حذّر "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" من، "أن العام الجاري يشهد أزمة إنسانية كبيرة بالنسبة للاجئين المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط"، مشيرًا إلى أن "أعداد الغرقى في صفوف المهاجرين وطالبي اللجوء لا زالت في تزايد ملحوظ على الرغم من انخفاض أعدادهم مقارنة بالسنوات الماضية".
وقال "الأورومتوسطي"، الذي يتخذ من جنيف مقرًا له، في تقرير له اليوم الأحد: "بالرغم من أن أعداد المهاجرين واللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط خلال المائة يوم الأولى من العام الجاري (حتى 11 نيسان / أبريل الجاري) انخفضت إلى النصف مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، إلا أن أعداد الغرقى شهدت ارتفاعًا ملحوظاً".
وأوضح الأورومتوسطي أنه "بينما غرق قرابة 24 شخصًا من كل 1.000 شخص وصل إلى أوروبا عبر البحر في هذا الوقت من العام الماضي، فإن النسبة هذا العام ارتفعت إلى 33 غريقاً مقابل كل 1.000 من الواصلين".
ولفت المرصد الحقوقي الدولي إلى أن معظم الواصلين إلى أوروبا هذا العام وصلوا عن طريق البحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا.
وقال إحسان عادل، المستشار القانوني "للمرصد الأورومتوسطي": "بالرغم من انخفاض نسبة الواصلين عبر ليبيا إلى إيطاليا بشكل ملحوظ بعد الاتفاق الذي جرى بين الاتحاد الأوروبي وليبيا في آب (أغسطس) من العام الماضي، إلا أن هذا الاتفاق عمّق الأزمة عبر زيادة تكديس المهاجرين الذين تمت إعادتهم إلى ليبيا ويجري احتجازهم في مراكز احتجاز في ظروف إنسانية صعبة".
وأشار عادل إلى "ارتفاع نسبة الغرقى بين القادمين عبر ليبيا إلى إيطاليا، إلى 1 بين كل 14 شخصاً مقارنةً بـ 1 من كل 29 شخصاً في الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب الإحصاءات الدورية التي تصدرها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".
وأوضح "الأورومتوسطي" أن "الاتفاق الأوروبي التركي في آذار (مارس) 2016 لتقييد حركة الهجرة من تركيا إلى أوروبا، وإغلاق طريق البلقان، أدى إلى خفض عدد الوافدين إلى اليونان بشكل كبير مقارنة بالأعوام السابقة".
وذكر "الأورومتوسطي" أن "معظم الواصلين إلى إيطاليا هم من المهاجرين من دول إفريقية، فيما أن غالبية الواصلين إلى إسبانيا هم إما من طالبي اللجوء السوريين، أو من المهاجرين من المغرب والجزائر.
أما في اليونان، فيظهر أن معظم الواصلين هناك هم من القادمين من سوريا أو العراق أو أفغانستان".
ولفت المرصد إلى أن "إحصاءات المنظمة الدولية للهجرة تشير إلى أن حوالي 16.847 مهاجراً وصل إلى أوروبا عبر البحر المتوسط خلال العام الجاري، فيما بلغ عدد هؤلاء خلال نفس الفترة من العام الماضي حوالي 33.602 مهاجر. وأظهرت إحصاءات المنظمة أن حوالي 6894 مهاجرًا بحريًا وصل إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط حتى 11 نيسان (أبريل) الجاري من هذا العام، في حين أن 6.407 مهاجرا وصل إلى اليونان، وحوالي 3.499 مهاجرا وصل إلى إسبانيا".
وأكد "الأورومتوسطي" على أنه "من بين 933 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم سُجلت في صفوف المهاجرين أثناء هجرتهم خلال هذا العام، فإن حوالي 557 حالة وفاة حصلت في البحر الأبيض المتوسط".
وطالب المرصد الحقوقي الدولي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولية جماعية اتجاه طالبي اللجوء والمهاجرين، والتسريع في عقد وتبني الاتفاقية الجديدة للجوء.
ودعا المرصد "دول الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة اتخاذ موقف حاسم إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون والمهاجرون في أوروبا، والعمل على بذل المزيد من الجهود لإنقاذ القوارب المتهالكة في البحر المتوسط، والسعي لفتح الممرات والقنوات لوصولهم إلى الدول الأوروبية بشكل آمن"، وفق التقرير.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف