48 عاماً في النضال لبناء حركة اللاجئين دفاعاً عن حق العودة وضد مشاريع التوطين، وحماية لأهلنا في المخيمات، وحقوقهم في الحياة الكريمة والسكن اللائق، وحقهم في المضي على دروب النضال إستعادة للحقوق الوطنية.
48 عاماً تأسيساً وبناء لمنظمة التحرير الفلسطينية وتوطيداً لمكانتها ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعب فلسطين ببرنامجها الوطني وصيغتها الإئتلافية تحت شعار: شركاء في الدم.. شركاء في القرار.
48 عاماً، في النضال لبناء حركة التيار اليساري الديمقراطي في صفوف شعبنا، وبين قواه السياسية، لضمان مسيرة النضال وصون الوحدة الوطنية، ووحدة شعبنا، وحقوقه القومية والوطنية.
48 عاماً في النضال، إلى جانب أهلنا في الكيان الصهيوني ضد منظومة القوانين العنصرية، وضد نظام التطهير العرقي، وسياسات التهميش والإقصاء والأسرلة وتفتيت الهوية الوطنية والقومية لشعبنا فيه.
48 عاماً في النضال في مسيرة التحرر العربية إلى جانب القوى التقدمية والديمقراطية واليسارية والليبرالية من أجل بناء دولة المواطنة والحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والعيش الكريم.
48 عاماً، في النضال الأممي، جنباً إلى جنب مع القوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية في العالم، ضد سياسات الغطرسة والنهب والعدوان على يد التحالف الأمريكي الصهيوني الإمبريالي، ولصالح عالم جديد تسوده العدالة والأمن والإستقرار والإزدهار، خالٍ من الجوع والمرض والبطالة والجهل والإستغلال.
48 عاماً في النضال لولادة فجر جديد، في تاريخ الثورة والشعب والوطن.
■ ■ ■
يحتفل شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية والتقدمية بالعيد الــ 48 لإنطلاقة الجبهة، في وقت تشتد فيه الهجمة الإسرائيلية، ضد شعبنا وأرضه وحقوقه الوطنية والقومية، مدعومة من قبل الإدارة الأميركية الجديدة، يجري التعبير عنها في إطلاق سياسات ومواقف تلتقي بشكل كامل مع سياسات أقصى اليمين في حكومة نتنياهو. وقد أثبتت سلسلة التصريحات، إن على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أو على لسان نتنياهو ووزرائه، أن سياسة الرهان على إستئناف العملية التفاوضية، وفق القواعد القديمة، التي إنقضى من عمرها ربع قرن، ما هي إلا إمعان في الرهان على الوهم، على حساب المصالح الوطنية لشعبنا.
كما أثبتت التجربة أن سياسة الإنتظار العقيمة، والتردد والإكتفاء بالتلويح بالمواقف والإنذارات، دون الإنتقال إلى الفعل، هي سياسة فاشلة، تلحق بقضيتنا المزيد من الكوارث، وتعيق عوامل الإستنهاض في صفوف شعبنا وقواه السياسية، وتبدد مواقف الدعم والتأييد من الدول الشقيقة والصديقة، في إستنكارها لسياسات تل أبيب وواشنطن، وفي تأييدها لحقوقنا الوطنية والقومية.
إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وهي تحيي العيد الــ 48 لإنطلاقتها المجيدة، تدعو إلى مغادرة هذه السياسة الإنتظارية الإنكفائية والمترددة فوراً، والإنتقال نحو سياسة عملية كفاحية، تستنهض القوى السياسية والشعبية، في الوطن والشتات، وتستعيد برنامج الإئتلاف الوطني الفلسطيني، برنامج العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة، برنامج المقاومة والإنتفاضة الشعبية الشاملة، برنامج الكفاح في الميدان ضد الإحتلال والإستيطان والحصار، برنامج تدويل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، تدعو الجبهة إلى:
1) طي ملف أوسلو والتحرر من قيوده المذلة، وسحب الإعتراف بإسرائيل، بعد ما أثبتت تجربة ربع قرن أن الإتفاق لم يعد على شعبنا سوى بالكوارث الوطنية، وشكل بالمقابل غطاء سياسياً لتوسيع الإستيطان وتهديم المشروع الوطني الفلسطيني.
2) وقف التنسيق والتعاون الأمني مع سلطات الإحتلال.
3) مقاطعة الإقتصاد الإسرائيلي، ولصالح بناء الإقتصاد الوطني الفلسطيني.
4) إستئناف المقاومة والإنتفاضة الشعبية، وتطويرها وحمايتها على طريق التحول إلى عصيان وطني شامل، فوق كل شبر من أرضنا المحتلة بعدوان حزيران 67
5) تدويل القضية والحقوق الوطنية والقومية الفلسطينية في مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، بالدعوة لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، في إطار مؤتمر دولي، تضمن نتائجه تطبيق الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، في الخلاص من الإحتلال والإستيطان، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، وضمان حق العودة للاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948، ومنح دولة فلسطين العضوية العاملة في الأمم المتحدة.
6) تفعيل الشكاوى في محكمة الجنايات الدولية، ضد المسؤولين الإسرائيليين، لإرتكابهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا وأرضه، ونزع الشرعية عن الإحتلال وعزل دولة إسرائيل بإعتبارها دولة مارقة تنتهك قرارات الشرعية الدولية وشرعة حقوق الإنسان.
إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهي تدعو لإستعادة البرنامج الوطني بصيغته النضالية والكفاحية، في الميدان وفي المحافل الدولية، تؤكد، في الوقت نفسه، أن إستعادة الوحدة الداخلية وإنهاء الإنقسام، وإزالة كل العوائق والعراقيل التي تعطل إسقاط مشروع أوسلو وإلتزاماته، تشكل شرطاً لازماً وأساسياً، الأمر الذي يستدعي:
1) دعوة اللجنة التحضيرية لإستكمال الأعمال اللازمة لإنعقاد مجلس وطني فلسطيني يحضره الجميع، يتشكل بالإنتخابات الديمقراطية والحرة والشفافة والنزيهة، بنظام التمثيل النسبي الكامل، وباللائحة النسبية المغلقة، يجري بمراجعة سياسية شاملة، تستعيد البرنامج الوطني الموحّد والموّحد، برنامج الجمع بين الكفاح والمقاومة في الميدان وفي المحافل الدولية، ويجري الإصلاحات الضرورية في مؤسسات م.ت.ف، بما في ذلك إنتخاب لجنة تنفيذية جديدة، تتولى هي إنتخاب رئيسها وأمين سرها، ويتولى المجلس أيضاً تعيين مجلس إدارة للصندوق القومي الفلسطيني، يكون أميناً على حسن تطبيق قرارات المجلس ذات الصلة.
2) إعادة هيكلة مؤسسات السلطة الفلسطينية لصالح سياسات بديلة، إجتماعية وإقتصادية وأمنية، توفر عناصر الصمود لشعبنا في مقاومته الشعبية للإحتلال والإستيطان.
3) تفعيل دوائر م.ت.ف، خاصة دائرة شؤون اللاجئين، بما يعزز قدرتهم على النضال ضد مشاريع التوطين والتهجير والإقصاء والتهميش، ولأجل العودة إلى الديار والممتلكات، والتمتع بالعيش الكريم.
إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهي تودع عاماً من عمرها النضالي وتستقبل عاماً جديداً، لتؤكد العزم على مواصلة المسيرة، رغم الصعاب والعراقيل، وبكل ما يتطلبه ذلك من بذل وعطاء وتضحيات، وهي في هذه المناسبة تتوجه إلى ذكرى شهدائنا الأبرار، وكل شهداء شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية وحركات التحرر في العالم، وإلى عائلاتهم وأسرهم بالتحية الصادقة وتجديد العهد بالوفاء لدمائهم جميعاً.
كما تتوجه بالتحية الحارة إلى المناضلين الصامدين في زنازين الأسر والإعتقال في إسرائيل، وإلى عائلاتهم وأسرهم، مؤكدة أن فجر الحرية آتٍ لاريب، ولابد من يوم يتحطم فيه القيد ويتهدم السجن ويرحل الغاصب المحتل.
كما تتوجه بالتحية إلى كل رفيق ورفيقة في صفوف الجبهة، حمل الراية، ودافع عن برنامجها الوطني وخاض فيه النضال، في أي موقع كان، على طريق العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
عاش العيد الـ 48 للإنطلاقة المجيدة للجبهة.
عاشت م.ت.ف.
عاشت فلسطين.
المجد للشهداء. والشفاء للجرحى. والخلود للوطن.
المكتب السياسي
22/2/2017

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف