من أثينا إلى فيينا وكوبنهاغن وأمستردام وروما وبرلين، إحتشد المئات من أبناء الجاليات الفلسطينية والنشطاء العرب والأجانب في تلك المدن، تضامناً من الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال في يومهم السابع على التوالي لاستعادة "الحرية والكرامة".
ورغم الجو البارد وهطول الثلوج في بعض المدن الأوروبية، رفع الفلسطينيون من كافة الفصائل والانتماءات، الأعلام الفلسطينية وصوراً تعبّر عن معاناة الأسرى ولافتات تطالب بالحرية لهم، كما وزّعوا بيانات تشرح معاناتهم.
وفي كلماتٍ حملت همّ الأسرى في تلك المدن الأوروبية، ندّد المعتصمون بالإهمال الطبيّ للأسرى المرضى، داعين إلى إغلاق ما يسمى "مستشفى سجن الرملة" لعدم صلاحيته في تأمين العلاج، وإطلاق سراح الأسرى المرضى من ذوي الإعاقة والأمراض الصعبة.
وذكر عدد من النشطاء الحقوقيين الأجانب أنّ سلطات الاحتلال تمنع عن الأسرى الفلسطينيين حقوقاً أساسية يكفلها القانون الدولي، ومن ذلك حرمان الأطفال الأسرى من التواصل مع أهاليهم ومحاميهم ووضعهم في الحبس الانفرادي. مؤكّدين أنّ تقارير صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" تحدثت عن تعذيب إسرائيل لهؤلاء الأطفال على نطاق واسع وبشكل ممنهج.
ودعا المشاركون في الاعتصامات الحكومات الأوروبية مطالبة "إسرائيل" بإيقاف الانتهاكات والتعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين، وتمكينهم من حقهم الطبيعي بالغذاء والرعاية الصحية.
نجاحات وأصداء إعلامية..
وفي برلين وجد إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام صدىً لافتاً وغير مسبوق في تقارير الإعلام الألماني، وأبرزت وسائل الإعلام الألمانية شبه الرسمية والخاصة خبر هذا الإضراب وخلفياته، وجوانب من معاناة الأسرى الفلسطينيين.
أمّا في لندن، فقد نجحت الجالية الفلسطينية في بريطانيا في تأمين قاعة جديدة وعرض فيلم وثائقي يشرح معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وذلك بعد أن رضخت القاعة التي كان مقرراً سلفاً أن تُقام فيها الفعالية لضغوط اللوبي الصهيوني وألغت الحجز الذي كان مقررا لهذه الغاية.
وأبدت الجالية الفلسطينية في بريطانيا تصميماً وإصراراً كبيرين لعرض الفيلم الوثائقي "مراون" يوم أمس الأحد 23 نيسان (أبريل)، وذلك على الرغم من أنهم فوجئوا برضوخ إدارة القاعة المستأجرة لهذه الغاية لضغوط من اللوبي الصهيوني في بريطانيا، حيث أبلغتهم بإلغاء الحجز واعتذرت عن استضافة الفعالية.
وأعقب عرض الفيلم ندوة حول معاناة الأسرى الفلسطينيين حيث ألقى المحامي الفلسطيني جواد بولس، رسالةً من الأسير مروان البرغوثي على مسامع الحضور، لتحدث صدىً واسعا في الإعلام البريطاني، إضافةً إلى حضور عدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية.
إضراب "الحرية والكرامة"
في سجون الاحتلال يخوض أكثر من 1300 أسير فلسطيني الإضراب الجماعيّ، ضد سياسة الإهمال، والانتهاك، والاعتقال الإداري، والمحاكمات العشوائية، ومنع استقبال العوائل والأهل.
وتعود أهمية الإضراب، إلى أنّ الأسير مروان البرغوثي (59 عاماً) هو الذي يقود هذا الاضراب، علماً أنّ البرغوثي يمضي خمسة مؤبدات، مرّ منها حتى اليوم 15 عاماً.
وأحدث الإضراب إستنفاراً سياسياً وإعلامياً لم تشهده إسرائيل من قبل.. من وزير يدعو إلى قتل الأسرى إلى آخر يدعو إلى الإقتداء برئيسة الحكومة البريطانية السابقة مارغريت تاتشر في تعاملها مع الإضراب الشهير لمناضلي الجيش الجمهوري الإيرلندي حين رفضت التفاوض معهم، ما أدى إلى وفاة عشرة منهم كان أبرزهم المناضل الشهير بوبي ساندز.
يشار إلى أنّ أكثر من 6500 أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال موزعين على 22 سجناً، ومن بين المعتقلين 62 أسيرة، بينهن 14 فتاة قاصرا، ونحو 300 طفل.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف