وكالات: وصل إلى تل أبيب، يوم الاثنين مستشار الرئيس الأميركي ومبعوثه لعملية السلام، جيسون غرينبلات، في جولة أولية وصفها بأنها "تستهدف جس نبض الأطراف وفحص مدى استعدادهم لاستئناف عملية السلام".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، في الموجز الصحفي للوزارة من واشنطن، "إنه (غرينبلات) متوجه إلى إسرائيل والضفة الغربية حتى الأسبوع القادم، حيث سيلتقي بكل من الإسرائيليين والفلسطينيين وكبار المسؤولين".

وأضاف أنه "سيكون هناك لخوض العديد من جلسات الاستماع وبحث رؤى القيادات في المنطقة والاطلاع على توقعاتهم في ظل الوضع الحالي وكيف يمكن تحقيق التقدم مستقبلاً من أجل صنع سلامٍ نهائي".

وطبقاً لصحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية، فإن المبعوث الأمريكي سيلتقي إضافة إلى نتنياهو وعباس، الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين، والقائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي ياكوف نيجل، ومنسق النشاطات الحكومية في المناطق الفلسطينية اللواء يواف مردخاي.
وقال مسؤولون اسرائيليون كبار، إن غرينبلات بدأ دراسة مواقف الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لكنه يريد التعمق أكثر، والتداول في إمكانيات مساهمة كل طرف في دفع عملية السلام بشكل أكبر مما حصل حتى الآن. وإنه يبدي تلهفاً لكسر الجمود السياسي الذي يسود في السنوات الأخيرة.
وقال مصدر في الوفد الأميركي، إن غرينبلات سيناقش مع الطرف الإسرائيلي، تفاهمات بشأن البناء في المستوطنات، وسيناقش مع الفلسطينيين مسألة التحريض على العنف.
وقد التقى غرينبلات الاثنين، الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، وبنيامين نتنياهو. واستهل يومه بلقاء مطول مع سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، رون دريمر، المسؤول من قبل نتنياهو عن صياغة التفاهمات مع الإدارة الأميركية حول البناء في المستوطنات.
وقال مكتب بنيامين نتنياهو، إن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط اجتمع مع نتنياهو يوم الاثنين في إطار محاولات الإدارة الأمريكية الجديدة الرامية لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين.
وذكر بيان أصدره مكتب نتنياهو إن جيسون جرينبلات "أكد مجددا التزام الرئيس ترامب بأمن إسرائيل، وبجهود مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق سلام دائم من خلال المفاوضات المباشرة."
وقال البيان إن نتنياهو وجرينبلات ناقشا خلال المحادثات التي استمرت لأكثر من خمس ساعات بناء المستوطنات الإسرائيلية "على أمل التوصل إلى صيغة تهدف إلى تعزيز السلام والأمن".
وسينتقل غرينبلات،إلى رام الله للاجتماع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين فلسطينيين آخرين. فيما سيلتقي يوم الخميس، رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ وعدداً من الشخصيات السياسية والعسكرية السابقة والفاعلة.
ورافق غرينبلات ياعيل لامبرات، التي تولت، خلال فترة الرئيس السابق، باراك أوباما، المسؤولية عن ملف إسرائيل في مجلس الأمن القومي في الإدارة الأميركية، والتي تواصل شغل هذا المنصب في إدارة ترامب.
وفي رام الله، قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"الشرق الأوسط"، إن السلطة الفلسطينية مستعدة للعودة إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بشروط عدة، أولها وقف الاستيطان، ومن ثم إطلاق سراح دفعة من الأسرى القدامى كان متفقاً بشأنها سابقاً، وأن تبدأ المفاوضات هذه المرة، بقضية ترسيم حدود 67 بعد تعهد إسرائيلي وأميركي بحق الفلسطينيين في دولة ضمن هذه الحدود، وأن يجري تحديد سقف زمني لإنهاء المفاوضات.
وبحسب المصادر، فإن هذا هو جوهر ما سيطرحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس على مبعوث الرئيس الأميركي جيْسون غرينبلات اليوم، في رام الله، ولاحقاً على الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، كتصور فلسطيني لاستئناف عملية السلام.
وقالت المصادر: "ما زال هناك رأيان لدى القيادة، أنه يمكن العودة للمفاوضات برعاية أميركية إذا تحققت هذه الشروط، وهو رأي تدعمه دول عربية، ورأي آخر، أنه لا يمكن العودة إلا وفق آلية دولية".
وأضافت المصادر: "الاتجاه هو لقبول عرض أميركي متوافق مع هذه الشروط".
ويأتي لقاء غرينبلات بعباس، بعد أيام من الاتصال الذي أجراه ترامب معه، في بادرة استقبلت في رام الله باهتمام شديد.
وقالت المصادر، إن ترامب أبلغ عباس أن عليه إعطاء إدارته الجديدة فرصة للوصول إلى تصور عملي.
ومن بين الخطط التي تفكر فيها واشنطن، عقد اجتماع ثلاثي بين ترامب وعباس ونتنياهو أو عقد اجتماع إقليمي بحضور قادة عرب.
وقالت المصادر إن السلام الإقليمي ما زال مطروحاً بقوة، لكن شيئاً لم يحسم بعد.
ويُتوقع أن يتم تحديد موعد زيارة عباس لواشنطن للقاء الرئيس الأميركي، بعد لقائه غرينبلات.
وينسق عباس خطواته مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، الذي كان له دور مباشر في إحياء خطط واشنطن من أجل إطلاق عملية سلام سريعة.
وقالت المصادر، إن التنسيق بين عباس وعبد الله سبق لقاء العاهل الأردني بترمب في البيت الأبيض وتواصل، بعد ذلك، وتكثف قبل وبعد اتصال ترمب بعباس.
ورأت السلطة الفلسطينية باتصال ترمب بعباس تعزيزاً لشرعيته، وتفويت فرصة على إسرائيل التي لا تعتبره شريكاً في السلام.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف