في تحفة معمارية واحدة، جمع الفلسطيني التلحمي، سليمان جاسر بين حضارتي اوروبا وبلاد الشام، ومزج بين رموز الاديان المسيحية والاسلامية، ليشيد قصر جاسر الذي يزيد عمره عن 107 أعوام، أي أطول من عمر الاحتلال الاسرائيلي، بل وايضا الانتداب البريطاني على فلسطين.
رئيس بلدية بيت لحم، المحامي أنطون سلمان، هو صديق مقرب من عائلة جاسر ومطلع عن كثب على تاريخها، يقول لـ وطن: كانت العائلة تعيش في بيت صغير حتى عام 1910 م، حيث بدأ سليمان جاسر، الابن الاكبر للتاجر التلحمي المعروف يوسف جاسر، في إنشاء هذا القصر.
واضاف: واستغرق بناء القصر 4 أعوام، شيد خلالها يوسف مبنى فخما مكونا من ثلاثة طوابق، الاول لتخزين المؤن واعداد الطعام، والثاني لاستقبال الضيوف، والثالث للنوم والعبادة.
وأكد سلمان ان قصر جاسر يعتبر من أهم معالم مدينة بيت لحم، وهو شاهد على كل احداث المدينة، وكل من مر فيها.
واشتهرت عائلة جاسر آنذاك بالكرم والجود، فكان التلحميون ولا زالوا يضربون بها المثل بذلك، فيقولون: "هيي الفتيت في دار جاسر".
وأشار رئيس بلدية بيت لحم الى ذلك الامر خلال مقابلته مع وطن، فقال ان سليمان جاسر كان معروفا في المدينة بكرمه وشهامته، وكان يعد الولائم في القصر كل يوم سبت، فيضع الطعام في الاروقة وفي الشوارع المقابلة للقصر، كي يأتي الفقراء ويتناولوه، وشاركهم في ذلك الجنود الاتراك خلال الحكم العثماني للبلاد.
وحول الانتداب البريطاني على فلسطين قصر جاسر الى سجن، ثم اصبح خلال العهد الاردني مدرسة تخرج منها الآف الطلبة، وبعد قدوم السلطة قرر الرئيس الراحل ياسر عرفات ان يكون القصر فندقا فخما لاستقبال ضيوف فلسطين.
وحول هذا الموضوع، قال مدير الفندق، مروان كتانة لـ وطن، ان شركة بديكو القابضة اشترته عام 1998م، رممته واضافت عليه ابنية جديدة، ليعكس لسياحنا عبق الحضارة والتاريخ الفلسطيني من ناحية، ويوفر لهم الخدمات السياحية عالية الجودة من ناحية اخرى.
وأوضح كتانة ان الفندق صمم ليكون على مستوى عالٍ من الخدمات، حيث يحتوي على 250 غرفة، وبركة سباحة كبيرة، ونادٍ رياضي، ومطعم وغيرها. وأضاف: كما ويمتد الفندق على مساحة 35 دونما، حيث يعتبر من أضخم الفنادق في فلسطين.
وبسبب قرب القصر من جدار الفصل العنصري، فإن الفندق يتعرض بشكل مستمر لاعتداءات الاحتلال المتواصلة، حتى ان الطابق العلوي الذي كان عبارة عن مطعم تم اغلاقه بعد أحداث الهبة الشعبية عام 2015، حيث تعمدت قوات الاحتلال استهدافه باعيرتها النارية.
ولأن القصر تحفة فنية جمعت بين الماضي والحاضر والاصالة والحداثة، فقد رشحته احدى الشركات السياحية الشهيرة للمنافسة على جائزة الفندق التاريخي على مستوى العالم للعام 2017.
تقول مسؤولة العلاقات العامة والتسويق في الفندق، نادية متواسي، ان قصر جاسر هو الفندق الوحيد في فلسطين الذي يشارك في هذه المسابقة.
وأوضحت متواسي ان فوز الفندق بالجائزة يعتمد على تصويت الجمهور الالكتروني المجاني له عبر صفحتهم على موقع "فيسبوك"، داعية المواطنين للمشاركة في التصويت ودعم الفندق للحصول عليها.
المصدر:وطن للأنباء- وفاء عاروري

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف