لم يتمكّن الإعلام العبريّ من المحافظة على الهدوء بعد العملية النوعيّة التي نفذّها مساء أمس أحد الشبان الفلسطينيين في مستوطنة “حلميش” المتاخمة لرام الله، وأسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين. مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، رون بن يشاي، وصف العملية بأنّها نوعية، وفي المقابل تساءل كيف تمكّن الشاب الفلسطينيّ من اجتياز كاميرات التصوير والحراسة المشدّدّة، واستطاع دخول أحد البيوت في المستوطنة وقتل ثلاثة إسرائيليين، على حدّ تعبيره. كما المح المُحلل إلى أنّ العملية هي أيضًا فشل أمنيّ إسرائيليّ بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وتساءل: مَنْ هو المسؤول عن ذلك؟
ونقل بن يشاي عن مصدرٍ أمنيٍّ إسرائيليٍّ، وصفه بأنّه رفيع المُستوى قوله إنّ العملية في مستوطنة حلميش هي عملية نوعية وإستراتيجيّة، التي تتخطّى حدود القدس، والضفّة الغربيّة وغزّة، أننّا نتحدّث الآن عن عملية يُجمع عليها العالم الإسلاميّ برمته، على حدّ تعبيره.
وتابع المصدر الأمنيّ قائلاً إنّ وسائل التواصل الاجتماعيّ مليئة بالتطرّف والتحريض في سابقة لم نر مثلها منذ سنواتٍ عديدةٍ، وهذا التحريض هو مؤشر على التصعيد، وأيضًا تأكيد على عدم وجود أيّ جهة لا في إسرائيل ولا في السلطة الفلسطينيّة قادرة على وقف هذا التصعيد، بل بالعكس، كما أنّ دائرة الأوقاف تقوم بالتحريض، وعبّاس انضمّ إلى جوقة التحريض خوفًا على سلطته، قال المصدر الأمنيّ الإسرائيليّ.
وتابع المُحلل بن يشاي قائلاً، نقلاً عن مصادره الأمنيّة في تل أبيب، إنّه يتبيّن الآن أنّ هناك طاقة كبيرة تقود نحو التفجير، ليس فقط في الشارع الفلسطينيّ، بل في العالم الإسلاميّ برمته، وإذا لم يتّم التوصل إلى تهدئة بين الطرفين، تابع المُحلل، فإنّ الأيّام القادمة ستشهد تصعيدًا خطيرًا في أعمال العنف في القدس وضواحيها وأيضًا في الضفّة الغربيّة. وبرأيه، الأمر الذي أدّى إلى اشتعال الأمور، المُشتعلة أيضًا هو موت ثلاثة شبان فلسطينيين خلال المواجهات مع قوّات الأمن الإسرائيليّة، إذْ أنّ التجربة تؤكّد أنّ سقوط قتلى في المواجهات مع القوات الإسرائيليّة تؤدّي إلى تعظيم التصعيد، وتحديدًا إذا كان ذلك على خلفيةٍ دينيّةٍ، على حدّ قوله.
في السياق عينه، قال أمير بوحبوط، مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ إنّ التوصية بوضع البوابات الالكترونية بدأت آثارها بعد يومين، مسؤولون دعموا الفكرة وحاولوا إعادة تفكيرهم مجددًا في أعقاب التصعيد، لكن هذا الأمر كان بعد فوات الأوان.
ولفت إلى أنّه في الجيش و”الشاباك” حذروا طوال الأسبوع من القلق من عمليات ناتجة عن التحريض المحيط بالمكان المقدس، “المنطقة تستيقظ” حذّر مسؤولون في الجيش و”الشاباك” وأوصوا بإيجاد صيغة تسوية، ولكنّ جهود الإقناع وضعت على آذان صماء، بحسب تعبيره.
وبرأيه، فإنّ تهديدات من قبل سياسيين مسلمين في الشرق الأوسط أشارت للبوابات الالكترونية على أنّها تنذر بتغير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، صور المصلين المسلمين وهم راكعون على رصيف مدخل الحرم مثلت تأكيدًا على أنّ الادعاءات صحيحة، ومنذ تلك اللحظة ازداد التحريض على الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام العربية.
علاوةً على ذلك، لفت إلى أنّ قرار إجراء تفتيش للمصلين في مدخل الحرم لامست أحد النقاط الأكثر حساسية في الشرق الأوسط خصوصًا، والعالم الإسلامي بشكلٍ عامّ، ورغم جهود التوضيح الواسعة التي تهدف لإثارة القلق من تغير في الوضع الراهن، التحريض تفشى مثل النار في الهشيم.
وتابع أنّ جزءً كبيرًا من الجمهور الفلسطينيّ يؤمن أنّ هذه الخطوة الأولى لإسرائيل من مجموعة تغيرات تقترب، مُشيرًا إلى أنّه وفق أقوال مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيليّ، المسجد الأقصى هو القاسم الأكثر اشتراكًا بالنسبة للجمهور الفلسطينيّ والعالم الإسلامي، والتوتر حوله قد يؤدي لمزيد من العمليات بهدف تهديد إسرائيل وتراجعها عن القرار، أيْ قرار التفتيش.
وبحسبه، رئيس السلطة محمود عبّاس قدّم موقفًا معتدلًا بشكل نسبي طوال الأسبوع، والتنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة استمر حتى مساء أمس، لكن الفلسطينيون نشروا بيانًا أعلن فيه رئيس السلطة بوقف كافة العلاقات مع إسرائيل.
ولفت المحلل الإسرائيليّ إلى أنّه من جانب، عبّاس يدرك أنّ استمرار التظاهرات قد تقوض استقراره، لكنّه من ناحية أخرى مجبر على اتخاذ موقف واضح حول قضية المسجد الأقصى في ظلّ الضغط الشديد والقلق من أنْ يظهر على أنّه متعاون مع ما يحدث ومشارك، وبذلك، بالطبع، إسرائيل حشرت عبّاس في الزاوية، على حدّ تعبيره.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف