نقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، عن مصادر، أنه من المتوقع أن يتجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى حل الكنيست بعد الظهر، والإعلان عن انتخابات مبكرة، بعد أن أوقف، أمس، اتصالاته مع شركائه في الحكومة الحالية لحلالأزمة الائتلافية، على خلفية مطالبة الحريديم بسن قانون للتجنيد، يمنح إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.
وذكرت "هآرتس" في تقريرها، أنه في الوقت الذي ينتظر أن تبتّ فيه لجنة التشريع الوزارية في الاعتراض الذي قدمته الوزيرة صوفا لاندفر، من حزب "يسرائيل بيتينو"، بقيادة أفيغدور ليبرمان، ضد مصادقة اللجنة، أمس، على تقديم القانون، تستعد أوساط المعارضة، اليوم، للتصويت على مقترح قانون لحل الكنيست، فيما يبدو أن نتنياهو، وعلى ضوء معارضة ليبرمان للتسوية مع الحريديم، غير مصمم على بذل جهود إضافية لحل الأزمة الائتلافية، خلافا لتصريحاته، أمس، أمام الكنيست.
ويبدو جدول أعمال الكنيست اليوم مكتظاً، فإلى جانب انعقاد لجنة التشريع الوزاري، بعد ظهر اليوم، تعكف كتلة الليكود على محاولة تمرير قانون القومية، فيما يبدي حزب كاحلون ميلا إلى عدم الالتزام بالتصويت لصالح قانون التجنيد، الذي تم التوصل إليه بين نتنياهو وبين أحزاب الحريديم، مما يعني احتمال إسقاط القانون المذكور في حال عرضه، في الرابعة من ظهر اليوم، ومفاقمة الأزمة مجددا بين أحزاب الحريديم وبين الائتلاف الحكومي.
وكانت الصحف الإسرائيلية كتبت، صباح اليوم، أن القرار بشأن الانتخابات ظل رهينة بقرار رئيس الحكومة نتنياهو نفسه، على الرغم من إعلان حزب ليبرمان عن معارضته لقانون التجنيد من جهة، ومعارضة شركاء في الحكومة، مثل حزب البيت اليهودي وحزب كولانو وحزب شاس، لتبكير الانتخابات، خوفا من أن تؤدي إلى تراجع في قوة هذه الأحزاب وتمثيلها في البرلمان، مقابل تعزيز قوة حزب الليكود بقيادة نتنياهو، وحزب ييش عتيد بقيادة يئير لبيد.
ويبدو المشهد الحزبي في إسرائيل معقدا، فمن جهة يرى مراقبون أنه، حتى في حال تصويت حزب ليبرمان ضد قانون التجنيد، فإن بمقدور نتنياهو تجاهل ذلك وعدم إقالة الوزيرة صوفا لاندفر، وتفادي انسحاب ليبرمان من الائتلاف الحكومي. لكن العقدة الرئيسية تكمن في محاولة معرفة حقيقة قرار نتنياهو الداخلي، وعما إذا اتخذ قرارا نهائيا بتبكير موعد الانتخابات أم لا.
في غضون ذلك، صعّد حزب البيت اليهودي من تصريحاته ضد مساعي تبكير الانتخابات، وأعلنت وزيرة العدل الإسرائيلية، أيليت شاكيد، أن تبكير الانتخابات وحل الحكومة الحالية سيكون خطأ تاريخياً يجر الويلات على اليمين الإسرائيلي، وقد يؤدي إلى تشكيل حكومة بديلة، على غرار ما جرى في الانتخابات عام 93 عندما أدى حل الحكومة، برئاسة شامير، إلى انتخابات مبكرة، تمخضت عن فوز حزب العمل برئاسة إسحاق رابين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف