اعتادت حكومات الاحتلال الإسرائيلي لا سيما حكومة بنيامين نتنياهو الحالية على استباق أي لقاءات رسمية مع الإدارة الأمريكية، باتخاذ المزيد من الخطوات الاستيطاينة مثل: المصادقة على أرقام كبيرة من الأبنية الاستيطانية ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وغيرها.

وعلى غير العادة، وقبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، أرجأ الكنيست الإسرائيلي جلسة ما تسمى "لجنة التخطيط العليا" التابعة لما تسمى "الإدارة المدنية"، والتي كان يفترض أن تعقد الأسبوع الماضي للمصادقة على مخططات بناء في المستوطنات، وذلك بناءً على طلب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.

فما الذي تغير هذه المرة، هو ما تناقشه "فلسطين" عبر التقرير التالي:

وأكد الكاتب والمحلل السياسي خالد عمايرة، أن ما قامت به حكومة نتنياهو من تأجيل لجلسة المصادقة على أبنية استيطانية جديدة، "لا يعدو كونه مناورة للتحايل على إدارة ترامب".

وقال عمايرة لصحيفة "فلسطين": "نتنياهو يحاول عدم استفزاز إدارة ترامب حتى لا تفرض عليه ما لا يتوقعه وإن كانت تبدي دعمها له"، في إشارة منه إلى سياسات ترامب غير المتوقعة والتي من الوارد أن "تخرج عن النص بعض الشيء".

وتابع: "ترى حكومة نتنياهو أنه من غير الحكمة عقد جلسة كهذه قُبيل زيارة ترامب، لزيادة أعداد المواقع الاستيطانية والتي هي عبارة عن مدن استيطانية كاملة بكل ما فيها من مكونات ومقومات على الأرض".

وفي معرض رده على سؤال "فلسطين" هل تتوقع أن يتم الإعلان عن استئناف المفاوضات كما تناقلت بعض وسائل الإعلام، قال: "هذا وارد، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستكون هذه المفاوضات قادرة على تذليل العقبات والوصول إلى حل؟".

وتوقع أنه في حال تم الضغط على حكومة نتنياهو للموافقة على الخطوط العريضة التي اتفقت عليها السلطة الفلسطينية مع رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، أن يقوم نتنياهو بحل الحكومة والكنيست والدعوة لانتخابات جديدة.

ودعا عمايرة إلى عدم التعويل على زيارة ترامب ولا حتى على احتمال استئناف المفاوضات، مشيراً إلى أن الفلسطينيين جربوا إدارات أمريكية عدة وراهنوا على الكثيرين ولكنهم خرجوا "صفر اليدين" بل إن الاحتلال ضاعف أعداد المستوطنات والمستوطنين مما جعل خيار قيام الدولة الفلسطينية مستحيلاً.

وأردف قائلاً: "ما جنيناه هو أن حكومة الاحتلال استكملت تهويد القدس وصادرت المزيد من الأراضي الفلسطينية، وحرمت الفلسطينيين من حلمهم في إقامة دولة خاصة بهم"، مشددا على أن ما تم بناؤه من مستوطنات يستحيل أن يتم تفكيكها وإعادة المستوطنين إلى داخل الأراضي المحتلة.

واستبعد عمايرة أن تقوم إدارة ترامب بدعم الاستيطان وإن كان هو شخصيا فعل ذلك من قبل عندما قدم مبلغ 10 ملايين دولار لخدمة الاستيطان بالضفة المحتلة، ملفتاً إلى أن ترامب أصبح يعي أنه لن يستطيع تنفيذ جميع الوعود التي قطعها على نفسه للاحتلال الإسرائيلي.

في حين رأى المختص بالشؤون الإسرائيلية عامر خليل، أن ما قامت به حكومة نتنياهو يشكل خطوة استباقية قبل زيارة دونالد ترامب، مشيرا إلى وجود تخوفات داخل مكتب نتنياهو من وجود موقف سلبي لدى ترامب من رئيس حكومة الاحتلال.

وقال خليل لصحيفة "فلسطين": "إن الموقف الأمريكي من الاستيطان واضح وقد أعلنه ترامب من قبل أنه سيكون أفضل مما كان عليه في عهد الإدارة الأمريكية السابقة"، مفسرا طلب نتنياهو تأجيل المصادقة على مزيد من الأبنية الاستيطانية بأنها محاولة من نتنياهو ل"خطب ود ترامب".

وبين أن حكومة نتنياهو قد تكون انتهجت مسارا مختلفا عما درجت عليه في السابق خشية أن تسود علاقة متوترة بين نتنياهو والإدارة الأمريكية الجديدة كما كان بين الطرفين في عهد باراك أوباما.

وأضاف:" مواقف ترامب الداعمة للاحتلال هي مسعى نتنياهو والذي يريد أن يحافظ على هذه العلاقة دون أي خدش"، منبهاً إلى أن الموضوع أكبر من مجرد استيطان خاصة وأن جميع الإدارات الأمريكية تدعم حكومة الاحتلال من حيث المبدأ وإن اختلفت درجات هذا الدعم من إدارة لأخرى.

ويرى المختص بالشؤون الإسرائيلية، أن الاحتلال لن يوقف البناء الاستيطاني وإنما سيقوم بالبناء ولكن على فترات متباعدة، وفق مخططات حكومة نتنياهو التي تستعد لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة والمصادرة ولكن بهدوء ودون أن تثير جدلا.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف