وقعت إسرائيل والسلطة الفلسطينية، الخميس، اتفاقية مياه بموجبها تتعهد الحكومة الإسرائيلية بتزويد الفلسطينيين بملايين الأمتار المكعبة من المياه سنويا، بحسب ما أعلن المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات، في الوقت الذي تسعى واشنطن لتعزيز الثقة لإطلاق مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين.
وحضر مراسيم التوقيع التي أقيمت بالقدس المحتلة، كل من وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي ورئيس سلطة المياه الفلسطيني مازن غنيم، والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط.
ويعاني الفلسطينيون من نقص في المياه مؤكدين أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتوزيع غير متساو للموارد المائية.
ويأتي الاتفاق في مشروع قناة تربط البحر الاحمر بالبحر الميت عبر أنابيب في الأردن.
ويسعى المشروع أيضا إلى مكافحة جفاف البحر الميت الذي يتخوف خبراء من احتمال جفاف مياهه بحلول عام 2050.
ووقع ممثلون عن الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية في عام 2013، مذكرة تفاهم حول مشروع المياه تضمنت خططا لبناء محطة تحلية مياه في البحر الأحمر.
وأعلن عن حصة الجانب الفلسطيني من المرحلة الأولى من مشروع التعاون الإقليمي لقناة البحرين (البحر الأحمر– البحر الميت)، والتي كانت مقدرة بـ20-30 مليون متر مكعب سنويا، من خلال نظام التحلية الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت سلطة المياه الفلسطينية في بيان صحفي، أن التوافق يأتي تمهيدا لتوقيع الاتفاقية، كما ورد في مذكرة التفاهم الموقعة في واشنطن بتاريخ 9 كانون الأول 2013، بين الأطراف الثلاثة المستفيدة (فلسطين، والأردن، وإسرائيل).
وأشاد المبعوث الأميركي غرينبلات، بما وصفها 'خطوة هامة إلى الأمام' في إطار اتفاقية مياه إقليمية، ستقوم إسرائيل بموجبها بتزويد الفلسطينيين سنويا بأكثر من 32 مليون متر مكعب من المياه.
وقال غرينبلات في حفل توقيع الاتفاقية في القدس 'المياه سلعة ثمينة في الشرق الأوسط. ترحب الولايات المتحدة بالاتفاق الذي توصلت اليه السلطة الفلسطينية وحكومة إسرائيل الذي سيسمح ببيع نحو 33 مليون متر مكعب من المياه من إسرائيل الى السلطة الفلسطينية'.
ويأتي الاتفاق في إطار مشروع مائي كبير يتعلق بالبحر الأحمر والبحر الميت الذي من المتوقع ان يستغرق خمس سنوات، لكن الوزير الإسرائيلي، قال إنه من المحتمل أن يبدأ الفلسطينيون بالحصول على المياه قبل إتمام المشروع.
وقال هنغبي إن الاتفاق الشامل هو 'الأكثر طموحا' في تاريخ المنطقة، مشيرا أنه 'سيقوم بتوفير كميات كبيرة من المياه للأردن وإسرائيل والفلسطينيين'.
ويأتي الاتفاق بعد أن ساعد غرينبلات الجانبين في التوصل إلى اتفاق حول الأسعار والكميات ومواقع نقاط الوصل.
ومن المفترض أن يؤدي الاتفاق إلى التخفيف من أزمة شح المياه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة، حيث أصبحت 95% من المياه هناك غير صالحة للشرب.
فلسطينيا، قال رئيس سلطة المياه مازن غنيم: 'بعد نقاشات طويلة استمرت لأكثر من عام ونصف مع الجانب الإسرائيلي، توصلنا إلى توافق مبدئي يقوم على الحصة الفلسطينية بما مجموعه 32 مليون متر مكعب سنويا من المياه (22 للضفة و10 لغزة)، وبأسعار 3.3 شيكل للمتر المكعب في الضفة الغربية، و3.2 شيكل للمتر المكعب في قطاع غزة، وهذا الأمر من شأنه أن يخفف العطش الذي تعاني منه غالبية التجمعات الفلسطينية'.
وأضاف غنيم 'نعتبر أن مشروع قناة البحرين يأتي في إطار التعاون الإقليمي الهادف لتوفير كميات مياه إضافية في ظل ما نواجهه من شح في المصادر المائية المتاحة، وزيادة النمو السكاني، والطلب المتزايد على المياه، لكافة الأغراض الأساسية لحياة كريمة.
وأكد 'أن الحصول على حصة مائية من هذا المشروع لا يوجد له أي انعكاسات على مفاوضات الحل النهائي، كما لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع إصرارنا على تحقيق حقوقنا العادلة، من كافة المصادر المائية، الأمر الذي كان وما زال أحد أهم القضايا الأساسية التي بحاجة إلى تكثيف الجهود على كافة الصعد، المحلية، والعربية، والدولية'.
كما شدد على ضرورة تعاون الجانب الإسرائيلي لتطبيق هذا الاستحقاق، دون وضع شروط مسبقة، بما يلزم لمتطلبات البنية التحتية، وتحييد كافة الأمور السياسية، معربا عن أمله بدعم الدول المانحة، لتوفير الدعم المالي والفني اللازم، لتطوير البنية التحتية اللازمة، للبدء بالخطوات التنفيذية على أرض الواقع لهذا المشروع، وبأسرع وقت ممكن.
ووصل جيسون غرينبلات المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى إسرائيل ورام الله، لإجراء لقاءات حول إعادة إطلاق محادثات السلام التي انهارت في 2014.
وحثت إدارة الرئيس د ترامب إسرائيل على اتخاذ خطوات لتحسين الاقتصاد الفلسطيني بينما تسعى لإعادة مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين.
ويشكك الكثيرون في إمكانية استئناف محادثات جدية بين الجانبين حاليا، حيث تعد الحكومة التي يتزعمها بنيامين نتنياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا بشكل علني إلى إلغاء فكرة قيام دولة فلسطينية، بينما لا يحظى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشعبية لدى الفلسطينيين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف