مسجل الجمعيات انتقد بشدة جمعية «صندوق سيغل لاسرائيل» التي تشكل قناة لتدفق الاموال لمنظمات اليمين في اسرائيل. وحسب الانتقاد الذي وجهه مسجل الجمعيات في الاشهر الاخيرة، فان الصندوق لم يعمل حسب الاهداف المسجلة له، ولم يفعل أي شيء تقريبا عدا ضخ ملايين الشواكل لمنظمات اليمين في اسرائيل بدون معايير واضحة. اموال الجمعية تصل فقط من شركات بملكية عائلة فليك في بنما التي يعتبر أبناؤها متبرعين دائمين لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ومصادر مطلعة على التفاصيل تقول إن نمط عمل الجمعية يظهر أن هناك محاولة من قبل المتبرعين لاخفاء بصماتهم.
هناك ثلاثة اهداف لـ»صندوق سيغل لاسرائيل» أعلن عنها في 2007 وهي: اقامة وتطوير مشاريع تربوية وثقافية عن ارث اسرائيل وعن «اليشوف» اليهودي في القدس وفي اسرائيل. والمبادرة لاقامة ودعم مشاريع نشاطات لتخليد ارث الحي اليهودي في القدس والمبادرة لاقامة ودعم مشاريع ونشاطات من اجل اسرائيل وارث اسرائيل.
في التقرير الذي تم تقديمه لمسجل الجمعيات والذي وقع عليه المحاسب والمحامي بنحاس كنعاني، يظهر سلوك الجمعية بين كانون الثاني 2016 وحتى نيسان 2017.
وقد جاء في هذا التقرير ايضا أن «نشاط الجمعية الرئيس هو نقل الاموال للجمعيات التي لا تتلاءم أهدافها ونشاطاتها مع الاهداف المسجلة، وهذا خلافا لارشادات الجمعيات حسب قانون الجمعيات. الجمعية لا تقوم بتنفيذ اهدافها المسجلة». وهذا يعني أن الجمعية لا تفعل أي شيء تقريبا باستثناء اعطاء الاموال لمنظمات اليمين.
ليس من الواضح لمسجل الجمعيات كيف يقوم الصندوق باختيار المنظمات التي ستعطى لها الاموال. وقد جاء في التقرير أنه «ليس هناك ميزانية للجمعية، وهذا خلافا لتوجيهات مسجل الجمعيات حسب القانون».
مصدران يختصان بطرق عمل مسجل الجمعيات لصحيفة «هآرتس» إن نمط عمل الجمعية يشير الى محاولة اخفاء من يقف من خلفها. وأن عائلة فليك، الوحيدة التي تقف من وراء الجمعية، لم تعط المال بشكل مباشر لمنظمات اليمين لتجنب الانتقاد، بل نقلت الاموال بواسطة جسمين هما شركات مسجلة في بنما ومن هناك الى صندوق سيغل لاسرائيل، ومن هناك الى الجمعيات المختلفة.
هذه المصادر أشارت ايضا الى أن أصحاب الاموال لا يتبرعون بالاموال بشكل مباشر، بل عن طريق صناديق وساطة. وفي نفس الوقت يعتبر هذا وضعا استثنائيا، لأن الاموال التي تصل الى الصندوق تصل عن طريق شركات اخرى اصحابها هم من عائلة واحدة.
توجد اسباب كثيرة دفعت مسجل الجمعيات الى توجيه الانتقاد، لكن هذا يتم في العادة تجاه جمعيات مع تدفق اموال كبير نسبيا، مثل صندوق سيغل لاسرائيل، الذي أثار انتباه مسجل الجمعيات. وقال مصدر من المصدرين المطلعين على الامر إن مسجل الجمعيات يقوم بالرقابة الوثيقة على الجمعيات التي يوجد اشتباه حقيقي بأنها تخل بالقانون، لا سيما بعد وجود شكاوى أو نشر الامر في وسائل الاعلام.
ولم يتطرق مسجل الجمعيات في تقريره الى جميع المنظمات والجمعيات التي يدعمها الصندوق، لكن البحث الذي أجرته الصحيفة يبين أن الجمعية تتبرع ايضا للمنظمات التي لا يناسب نشاطها اهداف الصندوق. وقد حصلت منظمة اليمين «صندوق رعاية الفكرة الصهيونية وتحقيقها حسب الجذور اليهودية» على دعم الجمعية – منظمة لدعم البناء في المناطق. وقد كشف الصحافي أوري بلاو من صحيفة «هآرتس» أن صندوق سيغل أعطى المال ايضا لمنظمة اليمين «اذا شئتم» وجمعية العاد التي تعمل في سلوان، المسؤولة عن «مدينة داود»، وتم اعطاء المال ايضا للمنظمة التي يترأسها بنسي غوفشتاين، رئيس منظمة «لاهافاه»، والذي يقوم بتأجيج الصراع بين اليهود والعرب. وتمنح الجمعية الاموال ايضا لمعهد بني ديفيد في مستوطنة «عيليت» و»عطيرت» القدس ومؤسسات تربوية اخرى تابعة لليمين.
لقد أمر مسجل الجمعيات الصندوق باصلاح الاخلالات من خلال تغيير اهدافه المسجلة، ووضع معايير ثابتة وعلنية للحصول على الدعم. وهناك بين الوثائق الداخلية مصادقة على الادارة السليمة من قبل مسجل الجمعيات، أعطيت في تموز 2016.
رد الجمعية على توصيات مسجل الجمعيات كان: «أحد أهداف الجمعية هو المبادرة وتقديم الدعم للمشاريع التي تدعم اسرائيل، ودعم الجهات المحتاجة. والجمعية تنوي الاشارة الى هذه الاهداف بوضوح». وحول عدم تحقيق أهدافها قالت: «الجمعية تقوم بتنفيذ كل اهدافها، وتدعم (عطيرت) القدس... ومعهد بني ديفيد... هذا الدعم يظهر كيفية تحقيق اهداف الجمعية المسجلة حسب القانون». ويشير تقرير الانتقاد الى أن الجمعية لم تقدم الوثائق حول اقامة وتطوير المشاريع، بل قالت إنها تدعمها فقط.
وفيما يتعلق بادعاء غياب الادارة للميزانية قالت الجمعية: «الميزانية تشمل ثلاثة بنود فقط، وذلك يتم شفويا. وفيما يتعلق بغياب المعايير الواضحة لدعم المنظمات جاء أن «الجمعية لم تعمل حتى الآن حسب قوانين مكتوبة. والقوانين التي تم ذكرها لا تناسب نشاطات الجمعية. وفي اعقاب ملاحظة الانتقاد تم وضع صيغة حول الدعم. وفيما يتعلق بغياب اجراءات الحصول على الدعم، وأن من يطلبون الدعم يتوجهون الى اعضاء الجمعية أو أقاربهم جاء أن «الجمعية قامت بتقديم تقرير حول اجراءات اعطاء الدعم، يشمل كيفية تقديم طلب الحصول على الدعم». والجمعية لم تقم بالرد على اسئلة «هآرتس».

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف