التقرير السنوي الذي اصدرته منظمة العفو الدولية وجرى نشره امس جاء صادما ومرعبا في الوقت نفسه، لانها اتهمت مجموعة من الزعماء في العالم مثل دونالد ترامب في امريكا، ورجب طيب اردوغان في تركيا، وفيكتور اوريان في المجر، ورودريغو دوتيرتي في الفلبين، بنشر خطاب الكراهية، وشيطنة الآخر، واتباع سياسات تقوم على اساس تقسيم البشر الى فئات عليا واخرى سفلى، وفي معظم الحالات يكون المهاجرون والمسلمون في صدارة الفئة الثانية، وهم الهدف والضحية في الوقت نفسه.
من المؤسف ان التقرير لم يتضمن بنيامين نتنياهو الذي يتزعم اكثر الحكومات عنصرية وانتهاكا لحقوق الانسان في العالم، ولكنه يظل، اي التقرير، صرخة تحذير مما يمكن ان يلحق بالعالم، وملياراته من البشر من اضطرابات وحروب واعمال قتل وتشريد.
ان يتصدر ترامب، الرئيس الامريكي الجديد، قائمة نشر الكراهية، وشيطنة الآخر المسلم، فهذا امر متوقع، فالرجل، ومنذ وصوله الى البيت الابيض قبل اربعة اسابيع، اثار حالة من الرعب والقلق، ليس في العالم وانما في الولايات المتحدة ايضا، بسبب سيطرة المحافظين الجدد على حكومته ومفاصلها الرئيسية، وتسخيرها في خدمة اسرائيل وحروبها المقبلة.
ترامب الذي تعكف ادارته على وضع قانون جديد للهجرة يستثني المسلمين كليا من دخول امريكا، وربما الاقامة فيها، اعلن اليوم عن بدء ترحيل الملايين الذي لا يملكون اقامة شرعية، مثلما اعلن اوريان، رئيس المجر، انه لن يسمح بدخول لاجئين مسلمين الى بلاده مرحبا في الوقت نفسه بقدوم المسيحيين، وهو توجه عنصري غير مسبوق في اوروبا منذ هزيمة النازية.
هذه التوجهات نحو تصعيد الكراهية وشيطنة الآخر، ويتزعمها المحافظون الجدد الذي اصبح نتنياهو زعيمهم ومنظرهم، ستؤدي الى انفجار ثورات مضادة في بلدانهم والعالم بأسره، واذرعة هذه الثورات بدأت تتجمع في الولايات المتحدة، وتنبيء باحتمالات اندلاع حرب اهلية، اذا ما استمر ترامب في الحكم واكمل ولايته الرئاسية.
خطاب الكراهية، وشيطنة الآخر، لاسباب دينية او مذهبية او عرقية، غالبا ما يقود الى تفجير الحروب والغزوات، وخلق حالة من عدم الاستقرار في العالم بأسره، ولنا في الخطاب النازي، او الفاشي المماثل، خير مثال، ولا نريد هنا ان نقارن بين دونالد ترامب وادولف هتلر، لان هذه القارنة ربما لا تكون في محلها، ولكن هناك بعض القواسم المشتركة بين الاثنين، حيث يكره الاول المسلمين، ويحرض الثاني ضد اليهود، واذا كان اليهود نجحوا في الدفاع عن انفسهم، ومحاسبة كل من اساء اليهم، والحصول على تعويضات ضخمة، واشهار سيف “اللاسامية”، فإن المسلمين، ونقولها بكل مرارة والم، لا بواكي لهم.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف