بصفاقته المعهودة، يستمر كيان الاحتلال الإسرائيلي في تحديه الشرعية الدولية وازدرائه قراراتها بوقاحة لم يعد فيها بحاجة لإيجاد ذرائع ومسوغات للتمويه على ممارساته العنصرية وانتهاكاته القرارات الدولية، فكيف الحال مع حصوله على دفع قوي من الولايات المتحدة للمضي في نهجه العدواني الذي يخرق بممارساته اليومية جميع المواثيق والقوانين الدولية وينتهك الحقوق الفلسطينية والقواعد الأخلاقية والإنسانية.
ففي جديد الانتهاكات الإسرائيلية، قررت سلطات الاحتلال إنشاء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية بالتزامن مع تصديق «الكنيست» على «قانون» التخطيط والبناء «كمينتس» الهادف إلى تسريع هدم بيوت الفلسطينيين الذين أجبرهم تضييق سلطات الاحتلال على توسيع المخططات التنظيمية للقرى والمدن من تشييدها خارج المخططات في ظل عدم توافر أحياء سكنية لهم مع ازدياد أعدادهم، بينما أعطت في المقابل الضوء الأخضر لبناء أكثر من ستة آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية منذ مطلع العام الجاري.
إن مضي كيان الاحتلال الإسرائيلي بتحديه الشرعية الدولية وسط امتعاض دولي من ممارساته العدوانية، من دون أي تحرك جاد لوقف تماديه المتكرر دفعه إلى مزيد من الانتهاكات وآخرها وليس آخرها قرار إنشاء مستوطنات جديدة في وقت لم يمض فيه ثلاثة أشهر على قرار دولي يدين الاستيطان في الأراضي الفلسطينية ويدعو لوقف الأعمال الاستيطانية.
«إسرائيل» لم تلتزم بأي قرار دولي، وانتهاكها الآن القرار 2334 الذي تبناه مجلس الأمن نهاية كانون الأول الماضي يؤكد من جديد حقيقة «إسرائيل» الخارجة على الشرعية الدولية، فإذا كانت الوقاحة الإسرائيلية بلغت حداً لا يطاق، فهل الامتعاض والقلق الدولي تجاه ممارساتها سيردعانها؟ أم إن ما يلوح في الأفق من بوادر يمهد الطريق أمام ردع «إسرائيل»؟.
قرار «إسرائيل» الجديد هذا جاء تزامناً مع ذكرى إحياء يوم الأرض، ومع انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية، فهل يكون لذلك أثر واضح في ردع «إسرائيل»، ولاسيما أن عضوية فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية تتيح لها ملاحقة المتورطين في ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية؟ ومن بين تلك الجرائم المشروع الاستيطاني الذي يعد في القانون الدولي جريمة حرب.
فإذا كان من حق الفلسطينيين الدفاع عن حقوقهم بالوسائل المشروعة ضد «إسرائيل» التي أدارت ظهرها للمطالبات الفلسطينية بتجميد الاستيطان، فإن الانتفاضة والتحرك المقاوم هما الأسلوب الأنجع في ردع الاحتلال ، فهل أصبح الوقت قريباً؟.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف