كانت أراضي عين الساكوت في الأغوار الشمالية، أمس، هدفا جديدا لمجموعة من المستوطنين المتطرفين الذين شرعوا بإقامة بؤرة استيطانية جديدة عليها لتضاف إلى عدد من البؤر التي أقاموها في مناطق متفرقة من الأغوار.
وقال معتز بشارات مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس والأغوار الشمالية: إن عددا من المستوطنين المتطرفين نصبوا في ساعات الصباح الباكر، الخيام وأحضروا مجموعة من الأبقار إلى عين الساكوت، وقاموا بطرد المواطنين الفلسطينيين من المنطقه والاستيلاء عليها، وذلك بحماية من جيش وشرطة الاحتلال وما يسمى بالارتباط الإسرائيلي المتواجدين في المكان.
وأكد بشارات أن صدامات وقعت بين المواطنين والمحتلين إلى جانب المستوطنين، في أعقاب قيام الأخيرين بنصب خيام لهم إيذانا بإقامة بؤرة استيطانية جديدة.
وأشار، إلى أن أهالي عين الساكوت، تمكنوا العام الماضي من استرجاع جزء من أراضيهم المصادرة من قبل الاحتلال، بعد معركة قانونية خاضوها في محاكم الاحتلال امتدت لنحو ثلاثة أعوام، في انتصار حققوه ونجحوا من خلاله استعادة تلك الأراضي التي كانت مصنفة على أنها مناطق عسكرية مغلقة، موضحا أن مساحة الأراضي المسترجعة بلغت نحو 3500 دونم من أصل عشرة آلاف دونم.
وبين بشارات، أن خربة عين الساكوت تعتبر واحدة من بين 32 خربة تقع على امتداد نهر الاردن وكانت تقطنها عائلات فلسطينية قبل عام 1967 وتتبع لمحافظة طوباس في الأغوار الشمالية، فيما أغلق الاحتلال عين الساكوت على الحدود الشمالية الشرقية للضفة الغربية وما يحيط بها من أراض زراعية بوجه أصحابها منذ سنوات الاحتلال الأولى.
وأشار، إلى أن فرصة سنحت للعديد من أبناء الساكوت لدخولها، بعد أن تمت إزالة الأسلاك الشائكة من قبل جيش الاحتلال، وتحويل مساحات منها لصالح المستوطنين لزراعتها، فوجد الأهالي في هذا الإجراء فرصة للعودة إلى الأصل، وممارسة حياتهم في الساكوت من جديد.
وأوضح، أن عين الساكوت، كانت عامرة بأهلها، وكانت تضم عشرات البيوت المشيدة من اللبن والطين، وعمد الاحتلال إلى إفراغها من سكانها، وطردهم قبل أن يقوم بإغلاق القرية وأراضيها بوجه المواطنين، في وقت عاشت فيه هذه القرية وفرة الخير قبيل الاحتلال، خاصة وفرة المياه وخصوبة الأرض، ما جعلها من أكثر قرى وعزب المنطقة جذبا للسكان بحثا عن العمل.
وتعتبر الساكوت، من أغنى المناطق بالمياه الجوفية، فإلى جانب عين الساكوت حفر الأهالي بئر مياه سطحية، تضخ 120 مترا مكعبا من المياه في الساعة، كما كان الأهالي يستفيدون من مياه نهر الأردن الذي يمر من أراضي القرية، ما جعلها من أكثر المناطق جذبا للمزارعين.
وبحسب أهالي القرية، فإن الاحتلال كان يغض الطرف عن قيام المستوطنين بزراعة مساحات من هذه الأراضي المغلقة، فيما كان الأهالي عاجزين عن فعل شيء، لكن منذ أكثر عامين أزال الاحتلال الأسلاك الشائكة، وفتح المنطقة أمام المستوطنين، وتوسع المستوطنون في زراعتهم على حساب أراضي المواطنين، الأمر دفع بمحافظة طوباس بالتنسيق مع الفعاليات وأصحاب الأراضي لإعلان حملة لاستعادة هذه الأراضي وزراعتها، وكل أملهم استعادة أراضيهم المسلوبة، بما فيها عين الساكوت، وهو النبع الذي كان يروي أراضي الأغوار، والشاهد على قرية صغيرة حملت الاسم ذاته، وأصبحت أثرا بعد عين.
وقال أحمد محاسنة مسؤول وحدة الإعلام والعلاقات العامة في محافظة طوباس والأغوار الشمالية إن أهالي طوباس سكنوا المنطقة الممتدة على نحو ستة آلاف دونم قبل النكسة، وما زالت آثار مساكنهم وآبارهم ومسجدهم ومقبرتهم ومزارعهم التي كانت تصدر خضرواتها إلى عمان وبيروت شاهدة على الحكاية.
وأضاف: "استهدف أهالي الساكوت بعد العام 1967، بحجة عبور فدائيين كثر للمنطقة، واستطعنا العام الماضي بجهود قانونية استرداد مساحات منها".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف