«نحن متحمسون للعمل معكم»، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لرؤساء الشركات الكبرى في الصين في لقائه بهم اثناء زيارته الى هناك الشهر الماضي. وكان لنتنياهو هذا الاسبوع فرصة ليثبت كم نحن متحمسون. يوم الاحد استسلمت الحكومة بشكل رسمي للشرط الذي طرحته الصين للتوقيع على اتفاق يتعلق بتجنيد عمال صينيين للتشغيل في اسرائيل. ويقضي الشرط أن يعمل عمال البناء الصينيون في اسرائيل والا يشغلوا في المستوطنات في الضفة الغربية او في شرقي القدس. وباقرار الحكومة للاتفاق تكون اعطت موافقتها عمليا على المقاطعة على المستوطنات. تجري المفاوضات بين اسرائيل والصين منذ نحو سنتين، في ضوء إصرار الصين على الا يشغل العمال في المستوطنات وبسبب عدم رغبة الحكومة في التوقيع على اتفاق تساهم فيه بشكل صريح في المقاطعة على المستوطنات. وبعد سنتين من الجهود لتجاوز المشكلة تمكنت وزارة الخارجية من ايجاد صيغة ذكية تسمح بالموافقة على المقاطعة دون الاشارة الى ذلك صراحة. «يتفق الطرفان على أن يعمل العمال الصينيون المجندون في اطار الاتفاق في المناطق المحددة التي يتفق عليها الطرفان بين الحين والآخر». ويرفق الاتفاق بملحق فيه قائمة البلدات المتفق عليها بين الطرفين – حيث لا تظهر فيها اي بلدة خلف الخط الاخضر. في كانون الثاني، شرح الناطق بلسان وزارة الخارجية الصينية فقال: «نحن نعارض بناء المستوطنات اليهودية في المناطق الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية، بما في ذلك في شرقي القدس. وقرار مجلس الامن 2334 الذي تم اتخاذه مؤخرا يحدد قواعد واضحة في هذا الشأن». ان الاستسلام الهادئ وغير المعلن من اسرائيل للشرط الذي طرحته الصين هو درس مهم: عندما يصر اصدقاؤنا في العالم على مطابقة الافعال بالتصريحات، فان اسرائيل تكيف نفسها مع واجب الواقع. وبالفعل، وكما هو متوقع، هاجم مجلس «يشع» للمستوطنين الاتفاق، ولكن الوزراء صوتوا الى جانبه. «أنا أقود علاقات اسرائيل الخارجية نحو ازدهار سياسي غير مسبوق – انطلاقا من سياسة وطنية فخورة وحازمة وليس انطلاقا من طأطئة الرأس والانبطاح»، كتب امس نتنياهو في صفحته على الفيس بوك، في تناوله لرفضه اللقاء بوزير الخارجية الالماني، زيجمر جبريئيل. من غير المستبعد أن تكون العضلات التي استعرضها تجاه الوزير الالماني استهدفت صرف الانتباه عن استسلام اسرائيل للمقاطعة الصينية. في السنوات الاخيرة درج نتنياهو على التبجح بالعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية الجديدة التي تعقدها اسرائيل في الشرق الاوسط، ويلمح بأنهم هناك ليسوا معنيين بالاحتلال مثلما في اوروبا. وقبل شهر قبل فقط أعلن في الصين: «اعتقد أن هذا تزاوج من السماء». اذا نجحت الصين في ما فشلت اوروبا والولايات المتحدة فيه، وساعدت اسرائيل في ايجاد الدافع الاقتصادي في وداع المناطق ووضع حد للاحتلال – فسيتبين ان نتنياهو محق، وبالفعل فان هذه صداقة حقيقية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف