نعيش في فقاعة، ولا نفهم ما يحصل في محيطنا. قصة البوابات الالكترونية في الحرم هي منذ زمن بعيد ليست قصة بيننا وبين الاوقاف، الفلسطينيين، أو النواب العرب. فكل العالم العربي السني مجند ضد إسرائيل، وليس فقط على مستوى القيادات.
مستوى التحريض في الشبكات الاجتماعية في العالم العربي يحطم ارقاما قياسية. وهذه ليست فقط مواقع «حماس». فالنداءات تخرج من الشوارع في عمان، في البحرين، وفي قطر عبر السعودية، الاردن، ومصر. الشرطة في حالة تأهب عليا، الجيش جنّد نحو لواءين كي يمنع تسلل الاضطرابات الى الضفة. مستوى الاشتعال، حسب مصادر الامن، وصل، أول من أمس، الى درجة 5 من اصل 10. اذا لم يكن هناك تغيير فسيصل في بداية صلاة الجمعة الى 8. وهذه من شأنها ان تكون مجرد نقطة البدء. أمسك «الكابنت»، أول من أمس، ليلا بسدادة القمقم الذي يحشر فيه شيطان الاضطرابات الدينية.
«القتلة» من ام الفحم نفذوا عملية استراتيجية بهدف اشعال النزاع العنيف من جديد. هذه بالضبط مصلحة «حماس»، التي تُعتبر الحركة الاسلامية اسرائيل أحد فروعها. واشعال الحرم سيصرف الانتباه عن الازمة في القطاع.
أما إسرائيل فوقعت في الفخ. وبدلا من معالجة الاعشاب الضارة في اوساط «عرب اسرائيل»، قررت معالجة الاوقاف والسلطة الفلسطينية ونصبت بوابات لكشف المعادن. قرار سياسي امتشق من البطن وأخطأ الهدف.
التفتيشات التي أجرتها الشرطة في الحرم كشفت عن عدة سلاسل، عصي، اعلام، وبندقية دمية. يتبين أن السلاح الذي استخدمه «المخربون» لم يأت لمساعدة الاوقاف. وينبغي الافتراض بان تلك الاجنحة «المتطرفة» في الحركة الاسلامية الاسرائيلية، والتي تنبش في الحرم، يفركون الايادي. فنجاحهم في دفع اسرائيل الى قرارات متهورة سيجلب مقلدين آخرين يكونون مستعدين للتضحية بأنفسهم كي تتفجر حرب دينية. وما كان يفترض بالخطوات الامنية ان تركز على الحرم بل على «المتطرفين» الاسلاميين عندنا في البيت.
لقد فهم الاميركيون بان القصة خرجت عن السيطرة، وبالتعاون مع الاردنيين يتم إعداد سلم النزول. من ناحية إسرائيل هذا سلم سيئ، ولكنه افضل من الاشتعال. الاردنيون يقولون: ازيلوا البوابات الالكترونية وسنبحث معاً في وسائل أمنية لا تمس بالوضع الراهن. والمقصود هو ان تكون لإسرائيل قدرة على نصب كاميرات وغيرها من المنظومات، ويسمح بتفتيش جسدي انتقائي. ويمكن لاسرائيل دوما ان تقول انها استجابت لدعوات اصدقائها في العالم العربي وحليفتها الاميركية. الشارع الفلسطيني سيحتفل يومين – ثلاثة أيام، وستعود الحياة الى مجراها. فقد سبق أن لعقنا جراح الكرامة بعد اخطاء أمنية اكثر خطورة. يسعى أبو مازن الى تحقيق كسب واتخاذ صورة من جلب الحل. اما اسرائيل فتفضل منح هذا الشرف للملك الاردني. السؤال هو اذا كان سيوجد عندنا الرجل الشجاع الذي يتخذ القرار بالنزول عن الشجرة، وينفذه ايضا.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف