"يغمّز" حزب العمل يميناً. فبعد أن نشر النائب ايتان كابل في نهاية الاسبوع بوستاً دعا فيه الحزب الى "الصحوة من هذيانات اتفاقات اوسلو على الساحة الخلفية في البيت الابيض"، والى تأييد الضم أحادي الجانب للكتل الاستيطانية الكبرى، وبعد أن قال النائب نحمان شاي إنه سيعمل على ان يزيل عنه "وصمة اليسار"، اعلن التيار المركزي في الحزب، أول من أمس، أنه يتخلى على رؤيا الدولتين.
وجاء في البيان أن "التيار المركزي"، وهو الجناح الأكبر في حزب العمل، تبنى الخطة السياسية والأمنية لرئيس الجناح، النائب السابق، ميخائيل بار زوهر، للتخلي عن فكرة الدولتين واتخاذ خطوات أحادية الجانب على الأرض.
شرح بار زوهر بأن الخطة، التي رفعت الى رئيس الحزب، آفي غباي، تشكك في فرص التوصل في الزمن القريب القادم الى سلام مع الفلسطينيين وفقاً لصيغة الدولتين للشعبين. وعليه، فانه اذا لم يتحقق في غضون الفترة القريبة القادمة حل متفق عليه، فان على إسرائيل أن تعمل بشكل مستقل.
"على إسرائيل ان تقرر، انطلاقا من اجماع وطني اقصى، ما هي المناطق التي ستبقى تحت سيطرتها – كتل الاستيطان الكبرى، غوش عصيون، غور الأردن وما شابه، فتضم هذه المناطق الى دولة اسرائيل، فتقرر حدودها الجديدة. باقي المنطقة، وفيها الاغلبية الساحقة من السكان الفلسطينيين، تنقل الى الفلسطينيين، ويمكنهم ان يقيموا دولة وان ينضموا الى الأردن أو ان يتبنوا نهجا آخر"، كما جاء في البيان.
وجاء فيه ان "اسرائيل تبذل كل جهد لاخلاء المستوطنات المنعزلة التي ستبقى في المناطق الفلسطينية وايجاد جواب مناسب لاحتياجات سكانها".
كما أنه، بخلاف فك الارتباط عن قطاع غزة، ستبقى قوات الجيش الاسرائيلي في المنطقة الفلسطينية وهدفها الوحيد منع كل عملية هجومية ضد اسرائيل. ولن يتقرر لتواجد الجيش الاسرائيلي موعد انتهاء، الا اذا وقعت في المستقبل تسوية سلمية كاملة مع الفلسطينيين.
"إسرائيل ستواصل جهودها للوصول الى سلام وستكون مستعدة للبحث في كل جوانب التسوية الممكنة. ومع ذلك، فان الحل المقترح يقرر الحدود الدائمة لاسرائيل، ويحفظ امنها. هذا الحل، الذي لا يحتاج الى اقرار من رام الله سيزيل عن رقابنا حجر الرحى المتمثل بالسيطرة على مليوني فلسطيني"، كما يشير البيان ايضا.
"على مدى عشرين سنة حاولوا التوصل الى حل الدولتين. هذا لا ينجح وحان الوقت لحل آخر"، قال زوهر لـ "معاريف الأسبوع".
ويضم الجناح المركزي النواب ايتان بروشي، حيليك بار، نحمان شاي، آييلت نحمياس فيربن، رويتل سويد، ليئا فديدا، عومر بارليف ورئيس الصندوق القومي لاسرائيل، داني عطر.
والى ذلك نشر في نهاية الاسبوع النائب ايتان كابل بوستا على صفحته في الفيسبوك، دعا فيه حزب الى الصحوة من رؤيا اوسلو وتبني خطة تضم الكتل الاستيطانية وتجمد البناء في باقي "المناطق". كما دعا الى اجراء حساب للنفس لماذا لا يقلع الحزب منذ سنين ويفقد قوته.
اما النائب شاي فقال في مقابلة مع صحيفة الوسط الديني الوطني "مكور ريشون": "انا لست يسارا ولست يسرويا. عندما تبدأ الحملات سيسموني بهذه الوصمة وسنزيلها".
وردا على ذلك، قال زميلهما في الكتلة، النائب ميكي روزنتال انه "يمكن التفكير هكذا أو غيره، تأييد الانفصال عن الفلسطينيين او القول ان هذا غير عملي. اما الارتباط برواية اليمين وكأن اليسار هو موقف غير شرعي، فهذا فعل مهين. يدور الحديث عن منبطحين مستعدين مقابل تعاطف الجمهور للتخلي عن مواقف مبدئية".
وقال النائب ايتسيك شمولي عن خطة كابل: "لا اعتقد ان ما هو مطلوب من جانبنا هو الصحوة بل الايمان بعدالة الطريق. أعارض المبادرة التي في المدى القصير من شأنها أن تؤدي الى الغاء اتفاقات اوسلو وتصعيد أمني وسياسي، ولاحقا الى ابعاد احتمال الانفصال بدلا من تحقيقه – حين يعلن الفلسطينيون بان مطلبهم من الان فصاعدا هو المواطنة المتساوية في دولة واحدة بدأت اسرائيل بضمها من جانب واحد".
اما رئيس المعسكر الصهيوني، آفي غباي، فقال، أول من امس، في برنامج "واجه الصحافة" ان "كل واحد يمكنه أن يأتي بالافكار، ولكن فكري هو الانفصال وليس الضم. هذا أقر في مؤتمر الحزب قبل نحو شهر".
وتراجع النائب نحمان شاي عن عبارة "وصمة" وغرد في التويتر فقال: "ايها الرفيقات والرفاق، انا بالطبع آسف على استخدام كلمة وصمة. كان هذا جوابا على سؤال تضمن هذا التعبير غير المناسب. حزبي وأنا في الوسط – اليسار، هكذا كان وسيكون".
في اعقاب تصريحات كابل وشاي دعت رئيسة الحرس الفتي في "العمل"، ياعيل سيناي، الى تجميدهما من كل منصب لهما في الحزب.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف