في الوقت الذي تشهد الساحة الفلسطينية صراعات بين سلطة عباس وسلطة حماس ويتعمق الانقسام بينهما يعقد الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة ما يسمى مؤتمر هرتسيليا .
الـ ١٧ بعنوان " فرص إسرائيل "
ويعتبر هذا المؤتمر من اهم المؤتمرات الصهيونية السنوية على الصعيدين الأمني والاستراتيجي للكيان الصهيوني والذي يناقش على مدار ثلاثة ايام اهم التحديات والمخاطر الامنية والعسكرية والاقتصادية التي تواجه الكيان الصهيوني تحت شعار واحد منذ المؤتمر الاول الذي انعقد عام 2000 وهو " ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي "
وذلك بحضور اهم القيادات السياسية والامنية والعسكرية والدبلوماسية الصهيونية بالإضافة لبعض الزعماء والقادة السياسيين والاكاديميين والخبراء الاستراتيجيين الامنيين والعسكريين والدبلوماسيين في العالم وبعض العربان المتصهينين ويهدف هذا المؤتمر الصهيوني المميز لتطوير وتعزيز ما يسمى " الامن القومي الصهيوني " وتعتبر توصيات المؤتمر من اهم التوصيات التي تحدد اولويات الكيان الصهيوني وبوصلته السياسية انطلاقا من النظرية الامنية الاستراتيجية لذلك يعتبر هذا المؤتمر من اكثر المؤتمرات الصهيونية خطورة على القضية الفلسطينية بشكل خاص وعلى القضايا القومية العربية والاسلامية المقاومة.
والمبادرون لعقد هذا المؤتمر هم مجموعة كبيرة من الشخصيات البارزة في النخبة الأمنية والأكاديمية في الكيان الصهيوني، ولكنها محسوبة في أغلبها على المعسكر اليميني المتطرف، ويرأس المؤتمر عوزي آراد المستشار السياسي الأسبق لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وهو الذي يمثل الواجهة السياسية للمؤتمر بينما يمثل اللواء الاحتياطي غيئورا آيلاند رئيس مجلس الأمن القومي الواجهة العسكرية والأمنية للمؤتمر وهذه الثنائية السياسية العسكرية دائمة ولا تنفصل وبهما يظهر للمؤتمر وجهان متكاملان الوجه السياسي والوجه العسكري والأمني.
وقد دعا لعقد هذا المؤتمر السنوي ما يسمي " معهد الدراسات الاستراتيجية المتعددة المجالات ( I D C ) بالتنسيق مع اهم مراكز الدراسات والابحاث الصهيونية والعالمية وقد حدد مكانه في مدينة " هرتسيليا " التي سميت على اسم ثيودور هرتسل صاحب الرؤية الصهيونية الحديثة .
ويعتبر هذا المؤتمر من اهم المراجع الاستراتيجية للحكومات الصهيونية المتعاقبة الذي يحدد جدول أعمالها ويشكل مرجعتيها للبحث في السياسات العملية لتحديد الأولويات للمشروع الصهيوني .
يتميز هذا المؤتمر بالجرأة والتحدي والتنوع والشمولية والقوة والصراحة فالخطابات والمداخلات والحوارات، والأوراق التي تقدم فيه تتناول اولويات الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة والتحديات الداخلية والخارجية ترفع فيه الحصانة عن كل الأشخاص وتزول السرية عن معظم الموضوعات المطروحة للنقاش فلا تعود محرمات أو ممنوعات ويتحدث فيه المتطرفون كما يناقش المعتدلون والحمائمٌ والصقور ويتسابق الكلٌ ليقدم ما عنده من مشاريع تتناول اهم المشكلات والتحديات ويقدموا الاقتراحات والحلول لكل المشاكل والتحديات .
وبالرغم من كون الحكومة الصهيونية الحالية بقيادة المجرم نتنياهو اكثر عنصرية وتطرفا وإجراما في تاريخ الكيان الصهيوني وخاصة بعد حصار قطاع غزة منذ اكثر من عشر سنوات وممارسة سياسة التطهير العرقي الممنهج في مدينة القدس والجليل والمثلث والنقب والاغوار بالإضافة للإعدامات الميدانية وحرق المنازل بمن فيها تعمد البعض من المتصهينين الفلسطينيين والعرب المشاركة بهذا المؤتمر الصهيوني المخصص بالأساس لتطوير الاستراتيجية الامنية لهذا الكيان المحتل لأرضنا الفلسطينية والعربية .
وقد انعقد مؤتمر هرتسيليا الصهيوني السابع عشر هذا العام لبحث الفرص والمخاطر الجدية التي تواجه الكيان الصهيوني بعد سبعين عاما من تأسيسه عام 1948 بحضور اعلامي محلي وعالمي كثيف
وناقش المؤتمر الذي بدأ الثلاثاء تاريخ العشرين من الشهر الماضي عددا من الأوراق السرية ومنها صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وفي نفس السياق قدم القادة الصهاينة شكرهم للقادة العرب الذين باتوا أكثر تعاونا مع كيانهم موجهين رسالة واضحة للعرب مفادها: "طول ما إسرائيل قوية أنتم أقوياء" بينما جرى إخفاء الحديث عن صفقة القرن، التي يجري طبخها على نار هادئة وفي مقدمتها التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الانظمة العربية المتصهينة اولاً وفي مقدًمتها النظام الوهابي التكفيري السعودي المتصهين ثم استئناف المفاوضات الصهيونية مع سلطة معازل اوسلو الى ما شاء الله كما يخططون .
وفي كل الاحوال فقد تميزت الشخصيات الصهيونية في مؤتمر هرتسيليا الصهيوني السابع عشر بالحديث المفتوح عن علاقات التعاون الاستخباراتي والأمني بين الكيان الصهيوني وبعض الانظمة العربية المتصهينة التي يطلق عليها نتنياهو تعبير "الدول السنية المعتدلة"، في إشارة إلى الرباعية العربية مصر والأردن والسعودية والإمارات وشددت على العداء لمحور المقاومة والصمود وخاصة سورية وايران والمقاومة في لبنان وفلسطين وركزوا بكل خباثة في كلماتهم الاستقواء بالأنظمة العربية المتصهينة على الجمهورية الاسلامية الايرانية ودورها في دعم ومساندة قوى المقاومة كما تم التركيز على صمود وصلابة سورية في مواجهة صنائعهم من العصابات الوهابية التكفيرية المهزومة تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه وتم توجيه التهديدات للمقاومة في لبنان وفلسطين بالإضافة للإشادة بقوة جيش الاحتلال الصهيوني والجبهة الداخلية لكيانهم الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة .
وفي نفس السياق فقد القت بعض الشخصيات الفلسطينية والعربية المتصهينة كلمات تافهة وفي مقدمتهم ما يسمى مستشار الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته عباس للعلاقات الدولية نبيل شعث مسؤول العلاقات الدولية في حركة فتح وقبله في العام الماضي شارك عضو اللجنة التنفيذية ل م . ت . ف احمد مجدلاني وقبله شارك رئيس وزراء سلطة معازل اوسلو سلام فياض وفي المؤتمر الصهيوني هذا العام قدم لمداخلة رئيس ما يسمى لجنة التواصل مع " المجتمع الاسرائيلي " الياس الزنانيري وبمشاركة نداء جدلاني وهي فلسطينية في جلسة مغلقة حول امن المياه في المنطقة وتأثيراته وبحضور رئيس هيئة مياه وادي الاردن سعد الحمر بالإضافة للسفير المصري والاردني في الكيان الصهيوني .
وقد شارك في فعاليات مؤتمر هرتسيليا الصهيوني حوالي ما يزيد على مئة وثمانين شخصية سياسية وعسكرية وأمنية فضلاً عن شخصيات أكاديمية وإعلامية وقانونية من الكيان الصهيوني وخارجه.
وقد تميزت معظم الكلمات والخطابات بالتهديد والوعيد لمحور المقاومة نظرا لما يشكله من تهديد جدي للكيان الصهيوني الذي اعترف بعجزه وضعف قدرته على مواجهة هذا المحور المقاوم وحاول الاستقواء بما يسمى انظمة الاعتلال العربي كما ناقش المؤتمر .
وانطلاقا من هذه المعادلة فقد اعترف اصحاب الكلمات من مجرمي الحرب الصهاينة في هذا المؤتمر بعجز كيانهم في مواجهة محور المقاومة والصمود بشكل عام وخاصة بعد تركيز كلماتهم على ايران وسورية وحزب الله وحاولوا الاستقواء بما يسمى محور الاعتدال العربي المتصهين وكان التركيز على ايران وسورية وحزب الله والمقاومة في فلسطين .
أكرم عبيد

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف