كشفت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" أمس النقاب عن الوجه الحقيقي للحكومة اليمينية، التي قامت باستثناء المنظمة اليمينية المتطرفة «إم ترتسو» من قانون الجمعيات الحقوقية في إسرائيل وإرغامها على كشف مصادرها. وقالت الصحيفة أمس: إن المنظمة اليمينية المتطرفة «إم ترتسو» بقيت كما يبدو خارج هذا القانون أو رأت نفسها خارجه، إذ تلقت ملايين الشواقل كتبرع من مؤسسات أميركية لها علاقات وطيدة مع رئيس الحكومة من دون أن تصرح عن تلقيها هذه المبالغ. وأظهرت الصحيفة أن دفاتر المنظمة اليمينية للعام 2015 بيّنت أن مبلغ التبرعات الذي تلقته المنظمة تضاعف من نحو 500 ألف دولار إلى نحو مليونيْن. وشددت على أنه خلافاً للقانون، إن سجلات المنظمة لم تشر إلى أصحاب المؤسسات التي تبرعت بالمبالغ على رغم أن القانون يلزمها بذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن من يقفون على رأس هذه المؤسسات هم أميركيون قريبون من نتانياهو، وأن القانون الأميركي يجيز لهم تحويل مبالغ مالية كتبرعات من دون كشف مصدرها. وتابعت الصحيفة أنه بعد فحص هوية مسؤولي المؤسسات الداعمة تبين أن رئيس إحداها يدعى فينسينت هاريس وعمل مستشاراً لنتنياهو في الانتخابات العامة الأخيرة في إسرائيل قبل عامين، فيما تقف وراء مؤسسة ثانية شخصيات محسوبة على الحزب الجمهوري الأميركي وقريبة من نتانياهو خاضت حملة شرسة ضد الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما، خصوصاً إبان تردي العلاقات بينه وبين نتانياهو. ويأتي هذا الكشف غداة تحقيق الشرطة مع الناطق بلسان منظمة «يكسرون الصمت» دين يسسخاروف التي توثق ممارسات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بحجة الاعتداء على فلسطيني أثناء خدمته العسكرية الإلزامية قبل سنوات، بناء على نشر شريط فيديو يتحدث فيه يسسخاروف مع نظرائه من الضباط أثناء خدمته العسكرية أنه ضرب فلسطينياً رداً على رشقه حجارة على الجنود. واعتبر المستشار القضائي للمنظمة التي تتعرض في العام الأخير إلى أعنف هجوم من نتنياهو ووزرائه وقادة هيئة أركان الجيش بداعي تشويه سمعة الجيش في الخارج، أن التحقيق ليس سوى ملاحقة سياسية تقودها وزيرة القضاء أييلت شاكيد (البيت اليهودي) التي توجهت الى الشرطة بطلب التحقيق مع يسسخاروف. وأكد المستشار أن يسسخاروف قرر في حينه الانضمام الى المنظمة «ليكشف انعدام أخلاقية الاحتلال، وليؤكد أن السيطرة العسكرية على ملايين البشر لا يمكن أن تتحقق من دون اللجوء إلى ممارسة القوة والعنف والدوس على حقوق الإنسان». ودعت المنظمة في بيان أصدرته الشرطة إلى التحقيق مع مئات المقاتلين الذين انضموا إلى "يكسرون الصمت" بعد خدمتهم في جيش الاحتلال، و "كشفوا وجوههم كي يحكوا لها ماذا فعلنا يومياً في المناطق المحتلة والعنف اليومي الذي يتعرض اليه الفلسطينيون". وأضافت أن كل محاولات الحكومة في الفترة الأخيرة لإخراس المنظمة باءت بالفشل، والتحقيق مع أفراد المنظمة لن يثنيهم عن مواصلة رسالتهم، وهناك طريق واحدة فقط لإخراسنا: إنهاء الاحتلال.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف