بحضور السفير الفلسطيني، رياض منصور، وعدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية وأنصار القضية الفلسطينية افتتح رجل الأعمال الفلسطيني، فيصل الصالح، أول متحف فلسطيني في الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، يحتوي على مئات اللوحات والمجسمات والصور التي تعبر عن عراقة هذا الشعب وإنتمائه لأرضه فلسطين وإبداعاته في كل المجالات.
وكان من بين الضيوف في حفلة الافتتاح والدا الناشطة الأمريكية راتشيل كوري، التي قتلتها جرافة إسرائيلية عام 2003 وهي تحاول أن تحمي أحد بيوت رفح من الهدم. وقد كرمها الفنان الفلسطيني عايد عرفة برسمة جدارية ضخمة وهي تحاول أن تمنع الجرافة من هدم البيت.
وقد حضر حفل الافتتاح الفنانة سامية حلبي المقدسية المولد والفنانة رنا بشارة من ترشيحا في فلسطين التاريخية والفنانة منا ديب من بلدة دير طريف الفلسطينية. كما تخللت الحفل فقرات موسيقية وأشعار وكلمات تضامن وجولة بين اللوحات.
ويضم المعرض لوحات مهمة لفنانين فلسطينيين، من بينهم محمد حرب ولوحاته عن الناس العاديين وماهر ناجي ومحمد خليل ولوحات لملاك مطر عن النساء الفلسطينيات.
كما ضم المتحف صورا فوتوغرافية لجدران مخيم الدهيشة أنجزتها البروفيسورة مارغريت أولن من جامعة ييل، ومن بينها جدارية ضخمة لأطفال المخيم يلعبون في الأزقة وصور الشهداء منتشرة على الجدران. أما الفنان راجي كوك، فقد وضع في صندوق مجموعة من الحجارة وكل حجر يحمل صورة طفل من شهداء الإنتفاضات الفلسطينية ليرسم خطا فاصلا بين المقاومة المشروعة بالحجر والطلقة القاتلة التي تأتيه من جندي مدجج.
وقد قدم السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة لوحة مجسمة للمتحف تمثل الدبكة الفلسطينية المميزة. وقال في تصريح لـ»القدس العربي» إنه يثمن هذا الجهد الجبار، والذي يظهر مدى إبداعات الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه والدفاع عنها في كل الوسائل بما في ذلك الفن.
«الفن يملك لغة عالمية تصل إلى قلوب الناس وعقولهم بدون واسطة. والشعب الفلسطيني لم يتوقف يوما عن إستخدام الفن بكافة أشكاله من رسم وموسيقى وغناء وشعر وسينما في معركته المصيرية مع الإحتلال والظلم والقهر والممارسات القمعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا. إن هذا المتحف سيقدم للشعب الأمريكي صورة ناصعة عن نضال شعب عريق تعرض لكافة أنواع الظلم والقهر وهو يسعى للتحرر وبناء دولته المستقلة اسوة بجميع شعوب الأرض».
السيد فيصل الصالح بعد الترحيب بالحضور أكد أن هذه الفكرة راودته منذ زمن بعيد وهو يرى إنتشار المتاحف العديدة لكافة الشعوب والتي تظهر شخصيتها وإبداعاتها، «وكنت أقول لماذا لا يكون للشعب الفلسطيني المناضل متحف بالمستوى نفسه يظهر عراقة هذا الشعب وأصالته وإبداعه».
وقال في تصريحات لـ»القدس العربي» إنه أصلا لاجئ من بلدة سلمة قرب يافا. ولد في البيرة وجاء إلى الولايات المتحدة مهاجرا وإشتغل في الأعمال التجارية إلا أنه ظل مشدودا لفلسطين ويحاول أن يعمل على نشر الحق الفلسطيني مقابل الصورة المشوهة التي يعممها الإعلام الأمريكي. وقد وجد أن فكرة المتحف الدائم الذي يضم في جوانبه جزءا من إبداعات هذا الشعب قد يكون أبلغ رسالة يمكن أن تؤثر في الشعب الأمريكي الطيب الذي يتأثر للمعاناة الإنسانية. (الحديث مع مؤسس المتحف والفنانات المشاركات سينشر لاحقا).
أقيم المتحف في بناية يملكها السيد الصالح مساحتها 4000 قدم مربع في بلدة وودبردج القريبة من مدينة نيوهيفن المشهورة في جامعة ييل العريقة في ولاية كونيتيكت الواقعة تقريبا في منتصف الطريق بين مدينتي نيويورك وبوسطن. وسيفتح المتحف أبوابه يوميا من الساعة الواحدة إلى الساعة الخامسة مساء.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف