شف تقرير نشرته صحيفة "ميكور ريشون" أمس، وخصصته لعمليتي اغتيال كل منالشهيد محمد الزواري في صفاقس التونسية عام 2016 وفادي البطش في ماليزيا الشهر الماضي، أن الموساد لجأ إلى استخدام عملاء من خارج صفوفه ومن خارج الدائرة التي نشط فيها عادة، متجهاً نحو تجنيد عملاء، بمن فيهم مرتزقة، من دون أن يعرف هؤلاء حقيقة وهوية الجهة التي استأجرت خدماتهم، من دون الكشف عن الهدف الحقيقي وراء عملهم.
وأشار التقرير إلى أن أهم عنصرين في الخلية المشاركة، بحسب التحقيقات التونسية في قضية اغتيال الزواري، كانا قاتلين مأجورين من أصول بوسنية تمكنت الجهات التونسية من الوصول إلى هويتهما وتقديم بلاغات للإنتربول لتسليمهما لها. وأوضح أن عميلين للموساد نشرا إعلاناً على مواقع الإنترنت لشركة ماليزية للإنتاج التلفزيوني، طلبا فيها صحافيين وعاملين عربا لإعداد سلسلة وثائقية عن علماء وأدباء فلسطينيين. وبهذه الطريقة وقعت صحافية تونسية، تعيش في هنغاريا، في الفخ وبدأت العمل مع الشركة "الماليزية"، حيث طلب منها إعداد تقارير وجمع معلومات عن علماء فلسطينيين، وأعطي لها اسم الزواري. وساعد أنها من أصول تونسية في إقناع الزواري، الذي كان يرفض إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام، بقبول طلبها إجراء مقابلة تلفزيونية معه وتحديد موعد للمقابلة أمام بيته، حيث وصل أفراد خلية التنفيذ، وبينهم البوسنيان، وقاما باغتياله.
ويتحدث التقرير عن حياة البوسني إيليم تشيمدزيتش، الذي اعتقلته السلطات الكرواتية، ودوره في الحرب الأهلية في البوسنة، ومن ثم عمله في شركة إسرائيلية تبيع أجهزة تنصت واتصالات، ثم انتقاله للعمل في شركة أميركية تجند وتدرب القوات البوسنية، قبل أن ينقل للعراق حيث عمل مع القوات الأميركية مدرباً. ويشير الخبير الأمني البوسني، جواد غليشوبيتش، إلى أن تجنيد الموساد لتشيمدزيتش يبدو أنه تم خلال المراحل الأولى من عمله مع القوات الأميركية. كما أن سيرة البوسني الآخر، ألفير شاراتس، الذي شارك باغتيال الزواري، مشابهة لسيرة تشيمدزيتش، فهو أيضاَ عمل كمرتزق لدى شركة أمن أميركية. وبحسب غليشوبيتش فإن "الوضع الذي نشأ بعد الحرب البوسنية سمح بوجود أعداد هائلة من المقاتلين العسكريين ذوي الخبرة القتالية الذين لا رقابة شديدة عليهم، ما أوجد رواجاً للمرتزقة الذين يعملون في خدمة كل من يملك المال بما في ذلك إسرائيل".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف