هل يتبلور بالسر ثنائي في السياسة الإسرائيلية؟ رئيس حزب العمل والمعسكر الصهيوني آفي غباي، ورئيس الأركان السابق الفريق احتياط بيني غانتس يديران في الأشهر الأخيرة ميراتون لقاءات واتصالات أساسه ضغط يمارسه غباي على غانتس للانضمام الى الحزب.
وحسب مصادر رفيعة المستوى في الحزب تحقق مؤخرا بين الرجلين اتفاق مبدئي، بموجبه ينضم غانتس الى المعسكر الصهيوني كمرشح الحزب لرئاسة الوزراء، بينما غباي يواصل كونه رئيس الحزب ورقم واحد في القائمة.
مصدر مقرب من المفاوضات بين الرجلين أكد ما نشر أمس وقال ان الرجلين “قريبان جدا من الاتفاق” وأضاف بان برأيه هذه الصيغة التي يمكنها ان تربع الدائرة وتوفر للجميع ما يحتاجون: غباي لا يتنازل عن كونه رئيس الحزب، وغانتس يحصل على الفرصة ليكون رئيس الوزراء.
يدور الحديث عن تسوية لا تمس بكرامة غباي، وتحفظ قدرة غانتس على اقصاء بنيامين نتنياهو. اذا ما فاز الحزب بالفعل في الانتخابات وشكل غانتس الحكومة، سيكون غباي الوزير الكبير فيها. والا فان غانتس سيخلي الساحة ويواصل غباي قيادة الحزب (الى ان يقصى على أفضل التقاليد، في الانتخابات الداخلية).
مثلما نشر في “معاريف” في الماضي، فان غانتس اتخذ القرار بالتوجه الى السياسة، ورغم قصة الغرام الطويلة والسرية التي خاضها مع مبعوثي عائلة نتنياهو من بلفور، قرر الا ينضم الى الليكود. واذا ما تبلور بالفعل هذا الاتفاق بينه وبين غباي، فسيكون المرشح لرئاسة الوزراء بعد اربع سنوات من انهاء منصبه كرئيس للاركان. هناك إمكانية أن يكون الرجلان اتفقا مبدئيا ولكنهما أبقيا القرار النهائي لمرحلة لاحقة.
التقدير في الساحة السياسية الان هو ان الانتخابات ستجرى في بداية السنة القادمة او في منتصفها. فقد قال وزير المالية موشيه كحلون مؤخرا لبعض من مقربيه بان له اتفاقا مع رئيس الوزراء نتنياهو على انتخابات في محيط اذار – نيسان 2017. قيمة مثل هذه الاتفاقات مع نتنياهو في هذا الموضوع ليست كبيرة، لان رئيس الوزراء قادر على أن يغير رأيه في كل لحظة معينة. ومع ذلك، يمكن أن نفهم من ذلك بان كحلون نفسه سيكون مستعدا للانتخابات في الموعد المذكور وانه حتى ذلك الحين يمكنه أن يعرض سلة إنجازات كاملة على ناخبيه.
موعد كهذا للانتخابات يجعل غانتس ذا صلة، كونه ينهي في الأشهر القريبة القادمة فترة تبريده وفقا للقانون ويمكنه أن يتنافس. اما اذا كانت الانتخابات مبكرة حتى شهر تشرين الثاني، فان غانتس سيكون غير جاهز ولن يتمكن من التنافس، في ضوء التبريد. ولكن احتمال أن يقدم رئيس الوزراء الانتخابات لهذه السنة يبدو في هذه اللحظة ضعيفا حتى صفري.
في حديث مع “معاريف” نفى غباي الاتفاق مع غانتس، أكد بانه توجد اتصالات متقدمة بينهما وأكد حقيقة أن غانتس يميل الى المجيء الى العمل. وقال غباي: “ليس بيننا أي اتفاق على أي شيء. هذه التركيبة غير منطقية وغير مناسبة، فإما ان تكون رئيسا أو لا. الى جانب ذلك أعتقد ان غانتس يميل بالفعل الى الانضمام الينا”..
واجب الإضافة بانه حتى الان لم يجمع غباي سجلا من النفي الكاذب. الى جانب ذلك، فان نفيه ليس جارفا. اشدد هنا على أن مثل هذا الاتفاق يفترض أن يبقى في السر حتى اللحظة الأخيرة منعا من تآكل غانتس منذ الان من جانب آلة دعاية نتنياهو.
إضافة الى ذلك، علمت “معاريف” بان الحزب اجرى مؤخرا استطلاعا عميقا بحجم ضعف المعتاد لقياس وضعه الحقيقي في الجمهور. وتفيد نتائج الاستطلاع بان الوضع ليس فظيعا لهذه الدرجة. فالعمل يحصل في هذا الاستطلاع على 15 مقعد، يئير لبيد 17 – 18 فقط ونتنياهو 32. وفحص الاستطلاع أيضا انضمام غانتس للحزب فتبين انه في هذه الحالة يقفز الحزب الى 20 مقعدا.
ولكن هنا تأتي القصة الحقيقية. فالاستطلاع الذي اجراه غباي فحص أيضا كم مقعدا يحصل الحزب اذا ما ترأس رئيس الأركان السابق القائمة كمرشحها لرئاسة الوزراء. في هذه الحالة سجل ارتفاع كبير جدا حتى 25 مقعدا. بمعنى أن العمل يقفز من 15 الى 25 مقعد اذا حل غانتس محل غباي كمرشح لرئاسة الوزراء. فهل هذا يكفي كي يجعل غباي يتخلى عن مكانه لغانتس؟ على هذا يتحدثان الان، وحسب مسؤولين في الحزب، الاتجاه هو حل وسط مبايي كما وصف في العنوان.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف